كلمة الدكتور مصطفى البرغوثي في المؤتمر الشعبي

الاخوة والأخوات:

أبدأ كلمتي بتوجيه التحية للأسرى البواسل الذين يخوضون معركتهم من اجل الكرامة والحقوق الإنسانية ويدفعون من حريتهم ثمناً لحرية شعبهم، ويخاطرون بحياتهم من اجل شعبهم، حيث حققوا جزءاً هاما من مطالبهم أن الأسرى وحتى وان انتهى إضرابهم يجب أن تبقى قضيتهم قائمة، لكن السؤال المطروح، ماذا نقدم لهم؟ غير الشعارات والخطابات التي لا تكلف شيئاً.

فإذا أردنا أن نربط بين الإصلاح وحق الأسرى، فإن الإصلاح السياسي يعني مواقف مبدئية وواضحة ترص صفوف الناس في الكفاح المشترك.

إنني اقترح صياغة ميثاق شرف وطني تقره اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والحكومة والمجلس التشريعي ينص على عدم عقد لقاءات أو توقيع اتفاقات مع الجانب الإسرائيلي قبل ضمان الإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات دون استثناء أو تمييز.

ومن هنا نقدم الدعم المعنوي للأسرى وعائلاتهم وندعم الكفاح الوطني ولن يشعر أحد بأنه سيضيع قي غياب السجون عندما تعقد الاتفاقات كما حدث في أوسلو.

إننا بحاجة إلى الصدق مع النفس، قوى اجتماعية وشعبية وسياسية حتى نتجنب الارتباك والتشويش وحتى لا تبقى موضوعة الإصلاح كلمات تتكرر وتتردد دون نتائج.

إن سوء الوضع الداخلي وغياب قيادة موحدة والضعف القيادي والمؤسساتي والفساد الداخلي، جميعها باتت سببا للتدخلات الخارجية لا أول لها ولا آخر، كما إن إسرائيل و الولايات المتحدة تستغل ذلك الوضع، إلى جانب إن المستسلمين الذين يبكون على أطلال الاتفاقات الجزئية والانتقالية يتسلقون على موضوعة الإصلاح ويتسلق عليه أيضا دعاة التخلي عن المشروع الوطني والانسياق وراء مشروع شارون لتحويل غزة إلى سجن والمتسابقين إلى التنازل عن حق اللاجئين وسيادة الدولة والمتنافسين على المكاسب الشخصية والمراكز والمناصب، كل هؤلاء أصبح الإصلاح لافتة يستغلونها رغم انهم لا يعنون شيئا بالنسبة للشعب الفلسطيني .

الأغلبية الشعبية
إن هناك أغلبية شعبية عارمة تطالب بإصلاح وطني وتغيير حقيقي على قاعدة التمسك بالمشروع الوطني والإخلاص لأهداف الكفاح الوطني وتضحيات الانتفاضة.

أغلبية شعبية مهمشة عن عملية صنع القرار ومستثناة من المشاركة في القرارات التي تمس مصالحها، أغلبية تعبت من الفساد وسوء الإدارة ونفذ صبرها تجاه المحسوبية والواسطات والفئوية في التعيينات وتوزيع المساعدات وكل مناحي الحياة.

أغلبية تشمئز من النفاق السياسي عندما يردد الشعار ويعمل بنقيضه، أو عندما يؤخذ الموقف ويمارس عكسه في نفس الوقت، هذه الأغلبية تعاني الأمرين من تدهور خدمات الجهاز الصحي ولهاثها وراء الدواء والعلاج، كما أنها تعاني من الصراع الذي تخوضه كل أسرة من اجل تأمين نفقات تعليم أولادها.

أغلبية من أصحاب البيوت المهدمة ومناطق الاجتياح والمناطق المهددة بالجدار تطالب بدعم صمودها وبقائها في أرضها، إنها أغلبية تريد أن ترى تغيرا حقيقياً وليس فقط تغيراً في الوجوه التي سئمتها م ملت منها وتغييراً في الأساليب والوسائل التي ما عادت تؤثر في أحد، بل إن الأهم هو التغيير في النهج ونمط القيادة والعمل.

وقبل أن أتحدث عما هو مطلوب لابد من الإشارة إلى أن هناك قواعد ومبادئ أساسية:

أولاًً: إن مقاومة الفساد الإداري والمالي لا تنفصل عن مقامة الفساد السياسي.

ثانياً: إن الإصلاح الحقيقي لا يتم إلا بأجندة وطنية وعلى أساس التمسك بالمشروع الوطني واهداف الانتفاضة الباسلة وليس على قاعدة اليأس والإحباط والاستسلام لشعار