مدريد: التقى الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مع وزير الخارجية الأسباني ميغيل موراتينوس.
واطلع د. البرغوثي الوزير الأسباني على مخاطر الوضع في المنطقة في ضوء إصرار إسرائيل على نهج فرض الأمر الواقع وتوسيع المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بما في ذلك عزل القدس بشكل كامل.
ونبه د. البرغوثي إلى أن تفكيك المستوطنات في قطاع غزة والذي تحقق بفضل نضال الشعب الفلسطيني يجب أن يتبعه تفكيك كامل للاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية والقدس مؤكداً رفض الشعب الفلسطيني لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية أو تحويلها إلى سجن الأمر الذي يتطلب سيطرة الفلسطينيين على حدودهم مع مصر وعى ممر امن بين الضفة وغزة.
وناقش الجانبان فكرة الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام يعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى قاعدة الشرعية والقرارات الدولية بما في ذلك قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الداعي إلى إزالة جدار الفصل العنصري. وأعرب د. البرغوثي عن تقديره لموقف أسبانيا الداعم دون تردد لحق الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة الكاملة باعتبار ذلك الأساس للسلام العادل والاستقرار في الشرق الأوسط.
على صعيد آخر شارك د. البرغوثي في إعمال منتدى اشبيلية الذي عقد بدعوة من مؤسسة بارنبويم سعيد التي شارك في تأسيسها المفكر الراحل ادوارد سعيد.
وأعلن د. البرغوثي في مؤتمر صحفي عقد في ختام أعمال المنتدى على إطلاق مبادرة دولية لانتزاع زمام التحرك من يد شارون والضغط لعقد مؤتمر دولي للسلام بهدف إحباط مساعي حكومة تل أبيب لفرض حلها العنصري من طرف واحد لقضايا الحل النهائي.
وقال أن المبادرة تقترح عقد مؤتمر دولي مدريد اثينة باعتبار باعتباره مؤتمراً دولياً شاملاً يراجع أسباب انحراف ما سمي بعملية السلام عن قواعد وقرارات الشرعية الدولية التي خطها مؤتمر مدريد الأول.
وأضاف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن مؤتمراً دولياً شاملاً سيحبط مخططات شارون في خمسة مجالات أولها فرض مفاوضات حقيقية تشمل الفلسطينيين وكافة الأطراف العربية كبديل للحلول الإسرائيلية المنفردة وما يرافقها من تطبيع وثانيها تجنيد المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الشروع بالتفاوض حول قضايا الحل النهائي خاصة القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات على قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي ترفض تشريع الاحتلال والاستيطان.
وأوضح أن المجال الثالث يكمن في تطويع نهج الحلول الجزئية الانتقالية والإصرار على شمولية السلام لكفة دول المنطقة بما في ذلك إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية مؤكداً أن المجال الرابع يصب في فرض وجود وتدخل دولي فعال كبديل للتفرد القائم وصولاً إلى المجال الأخير بإعادة إسناد القضية الفلسطينية وإعادتها إلى قاعدة الشرعية والقرارات الدولية وإغلاق الباب أمام تشويه فكرة الدولة الفلسطينية بتحويلها إلى كيان هزيل أو دويلة مؤقتة محصورة في معازل البانتوستانات أو قصرها على قطاع غزة.
هذا وأبدى كل من رئيس وزراء أسبانيا الأسبق وراعي مؤتمر مدريد فيليبي غونزالس وزعيم حركة ميرتس الإسرائيلية ران كوهين والمحامي رجا شحادة تأييدهم لفكرة عقد المؤتمر الدولي الذي يتهرب منه شارون يمثل أطاراً لإرساء السلام على قاعدة قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967.
وقال غونزالس انه سيشارك في الجهود المبذولة لإحداث تأثير دولي باتجاه عقد المؤتمر الدولي ولمنع تكريس الجمود الذي يحاول شارون تكريسه بعد فك الارتباط وإعادة الانتشار في قطاع غزة.
من جانبه شدد الموسيقار العالمي دانيل برنبوم على انه لا يمكن إقامة سلام إلا بإزالة الظلم التاريخي الفظيع الذي وقع على الشعب الفلسطيني عبر إنهاء الاحتلال.
هذا وأشار د. البرغوثي إلى أن الاستراتيجية الفلسطينية يجب أن تعمل على ثلاث جهات هي الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام وفرض عقوبات دولية على إسرائيل وضغط شعبي عالمي ما دامت حكومة شارون مستمرة في بناء المستوطنات والجدار العنصري والتوجه بقرار محكمة لاهاي إلى مرافق الأمم المتحدة من اجل تنفيذه.
وشدد د. البرغوثي في ختام لقاءاته مع المسؤولين الأسبان على أن السلام والدولة الفلسطينية المستقلة لن يتحققا إلا بإزالة الجدار والاستيطان كاملاً عن جميع الأراضي المحتلة وان الشعب الفلسطيني ماضٍ في كفاحه حتى ينال حريته واستقلاله دون أي انتقاص.