هتفوا ضد الفلتان الأمني والفساد وطالبوا بتحديد موعد فوري للانتخابات التشريعية

نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية مسيرة جماهيرية حاشدة في رام الله، في الذكرى الثالثة لانطلاقتها، والتي صادفت الجمعة 17/6/2005. وشارك في التظاهرة ما يزيد عن سبعة آلاف متظاهر، من أعضاء ومؤيدي وأصدقاء المبادرة الوطنية الفلسطيني والمستقلين الذين وصلوا رام الله قادمين من مختلف المدن الفلسطينية، رغم إعاقة قوات الاحتلال لعشرات الحافلات التي كانت تقل المتظاهرين. ورفع المئات العلم الفلسطيني، فيما حمل آخرون شعارات من أجل المطالبة بتحديد موعد لإجراء انتخابات المجلس التشريعي فوراً، ومن أجل مقاومة جدار الفصل العنصري. والمطالبة بمجتمع آمن، تسوده الحريات والقانون والديموقراطية، ومن أجل توجيه كافة الموارد لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني. وللمطالبة بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقين دون تمييز ومن أجل الحرية والاستقلال.

وتصدرت المسيرة فرقة كشفية ومجموعة من الأطفال حملوا الأعلام واللافتات، وتبعهم شباب كمموا أفواههم تعبيراً عن المطالبة بحرية التعبير، وآخرون قيدوا أيديهم تعبيراً عن تضامنهم مع الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم. فيما هتف المتظاهرون ضد الفساد، ومن أجل إجراء انتخابات المجلس التشريعي فوراً. ونادوا بالمساواة، والعدالة، وإعادة توزيع الميزانية الفلسطينية، كما برزت شعارات مطالبة بالإفراج الأسرى والمعتقلين بمن فيهم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومروان البرغوثي وحسام خضر وركاد سالم وعبد الرحيم ملوح.

وكان في مقدمة المسيرة الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، وشخصيات وطنية من القوى الوطنية والإسلامية وقادة المبادرة من مختلف المناطق، وشخصيات محلية أخرى. وجابت المسيرة شوارع مدينتي رام الله والبيرة، عبر دوار المنارة، باتجاه ملعب مدرسة الفرندز، حيث أقيم هناك، مهرجان احتفالي وخطابي ضخم.

وتحدث في المهرجان بداية د. مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي أكد على أن المبادرة منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات لم تأت لتخلق تنافساً حزبياً أو فصائلياً، بل إن المبادرة جاءت لتشكل نهجاً جديداً واضحاً للتمسك بالحقوق الوطنية، ولتحقيق العدالة الاجتماعية، ومن أجل تمثيل مصالح الأغلبية الصامتة من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني. ولترفع صوت الحرية والاستقلال. وأضاف البرغوثي، أن المبادرة سترفع راية الكفاح والنضال حتى تحرير كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وبأن الكفاح سيستمر حتى ردم مشاريع الضم والتهويد، ومن أجل تأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وقال د. مصطفى البرغوثي، أن الشعب الفلسطيني خدع ثلاثة مرات، في عام 48 عندما هجر، وفي عام 67 عندما احتلت بقية أرضه، وفي عام 93 عندما مهد لمشاريع الاستيطان والجدار باتفاق أوسلو. والمبادرة الوطنية الفلسطينية لن تقبل ولن يقبل الشعب الفلسطيني أن يخدع مرة أخرى بأن تكون كذبة الانسحاب من غزة، على حساب تهويد الضفة وضم الجزء الأكبر منها.

وأكد د. مصطفى البرغوثي أنه لا يمكن القبول بدولة مستقلة بحدود مؤقتة، ولا سلام مع الجدار والاستيطان. وأنه لا سلام دون تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني. وأنهى البرغوثي كلمته قائلاً، باسم المبادرة، وباسم الشعب الفلسطيني، وباسم كل القوى الحية في الشعب الفلسطيني، نرفع صوتنا عالياً من هنا من فلسطين، من أجل تثبيت رؤية وطنية جامعة لكل أبناء الشعب الفلسطيني. ومن أجل الأمل والسعادة لأطفالنا، ومن أجل انتصارنا.

ومن ثم بثت كلمة مسجلة للدكتور حيدر عبد الشافي، شيخ المناضلين ومؤسس المبادرة الوطنية الفلسطينية، أكد فيها عبد الشافي على ضرورة التقيد بالنظام، وانتقد فيها الحكومة والمسؤولين الفلسطينيين، معتبراً إياهم أنهم لم يكونوا قدوة في اتجاه تنظيم المجتمع، واعتبر عبد الشافي أن الطريق أمام نيل الحرية والاستقلال مرتبط بإصلاح سياسات الحكومة الفلسطينية ومنهجها في العمل.

وشاركت في المهرجان الجماهيري فرق أغصان الزيتون من كفر الديك في سلفيت، وكورال نابلس من نابلس بقيادة الفنان جميل السايح، حيث قدمت الفرقتان أغان وطنية. وألقت مريم دلعب من طولكرم كلمة المرأة المبادرة، فيما ألقى محمود نواجعة كلمة باسم شبيبة المبادرة الوطنية الفلسطينية، والسيد يوسف غانم من قلقيلية ألقى كلمة لجان مقاومة الجدار، وألقى الأستاذ يوسف عمرو كلمة المعلمين. وكان عريف الاحتفال سامي دغلس من نابلس.