في ساحات المنارة والساعة...بدأ الحوار الفلسطيني الفلسطيني!/بقلم: إيهاب الجريري

بقلم: إيهاب الجريري
هناك بين زخات الرصاص وأمطار الحجارة، تراكض العشرات من شبان وأطفال رام الله، بعضهم كان يتمشى، وبعضهم كان يبيع، وبعضهم كان عائداً إلى بيته، هناك عندما انتشرت أخبار المستعربين في لحظات، توقف الزمن من جديد وعاد اللاعبون للعبتهم الأزلية، الحجارة، لقد رموا كل شيء على دوريات الاحتلال المصفحة، الحجارة، الدهان، خزانات المياه، وتندات المحلات، والطوب...كل شيء كان يسقط باتجاه الاحتلال.

ليت الذين سيذهبون للحوار الفلسطيني، شاهدوا تلك اللقطات، ليتهم نزلوا للشارع، ليتهم ساعدوا الشبان في رمي الحجارة، ليتهم تعلموا منهم، أن الوطن لا يباع ولا يشترى، أن المدن تحميها المحبة، والغضب، والعنفوان الذي بات ينقطع من عيون الشبان، لولا مواجهات رام الله، لقلنا على الدنيا السلام.

هؤلاء، رماة الحجارة، وحتى من استل سلاحه وأطلق الرصاص باتجاه الاحتلال، كلهم، رفعوا من سقف الحوار الفلسطيني الفلسطيني، الآن لا نريد حواراً إن لم يكن بمستوى مواجهات رام الله، حواراً وحدوياً، القضية فيه فوق كل اعتبار، لم يذكر أحد من الشبان من أي فصيل هو، ولا أي مصلحة يريد، لم يرتفع في ساحة المواجهة سوى علم فلسطيني وحيد، جره بائع ترمس على عربته وتقدم باتجاه المواجهات، وهناك تعالت الهتافات والتصفيق، إنها لحمة الدم الفلسطيني المسفوك، إنها معنويات الانتفاضة الأولى. نعم لا نريد حواراً إن لم يرتقي لمعنويات مواجهات رام الله، لقد علم هؤلاء الشبان، الاحتلال أولاً، والسياسيين الفلسطينيين ثانياً أن لهذا البيت شعب يحميه مهما كثرت المؤامرات، ومهما كثرت التحديات، على الجميع أن يدرك درس رام الله في، على الجميع أن يدرك أن الوعي الفلسطيني لا زال يرتقي على الجراح، وعلى انقطاع المعاشات، وعلى سخافة المناوشات السياسية الفلسطينية الفلسطينية.

لن تمروا مرور الكرام، هذا ما قاله شبان رام الله في المواجهات، لن تمروا إلا فوق أجسادنا، وهناك سقط الشهداء تباعاً، كانوا لايحملون بنادق، ولا آر بي جي، كتلك التي حملتها القوة الخاصة في غزة، كان يحملون فقط أحلامهم، وغضبهم، وعزتهم وحجارتهم. طوبى لكم وأنتم تعيدون التاريخ رافعاً هامته، شامخاً في وجه الزمن الرديء.

لا نريد حواراً، إلا من أجل تثبيت صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، لا نريد حواراً إن لم يكن واعداً كهامات راشقي الحجارة، وإلا ليعد كل إلى مكتبه، وليعد كل إلى همه في حصة حزبه وفصيله ومركزه.