حول الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة

 د. حيدر عبد الشافي

بعد وقت قصير من بدء الانتفاضة ممارستها للعمل المسلح، طالب الكثيرون منا -احتراما لها وحرصا على ديمومتهاإلى أن تتحقق رسالتها بتحقيق أهدافهنا الوطنية- طالب الكثيرون بالتصدي لعفويتها وعاطفيتها وعدم نظامها من خلال موقف موحد إزاء نشاطاتها وأدائها في كل المجالات، والحرص على أن لا يكون في ذلك ما يقدم ذرائع لبطش العدو وإمعانه في العنف ضد المواطنين.

وأمام تعدد الفعاليات وتباين آرائها حول أساليب العمل والنشاط تكرر الطلب وما زال بأهمية أن تلتئم كل القوى السياسية  في جسم واحد أقترح تسميته بـ"قيادة الوحدة الوطنية" تتصدى لكل هذه المشاكل والقضايا من خلال نقاش موضوعي ومسؤول وتتبنى قراراتها بأسلوب ديمقراطي بما يحقق وحدة الموقف والالتزام به من قبل الجميع.

المؤسف والمحبط أنه لم تتحق استجابة جادة لهذا الطلب -لا من قبل القيادة ولا- من قبل الفصائل التي لم تبد الاهتمام المطلوب بهذا الطلب الملح وما ترتب على استمرار إهماله وعدم الأخذ به من مشاكل وخسائر.

واليوم تطالعنا الصحف بأنباء تلاقي كل الفعاليات السياسية  الفلسطينية وعلى رأسها "فتح" والقوى الاسلامية -تلاقيها في القاهرة- لتناقش ما يجري على الأرض الفلسطينية من عدوان غاشم فاق في ضراوته  كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني فيما مضى ولتصل إلى ما هو مطلوب ملح لموقف فلسطيني موحد وهو ما يبعث على الأمل والتفاؤل.

لعل مناخ القاهرة يغير ما بالنفوس، ولن يزعجنا إن لم تنجح المحاولة في فلسطين إذا تحقق لها النجاح في القاهرة وما لها في أفئدتها من محبة واحترام.