الإعلان عن إطلاق ائتلاف فلسطين المستقلة لخوض انتخابات التشريعي
يرأسها د. مصطفى البرغوثي وتضم راوية الشوا وكمال حسونة
واللجان العمالية المستقلة

أعلن د. مصطفى البرغوثي، خلال مؤتمر صحفي عقد في قاعة سليم أفندي في البيرة إطلاق ائتلاف فلسطين المستقلة. وشارك في المؤتمر إلى جانب البرغوثي خمس وعشرون شخصية قيادية بينهم النائبة راوية الشوا من غزة، ورجل الأعمال كمال حسونة من الخليل، وزياد عمرو رئيس اتحاد المعاقين الفلسطينيين، وهيفاء برامكي، ورئيس جمعية رجال الأعمال محمد المسروجي، والمحامي رجا شحادة، وفي قطاع غزة محمد دهمان ود. طلال الشريف، بالإضافة لمجموعة من الشخصيات الوطنية.
ووجه د. البرغوثي التحية للأسرى والأسيرات المعتقلين في سجون الاحتلال ولأسر الشهداء. وقال: نلتقي اليوم، في هذه اللحظات التاريخية، وبعد سنة كاملة من يوم مماثل أعلنا فيه من مدينة القدس الترشح لانتخابات الرئاسة التي خضنا غمارها واثبتنا من خلالها اخلاصنا للعملية الديمقراطية. كما اظهرنا حجم التأييد الشعبي العارم الذي تحمله الاغلبية الصامتة من شعبنا لرؤيتنا في بناء الطريق الثالث المستقل عن حالة الاستقطاب السائدة في المجتمع الفلسطيني بين حركة حماس وفتح.
واليوم ومن منطلق القوة والقدرة التي حققناها ونبني عليها نتقدم الى شعبنا بهذه الكوكبة من المناضلين والمناضلات والطاقات الفاعلة في المجتمع لخوض الانتخابات التشريعية، ونحن على اعتاب مرحلة خطيرة يخطط اعداء شعبنا كي تكون المحطة الاخيرة في تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس وفرض حل شارون المنفرد لتجزئة وتقطيع اوصال الوطن، وتصفية حقوق اللاجئين في العودة الى ديارهم، ويتسابقون لايجاد ودعم المتهاونين ازاء مخططاتهم.
نتقدم لهذه الانتخابات ليس بقوة المال او الاعلام او أي دعم خارجي، بل بقوة الدعم الوحيد الذي لا يمكن سلبه، التأييد الشعبي المباشر، وبقوة الرؤية المبدأية الواضحة المثابرة على التمسك بمشروعنا الوطني وحقوقنا المقدسة في الحرية والاستقلال والعودة واقامة فلسطين المستقلة.
وتابع البرغوثي قائلاً: نحن الذين كافحنا لعشرات السنين ضد الاحتلال وضد جدار الفصل العنصري والاجرامي، و قدمنا الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والزراعية لمن يحتاجها من ابناء شعبنا، و ساهمنا في بناء حركة التضامن الدولي مع شعبنا في ارجاء المعمورة وبدأنا نشق حركة فرض العقوبات ضد الاحتلال الاسرائيلي والجدار، ونحن الذين فتحنا الطريق الصعب للديمقراطية خلال انتخابات الرئاسة، وكافحنا من اجل توفير الأمن والأمان لشعبنـا، ونحن الذين نشق اليوم طريقاً جديداً لتحالف وائتلاف ديمقراطي وسطي واسع وعريض.

الإعلان عن ائتلاف فلسطين المستقلة
وأعلن د. البرغوثي عن القائمة التي سيخوض من خلالها الانتخابات التشريعية بقوله: يشرفنا ان نعلن عن تحالف يضم المبادرة الوطنية الفلسطينية واللجان العمالية المستقلة في قطاع غزة وممثلين عن حركة حقوق المعاقين وعدد كبير من الشخصيات الوطنية المستقلة والحركات الاجتماعية، في تيار وطني مستقل عريض باسم  فلسطين المستقلة. ائتلاف يستند إلى مبادئ مشتركة ورؤية مشتركة، ويشمل كل قطاعات المجتمع،  العمال والفلاحين ، ورجال الأعمال، والنساء والشباب والمهنيين، وأسر الشهداء والأسرى، ويشمل الريف والمدن والمخيمات.
ائتلاف فلسطين المستقلة الذي ينبثق من صميم المجتمع ويعكس صورته، دون هيمنة فئة على أخرى، بعيدا عن أن يكون تحالفا نخبويا محصورا، أو مجرد تجمع انتخابي فصائلي وفئوي. واننا ندعو كل من يؤمن بالطريق الثالث ويدعو له للانضمام الينا والتعاون معنـا.

أربعة عناصر يتكون منها الائتلاف
ثم أعلن د. مصطفى البرغوثي  أربعة عناصر يتكون منها ائتلاف فلسطين المستقلة، من خلال قوله: وما نسعى لتكريسه اليوم هو نموذج جديد، حيث سيتكون الائتلاف من أربعة عناصر:
العنصر الأول _ قائمة المرشحين للمجلس التشريعي على مستوى الوطن.
العنصر الثاني _ المرشحون على الدوائر.
العنصر الثالث _ مجلس ائتلاف فلسطين المستقلة الذي يشمل عددا كبيرا من الكفاءات وممثلي المجتمع وسيكون المرجعية للمرشحين الفائزين في المجلس التشريعي والسند لهم.
وينبثق عن العنصر الثالث_ العنصر الرابع_، وهو مجلس السياسات الذي سيكون بمثابة هيئة، تقدم مشاريع القوانين وخطط التنمية والعمل وبرامج لسياسات في كل الحقول التي يشملها عمل السلطة الفلسطينية وتحتاجها الحركة الوطنية .
وأضاف البرغوثي: واننا اذ نتقدم بما اثبتنا وجوده، لنكون صوت الأغلبية الواسعة المستقلة والمهمشة عن عملية صنع القرار. مسلحين بالنزاهة والالتصاق بهموم الشعب وآماله لنظام عادل ومنصف يضمن تكافؤ الفرص للجميع، ومساواة الجميع امام القانون. نتقدم لكي نفتح لشعبنا باب الامل من خلال رؤية استراتيجية خلاقة وعلمية لكسب معركتنا ضد الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية ومن اجل نيل الحرية والاستقلال. استراتيجية تستند للجمع الناجح بين الكفاح الشعبي الجماهيري في اطار اوسع واشمل وحدة وطنية، لدعم واسناد صمود الناس على الارض، والصمود على الثوابت الوطنية، وتوسيع وتعميق حركة التضامن الدولي، واستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني واعادة بناء النسيج الجامع بين الداخل والخارج.
وهي استراتيجية تؤكد ان كسب الكفاح ضد الاحتلال لن يتم الا بكسب المعركة الداخلية ضد الفساد والمحسوبية والواسطة وسوء الادارة والفشل المريع في ادارة الصراع والفشل الاكبر في ادارة موارد وطاقات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
فاننا نتطلع الى تغيير التوازن في المجلس التشريعي لصالح الرؤية الوطنية والشعبية التي نحمل لواءها ولكي نصل الى وضع نستطيع معه فرض السياسات الوطنية الصادقة والبرامج والقوانين والمشاريع التي تستجيب لمصالح وهموم وحاجات الفئات الشعبية والمحرومة الفقيرة ، ولكل ابناء وبنات الشعب الفلسطيني .
وضع نتجاوب فيه مع هموم العاطلين عن العمل والطلاب المرهقين باعباء الاقساط الدراسية والشباب المتطلع الى ايجاد فرص عمل وتعليم تليق بكرامته ، ومع هموم النساء والمراة الفلسطينية والفلاحين الصامدين في وجه الجدار، وتستجيب لتعطش الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال للحرية وتوفر لذوي الاحتياجات الخاصة حقهم في العمل والرعاية ولكل المواطنين الضمان الاجتماعي والصحي، وتسند اللاجئين الطامحين بالعودة والعيش الكريم، ونحقق لكل ابناء وبنات شعبنا الأمن والأمان. ومن أجل أن نقدم قيادة قادرة على احداث  الاصلاح الجذري الشامل والتغيير للافضل وازالة كل اشكال الفساد السياسي والمالي والامني وسوء الادارة والمحسوبية وبناء مؤسسات عصرية متطورة.

توقيع ميثاق فلسطين المستقلة 
وأعلن البرغوثي أنه تم توقيع ميثاق اتفاق فلسطين المستقلة بالالتزام بالبرنامج بعد الانتخابات من قبل كل المرشحين، وعلى عكس الانطباع، بأن الائتلافات والتحالفات تتكون لتوزيع المقاعد وتنتهي بتقاسمها، فان ما نطرحه في فلسطين المستقلة هو برنامج لحركة واسعة نحو المستقبل تستطيع أن توفر رؤية وقدرة قيادية لادارة الكفاح من اجل الحرية والاستقلال، وبرنامجا واقعيا لادارة الموارد والاقتصاد بما يدعم الصمود الوطني ويحسن دخل الناس ويحل مشاكل البطالة والتعليم والخدمات. ونحن نتقدم اليوم بائتلافنا ليس ضد أحد، بل تعبيرا عن أغلبية واسعة، ومن أجل فلسطين حرة ومستقلة. لقد قمنا بالتسجيل الأولي للقائمة ومرشحي الدوائر، ومازال الحوار مفتوحا حتى اخر لحظة، لأننا نؤمن بوحدة العمل.

المطالبة بضمان نزاة الانتخابات التشريعية
وفي الختام أكد د. البرغوثي مطالبة الائتلاف بضمان نزاهة الانتخابات وسلامتها وحق الجميع في المشاركة فيها، وذلك يشمل:
1) ضمان ترتيبات لمشاركة القدس وأهلها بفاعلية تتجاوز الترتيبات القاصرة التي انبعثت خلال عام 1996 وخلال انتخابات الرئاسة. مشاركة تؤكد عروبة القدس وكونها جزء لا يتجزأ من فلسطين.
2) مشاركة الأسرى والمعتقلين في هذه الانتخابات.
3) ضبط شامل وكامل للفلتان الأمني والتدخل في عمليات الانتخاب والاقتراع.
4) حيادية الاعلام، وضمان عدم انحياز الاعلام الرسمي لأي طرف وضمان عدم استخدام أو استغلال تدخل أجهزة السلطة ومؤسساتها الرسمية والأمنية في العملية الانتخابية.
ودعا جماهير شعبنا الى المشاركة الواسعة في الانتخابات وان يحكموا ضمائرهم ويتصدوا للمسؤولية عن مصائرهم باتخاذ الخيار والقرار الصحيح .


رسالة من د. حيدر عبد الشافي للمؤتمر
ومن ثم قرأ د. رجا شحادة رسالة من د.حيدر عبد الشافي بعنوان  لندعم قائمة فلسطين المستقلـة . وجاء في كلمة عبد الشافي مخاطباً الشعب الفلسطيني: أخاطبكم في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يخوض خلالها شعبنا نضاله من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية والعيش الكريم، وفي اطار السعي الحثيث لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة، والاصلاح الجذري الشامل، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني وتلبية احتياجاته في العمل ومكافحة البطالة والعيش الكريم، والصحة والتعليم اللائق، ومكافحة كل اشكال المحسوبية والفساد، وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون، انتم تستحقون الكثير بعد ان قدمتم التضحيات الغالية التي سطرها الشهداء والجرحى والاسرى من ابناء شعبنا. ولقد حانت الان لحظة الحسم والاختبار لانتخاب المجلس التشريعي القادم، وانهاء كل اشكال الفساد واستغلال المنصب العام في خدمة الأهواء والمصالح الفردية، على حساب جماهير شعبنا الصامد، وعلى حساب فقراء شعبنا.

حان الان وقت التغيير باتجاه اختيار الكفاءات المتمسكة بثبات  بأهداف شعبنا الوطنية والمناضلة لصالح الفئات الاجتماعية المهمشة، المدافعة بصلابة عن حقوق العمال ، والمزارعين ، والمراة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، المطالبين بالديمقراطية والحرية والرافضين للقمع والشمولية والاستبداد.

وختم د. حيدر عبد الشافي كلمته بقوله: انني ادعوكم وبضمير وطني صادق للالتفاف حول كتلة فلسطين المستقلة الذي يقودها د. مصطفى البرغوثي، وتدعمها المبادرة الوطنية الفلسطينية واللجان العمالية المستقلة وعدد كبير من الشخصيات الوطنية المستقلة، لانها تمثل برأيي الاطار الاكثر تعبيراً او قدرة على احداث التغيير المطلوب والتعبير عن مشاعر وهموم وطموحات شعبنا الفلسطيني. نعم للحرية والعدالة والديمقراطية، نعم لفلسطين المستقلـة.

كلمة النائبة راوية الشوا
ومن ثم ألقت النائبة راوية الشوا كلمة قصيرة خلال المؤتمر، أكدت فيها أنها تكما تجربة بدأتها في المجلس التشريعي وأنها مع ائتلاف فلسطين المستقلة تكمل الرحلة نحو فلسطين مستقلة. وأضافت، أشعر بالتفاؤل لأن الناس تدعم توجه ائتلاف فلسطين المستقلة، لأن ذلك الدعم هو الأساس في التحرك والنجاح. واعتبرت الشوا ائتلاف فلسطين المستقلة نافذة أمل بعد تجربة اللون الواحد في المجلس التشريعي الحالي، لأن الشعب بأمس حاجة لأوسع مشاركة وتنوع، تؤدي لتيار ثالث أكثر مصداقية ونزاهة، قوي وقادر على المواجهة، لإيصال الحق لأهله. واعتبرت ائتلاف فلسطين المستقلة الأوسع والأشمل من حيث تمثيل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني,
ووعدت الشوا بأن فلسطين المستقلة ستعمل لتحقيق الأمل، والتمسك بالثوابت الوطنية، دون تزييف الوعي الفلسطيني. وبأن هذا الائتلاف سوف يحارب لوقف تمزيق الوطن الفلسطيني، بين غزة والضفة، وبين الوطن والخارج، وبين المدينة والمخيم.
واختتمت النائبة راوية الشوا كلمتها بالقول: من هذا المنبر نعلن بأننا سنخوض انتخابات محترمة، لأن تيار مثل ائتلاف فلسطين المستقلة يستطيع أن يحمل كل المثل العليا للشعب الفلسطيني.