قام كل من الموسيقار العالمي دانيال بارنبويم ومريم سعيد زوجة المفكر الفلسطيني الراحل د. إدوارد سعيد بزيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وأكدا دعمها ووقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في ظل الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
والتقى كل من بارنبويم وسعيد بالدكتور مصطفى البرغوثي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وزاروا معاً روضة د. إدوارد سعيد الموسيقية التابعة للإغاثة الطبية في مدينة البيرة. وبعد ذلك قام بارنبويم بتدريب الأوركسترا الشبابية الفلسطينية والمكونة من عازفين فلسطينيين من الضفة الغربية وعازفين فلسطينيين من الناصرة داخل الخط الأخضر.
ومن ثم عقد كل من بارنبويم وسعيد ود. مصطفى البرغوثي مؤتمراً صحفياً في قاعة تدريب الموسيقى في مدرسة الفرندز برام الله. شكر فيه البرغوثي بارنبويم وسعيد على زيارتهم في هذه الظروف التي يعاني فيها الشعب الفلسطيني من الحصار والتجويع، وفي ظل استمرار الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
دانيال بارنبويم الموسيقار العالمي قال بأنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد قدم لرام الله عدة مرات، لقد جئت لأكمل مشروعي المشترك مع الراحل د. إدوارد سعيد الذي بدآه في العام 1999، لكن هذه الزيارة خاصة بالنسبة لي، لأنها زيارة موسيقية من الدرجة الأولى، الجميع يعتقد أنه لا يمكن الحديث عن الشرق الأوسط بدون سياسة، لكن هناك الكثير يمكن عمله مع الأطفال والموسيقيين الصغار. وأضاف بأنه لدينا أطفال من رام الله والناصرة يتدربون على العزف الموسيقي جنباً إلى جنب. وسيكون يوم السبت القادم حيث ستعزف أربع سيمفونيات يوماً يفتخر فيه الفلسطينيون. بعضهم لم يتدرب سوى سنتين أو أربع سنوات، لكنهم يتقدمون بسرعة، أعتقد أن إدوارد سعيد كان سيكون فخوراً لو كان بيننا. إنني سعيد بتقديم المساعدة على طريقتي، أعتقد أن أساتذتهم قاموا بعمل يستحق الاحترام.
من جهتا تمنت مريم سعيد لو أن زوجها الراحل المفكر الفلسطيني د. إدوارد سعيد كان موجوداً معهم في رام الله. وأضافت كان سيكون إدوارد سعيداً لو رأى فلسطينيون من رام الله ومن الناصرة يتدربون ويعزفون مع بعضهم البعض. كان سيسر لو رأى كيف أن مشروعه يكبر ويتطور.
وفي إطار رده على أسئلة الصحفيين أكد بارنبويم أنه عندما عزفت أوركسترا الشرق في رام الله قبل عام تقريباً بمشاركة عازفين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ويهود، كان البعض غير مسروراً، لكن الرسالة كانت تفيد بأن الناس يتساوون في الموسيقى رغم كل محاولات التفرقة التي تحدثها السياسة. فالموسيقى ليست فقط للحلم، بل أيضاً لفهم طبيعة الإنسانية، ووظيفة الإنسان. لأن رسالة الموسيقى إبداع إنساني عالمي. أريد أن يعرف الإسرائيليين واليهود، الذين أخرجوا موسيقيين كلاسيكيين عالميين، بأن جيرانهم يعزفون الموسيقى بنفس الذائقة. وقال بالعربية هناك يوم بصل ويم عسل، لكن اليوم بالفعل هو يوم عسل.
ثم قال د. مصطفى البرغوثي: في عام 2002 كانت رام الله تتعرض للقصف والاجتياح والتدمير، لكن بارنبويم أصر المجيء إلى هنا ليعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. لقد كانت لحظة عظيمة من التحدي ولنصرة العدالة والتحرر والديمقراطية. لأن بارنبويم وسعيد لا شيء يوقفهم عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.