نابلس: اكد الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس قائمة فلسطين المستقلة ان التدهور في الاوضاع الصحية في الاراضي الفلسطينية مرده السياسة الحكومية الفلسطينية التي لا تولي اي اهتمام للصحة.
جاءت اقوال د. البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده امام المشفى الوطني بنابلس بمشاركة مرشحي فلسطين المستقلة د. علام جرار وسامر عنبتاوي وفؤاد دوابشة وسليمان دويكات ومحمد الطاهر.
واضاف د. البرغوثي الذي زار المشفى الوطني والتقى ادارته واطلع على اوضاعه ان تفاقم الوضع الصحي سببه خفض ميزانية وزارة الصحة من 9.5% الى 5.5% وتضاعف عدد المؤمنين صحياً دون ان يوازي ذلك زيادة في الميزانية.
وقال ان وزارة المالية نفذت الميزانية دون ان تاخذ بعين الاعتبار مصالح وحقوق المواطن الامر الذي كان جلياً من خلال تخصيص 5.5 للصحة، 0.8% للزراعة و 27% للامن ورغم ذلك فان ظروف منتسبي اجهزة الامن صعبة وسيئة ولا يوجد امن وامان بل هناك انتشار لظاهرة الفلتان الامني.
واشار د. البرغوثي الى وجود مشاف مضربة مثل الهلال الاحمر ومحمد علي المحتسب في الخليل بسبب عدم ايفاء الحكومة بالتزاماتها واهمال حقوق العاملين في القطاع الصحي الحكومي وافتقار المشافي والعيادات الى الدواء والاحتياجات.
ووجه د. البرغوثي التحية الى العاملين في القطاع الصحي الحكومي والاهلي والخاص الذين قاموا بواجبهم الانساني في اصعب الظروف خلال الانتفاضة الحالية وقدموا 25 شهيداً بين طبيب وممرض وعاملة صحية و 425 جريحاً.
واكد د. البرغوثي ان التغيير بات مطلباً شعبياً من اجل توفير العلاج والخدمة الصحية للمواطنين وهذا لا يمكن احداثه الا عبر تعديلات جذرية من خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.
وشدد د. البرغوثي انه لا يمكن اصلاح الماضي بادوات قديمة بل بادوات جديدة من خلال صناديق الاقتراع.
واشار د. البرغوثي الى التجربة الناجحة للعديد من المؤسسات بينها الاغاثة الطبية التي عملت على اسناد صمود المواطنين من خلال امكانيات متواضعة ومحدودة.
وقال ان الاغاثة انشات خمسة وثمانين مركزاً طبياً بدون دعم حكومي وقدمت العلاج الى مليون واربعمئة الف مواطن خلال العام الماضي الى جانب خدمات الطوارئ والاسعاف الاولي والوقوف الى جانب شعبنا خلال الاجتياحات.
واضاف ان الاغاثة تعمل الان في 495 موقعاً في محافظات الوطن وتمكنت من تدريب وتاهيل ستة وثلاثين الف مسعف ومسعفة انقذوا حياة الكثير من جرحى ومرضى خلال المواجهات والحصار والاجتياحات.
واوضح د. البرغوثي ان ما نسعى اليه هو تحقيق تغيير في حياتنا عبر ضبط التحويلات الى الخارج والتركيز على انشاء مشاف محلية وتنفيذ سياسات صحية سليمة.
وذكر د. البرغوثي بقيام الاغاثة الطبية بتوفير العلاج المجاني لخمسة وعشرين طفلاً ارسلوا الى الخارج واجريت لهم عمليات زراعة قلب وكبد معقدة مجاناً من خلال اصدقاء شعبنا في الخارج.
وقدم د. البرغوثي نموذجين لطفلين من نابلس ومخيم عسكر هما الطفل احمد الشعار الذي كانت اجريت له عملية زراعة قلب والطفل محمد ادريس الذي يتواجد في ايطاليا الان لاجراء عملية زراعة كبد.
وقال د. البرغوثي ان عملية زراعة الكبد تبلغ تكاليفها بين 200 - 250 الف دولار وان هناك 4 حالات يجري الاعداد لارسالها الى الخارج لاجراء عمليات زراعة كبد لها وانقاذ حياتها.
واضاف انه لو استخدم نفس الاسلوب من قبل الحكومة الفلسطينية لكان بالامكان توفير احتياجات شعبنا الصحية.
من جانبه قال جرار ان الاغاثة الطبية تقوم بجهد كبير من اجل توفير العلاج للمرضى كما انها تعمل مع اثني عشر الف معاق تقدم لهم الخدمات داخل بيوتهم.
واضاف انه يجري التعاون مع المؤسسات التاهيلية والاتحاد العام للمعاقين لتطبيق قانون حقوق المعاق الذي صدر عام 1999 ولا زال معطلاً دون تطبيق.
واشار الى ان القانون ينص على 5% من الوظائف الحكومية يجب ان يستند الى المعاقين الا اننا نجد 80% من المعاقين عاطلين عن العمل.
وشدد د. جرار على ان الانتخابات المقبلة ستكون مصيرية فيما يتعلق بحياة المواطنين وتوفير العيش الكريم لهم من خلال احداث تغيير جوهري.
كما تحدث في المؤتمر الصحفي والد الطفل احمد الشعار الذي اجريت له عملية زراعة قلب قائلاً ان الدكتور البرغوثي بذل جهوداً مضنية وساعد اسرته على اجراء العملية لطفله مجاناً رغم تكاليفها الباهظة.
واعرب الطفل الشعار عن شكره للدكتور البرغوثي الذي ساهم في انقاذ حياته وتواصل معه عبر زيارته بعد اجراء العملية له.
من جانبه تحدث والد الطفل الادريسي الذي يعالج الان في ايطاليا عن المعاناة التي عاشتها اسرته جراء مرض ابنه محمد وكيف ساهم د. البرغوثي في انقاذ حياة نجله بايفاده الى الخارج لاجراء عملية زراعة كبد له.
هذا وقام د. البرغوثي بجولة ميدانية في اسواق وشوارع نابلس والتقى المواطنين والتجار حيث استمع منهم الى المعاناة التي يعيشونها جراء الحصار الذي تتعرض له المدينة.
واكد د. البرغوثي ضرورة اسناد صمود اهالي نابلس التي يواجه اقتصادها انتكاسة بفعل الحصار الخانق المضروب عليها والعمل على انقاذ اقتصادها والالتفات الى هموم المواطنين.
كما عقد د. البرغوثي لقاءً تشاورياً في قرية رافات بمحافظة سلفيت التي تتعرض لهجمة استيطانية بلغت ذروتها بمصادرة معظم اراضيها وضمها بجدار الفصل العنصري.