حماس والاعتراف بإسرائيل / بقلم: سري سمور
بات مطلب اعتراف حركة المقاومة الإسلامية(حماس) بإسرائيل يتردد في العديد من دوائر صنع القرار الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية بطبيعة الحال ؛والمقصود بالاعتراف هنا هو قبول حركة حماس بوجود دولة إسرائيل على أرض فلسطين الانتدابية دون السعي لمقاومتها أو الإخلال بأمنها.
ولعل سقف المطالب فيما يتعلق بحماس قد انخفض بعيد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فازت بها حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني حيث كان الرفض لمبدأ خوض حماس لهذه الانتخابات هو سيد الموقف والمطلب الأساسي،ثم تغيرت المطالب إلى ضرورة تحول حماس إلى حركة سياسية ونزع أسلحتها تزامنا مع اعتراف الحركة بإسرائيل.
الأمم المتحدة تعترف بإسرائيل وتقيم الولايات المتحدة معها تحالفا ازداد متانة وقوة في ولاية الرئيس جورج دبليو بوش،والاتحاد الأوروبي يقيم مع إسرائيل علاقات ديبلوماسية واقتصادية قوية،وروسيا والصين والهند ليست خارج هذه المعادلة،والعديد من الدول العربية لها سفارات أو مكاتب تمثيل ديبلوماسي في تل أبيب ،ومنظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها عربيا ودوليا كهيئة ممثلة للشعب الفلسطيني اعترفت بحق إسرائيل في الوجود في حدود الرابع من حزيران 1967م،أي ما يشكل حوالي 78% من مساحة فلسطين الانتدابية البالغة 27009 كم2 ؛إذن ما حاجة إسرائيل لاعتراف حركة حماس بها؟!
الإجابة عن هذا السؤال لها أوجه متعددة،فحماس الآن تشكل الغالبية في المجلس التشريعي المنتخب من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ،وقد أوكل لها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مهمة تشكيل الحكومة الجديدة،وحماس لها ذراع عسكري نفذ حوالي 45% من الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية،ولولا التزام الحركة بالتهدئة منذ حوالي سنة بناء على توافق فصائلي لشهد الوضع الأمني مزيدا من التدهور.
حماس ترفض من حيث المبدأ الاعتراف بإسرائيل، وهذا الرفض نابع من عدة منطلقات ومحاور أهمها:-
1- الأيديولوجيا: حماس حركة انبثقت عن الإخوان المسلمين والمرجعية الفقهية لهذه الحركة ترفض تماما أن تعترف بإسرائيل،وذلك للمكانة الدينية التي تحظى به فلسطين ،وميثاق حماس الذي تم نشره في بواكير الانتفاضة الأولى (1987م-1993م) ينص بوضوح على ضرورة إزالة إسرائيل من الأرض الفلسطينية واعتبار هذا الأمر واجبا شرعيا إسلاميا،ولا يمكن لحماس القفز فوق ميثاقها وما ربت عليه عناصرها ولقنته لمناصريها وحاججت به منافسيها ،لأنها ببساطة ستفقد أحد مبررات وجودها وستصبح