رام الله- أكدت متضامنات دوليات تصميم رفاقهن الذين تحتجزهم قوات الاحتلال على الحدود الأردنية، على دخول الأراضي الفلسطينية والتظاهر فيها بما في ذلك مدينة القدس، احتجاجا على جدار الفصل العنصري والمستوطنات، وللمطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل وتطبيق القانون الدولي وإحقاق الحقوق الفلسطينية.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده هؤلاء المتضامنات اللواتي نجحن في دخول الأراضي الفلسطينية، من اصل 150 متضامنا ما زالوا عالقين على الحدود الأردنية، إضافة إلى مشاركة الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، في مركز الإعلام الفلسطيني في مدينة البيرة، اليوم.
الدكتور البرغوثي
وافتتح الدكتور البرغوثي المؤتمر بالترحيب بقافلة المتضامنين الذين قدموا من فرنسا وكندا وأسبانيا وايطاليا وسويسرا والمكسيك وألمانيا لهذا الغرض، مشيرا انهم بدأوا مسيرتهم في بالتاسع من تموز من مدينة ستراسبورغ بفرنسا ليطوفوا بعد ذلك في عدد كبير من البلدان نصرةً للقضية الفلسطينية.
واستعرض نشاطات القافلة، فأشار إلى التظاهرة التي نظمتها مدينة ستراسبورغ أمام البرلمان الأوروبي، إضافة إلى تظاهرات أخرى في جنيف أمام مبنى الأمم المتحدة، وفي لوزان بسويسرا وافريه وميلان في ايطاليا، وعدد آخر من المدن الإيطالية، ومن ثم توجهها إلى كرواتيا، وبعد ذلك إلى صوفيا ببلغاريا، حيث نظمت مظاهرات شعبية كبيرة، إضافة إلى بلغراد ومن ثم إلى تركيا حيث قامت بتنظيم نشاط تضامني كبير باسطنبوال، ومن ثم إلى سوريا والأردن التي زاروا فيها المخيمات الفلسطينية.
وقال:"منذ أمس وهم يحاولون (المتضامنون) الدخول إلى الأراضي المحتلة، وان يصلوا إلى القدس التي تشكل المحطة الختامية في هذه المسيرة، إذ لا يزال عدد كبير منهم، محتجزا على جسر "اللنبي" منذ الأمس (19/7/2005)، حيث إعادتهم سلطات الاحتلال إلى إلى الأردن، وما يزالون ينتظرون إذناً بإدخال سياراتهم معهم باعتبار انها قافلة تضم سيارات ووسائل مواصلات مختلفة". وحتى ساعة إعداد هذا الخبر كان الوفد محتجزا على جسر "اللنبي" من قبل قوات الاحتلال.
أهداف النشاط التضامني
وأوضح الدكتور البرغوثي أن هذه القافلة المكونة من 150 شخصا تركز على ستة أمور تأتي ضمن تركيزها العام على حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة، هي: تطبيق القانون الدولي، وإنهاء الاستيطان بصورة كاملة، وإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية والعربية، وإيجاد حل عادل وسليم لقضية اللاجئين الفلسطينيين وتأمين حقهم بالعودة وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن، إضافة إلى إزالة جدار الفصل العنصري بصورة كاملة ورفع كافة الحواجز الموجودة بالأراضي المحتلة، وأيضاً تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الذي ينص على إزالة الجدار والمستوطنات وإلغاء الأمر الواقع الذي أنشأته إسرائيل بالقدس وسائر أرجاء الأراضي المحتلة، وأخيراً إيجاد قوة حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين وبشكل خاص الأسرى في سجون الاحتلال.
جزء من حملة دولية واسعة
وقال:" هذه القافلة هي جزء من حملة واسعة نقوم بتنظيمها بالتعاون مع أصدقائنا المتضامنين في سائر أرجاء العالم منذ أكثر من عام، ولكنها وصلت ذروتها في التاسع من تموز الحالي في الذكرى السنوية الأولى لقرار محكمة العدل الدولية بشأن الجدار"، وقد شملت هذه الحملة مظاهرات ومسيرات واحتجاجات كان منها مظاهرات في بلجيكا وفي فرنسا وأسبانيا وايطاليا في ذاك اليوم، إضافة إلى مسيرة كبرى في مدينة سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية.
ملايين التواقيع لفرض عقوبات على إسرائيل
وأشار إلى أن الحملة تشمل كذلك جمع ملايين التواقيع على عرائض في كل أنحاء العالم وخاصة في الدول الأوروبية وكندا والولايات المتحدة، تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل تتضمن قطع كل أشكال التعاون العسكري، وإنهاء الاتفاقيات الاقتصادية، معها حتى تلتزم بقرارات الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية، إضافة إلى إنهاء وسحب الاستثمارات من إسرائيل، وأضاف:" بلغ عدد الكنائس التي قررت سحب استثماراتها في إسرائيل إلى أربع كنائس، مجموع استثماراتها التي سحبت من الشركات الإسرائيلية تصل إلى عشرة مليارات دولار".
ونوه في هذا السياق إلى شروع المتضامنين بتنظيم حملة في السويد تتضمن بناء مجسم لجدار الفصل العنصري في العاصمة ستوكهولم، وممارسة ضغط كبير على البرلمان السويدي لإنهاء كل أشكال العلاقات العسكرية مع إسرائيل، وخاصة استيراد السلاح منها، وهو ما يجري تعميمه في بدول أوربية مختلفة.
ايات بداية الفكرة
من جانبها، قالت المتضامنة ايات طومبسون خلال المؤتمر الصحفي، ان فكرة القافلة بدأت لدى تواجدها مع مجموعة من المتضامنين الدوليين في الأراضي الفلسطينية عام 2003، حيث صدمتهم الانتهاكات الفظيعة التي شاهدوها، ما دفعهم للعمل على كسر صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث.
وقالت كنا في البداية مجموعة صغيرة، إلا أننا أخذنا نكبر شيئا فشيئا، حتى أصبحنا مجموعة كبيرة"، وأضافت عملنا لسنة كاملة على إنجاز الفكرة وقمنا باتصالات واسعة حيث جندنا في صفوفنا إضافة إلى المواطنين العاديين برلمانيين.
وقالت:" نحاول أن نقوم بما لم تقم به حكوماتنا من مساعدة للفلسطينيين ... إنسانيتنا تموت لذا لم نساعدهم الشعب الفلسطيني... كل الشعوب الأوروبية هي الشعب الفلسطيني وما يؤذيه يؤذيها".
وأشادت طومبسون بالشعب الفلسطيني الذي وصفته بالإنسانية والتصميم والقوة.
جاتوا لوفو: مسار القافلة
من جانبها قالت المتضامنة جاتوا لوفو، أن القافلة بدأت السير من ستراسبورغ في فرنسا من أمام مبنى البرلمان الأوروبي، حيث استقبلهم نائب رئيس البرلمان بالترحيب الشديد، إضافة إلى مؤازرة عدد كبير من البرلمانيين الأوروبيين لهم ، ناهيك عن الترحاب الشديد الذي وجدوه في كل مكان ذهبوا إليه.
وأوضحت أنهم تعمدوا في سوريا والأردن أن يزور المخيمات الفلسطينية، ويلتقوا ممثلين عن اللاجئين الفلسطينيين تأييدا لحق العودة.
وأكدت أن المتضامنين سيدخلون حتى بدون سياراتهم ان حاولت سلطات الاحتلال استخدامها ذريعة لمنعهم، وسيعودوا مرة أخرى ان منعوهم اليوم، ولا شيء سيوقفهم عن محاولة العودة لفلسطين.
من جهتها، أشارت المتضامنة شانتالا لانو إلى سعادتها الغامرة بالتواجد مع الشعب الفلسطيني، معبرة عن أملها بأن يقطع باقي أعضاء القافلة الحدود للتواجد مع الفلسطينيين.
بعد إعلامي
واختتم المتضامنون المؤتمر بالإشارة إلى البعد الإعلامي لنشاطهم، وذلك بتنبيه وسائل الإعلام الأوروبية إلى ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات جسيمة في الأراضي الفلسطينية ، إضافة نقل المتضامنين ما شاهدوه إلى شعوبهم لحثهم على التحرك ونصرة الفلسطينيين.
التطوع، مفتاح العودة، وتكاليف الرحلة
وأشاروا إلى تحملهم تكاليف رحلتهم على نفقتهم الخاصة وكمبادرة فردية منهم، حيث لا توجد جهة ما تدفع لهم نفقاتهم، مشيرين إلى قيامهم ببيع تحف خشبية على شكل مفاتيح يرمز إلى حق العودة، صنعوها في بيت لحم، لتغطية جزء من مصاريفهم، وانهم جميعا يقومون بهذا النشاط كمتطوعين ودون مقابل.