بيان صادر عن مجلس ائتلاف فلسطين المستقلة
والمبادرة الوطنية الفلسطينية

عقد مجلس ائتلاف فلسطين المستقلة في الضفة الغربية اجتماعا في مدينة رام الله تدارس فيه الأوضاع الخطيرة التي تعيشها الأراضي المحتلة، واستمع المجلس إلى تقرير مفصل عن سير أعمال المجلس التشريعي الفلسطيني وما جرى في لقاءات الحوار الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمخاطر الكبيرة التي تمثلها خطة اولمرت على مستقبل الشعب الفلسطيني، وقدم عدد من أعضاء مجلس الائتلاف مداخلات حول الأوضاع السائدة، وقد أكد مجلس الائتلاف في ختام اجتماعاته على ما يلي:

1)إن الأوضاع الخطيرة التي تعيشها الأراضي المحتلة، واستمرار العدوان والمجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال وآخرها مجزرة قطاع عزة، وبالإضافة إلى احتجاز أموال الشعب الفلسطيني واستمرار الحصار الاقتصادي إنما تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني ولا بد من مواجهتها بصفوف موحدة وبأرسخ وحدة وطنية، وما يجري يؤكد الحاجة الملحة لقيام قيادة وطنية موحدة وحكومة وحدة وطنية توحد طاقات الشعب الفلسطيني لكسر الحصار ودعم الصمود الوطني وإفشال مخطط اولمرت وإسقاط جدار الفصل العنصري.
2)إن التحدي الأكبر الذي يواجهه الشعب الفلسطيني هو مشروع شارون – اولمرت الذي يستهدف ضم وتهويد كامل مدينة القدس ومحيطها ومناطق الاستعمار الاستيطاني وغور الأردن وما يزيد عن 75% من مصادر المياه في الضفة الغربية.
إن هدف مشروع اولمرت هو ضم ما لا يقل عن 46% من الضفة الغربية وتدمير فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وتحويل المدن والقرى الفلسطينية إلى معازل وسجون وتكريس نظام تمييز عنصري (أبارتهايد) هو الأسوأ في تاريخ البشرية المعاصر.
كما إن الهدف الأخطر للمشروع الإسرائيلي هو تدمير إمكانية قيام سلام عادل ودائم على أساس وجود دولتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة في كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وتأمين حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
3)لقد رحب ائتلاف فلسطين المستقلة والمبادرة الوطنية الفلسطينية بوثيقة الوفاق الوطني الفلسطينية التي طرحها الأسرى والأسيرات البواسل في سجون الاحتلال، وإذ عبر الائتلاف في كلمته أمام جلسات الحوار عن تقديره العالي لدور أسرانا وأسيراتنا البواسل، فانه يواصل التركيز على أن الوثيقة تشكل الأساس الصالح والمقبول للوفاق الوطني، وانه يجب عدم إغلاق الباب أمام تطويرها وتحسينها بما يحقق الإجماع الوطني، كما أن طرح موضوع الاستفتاء يجب أن لا يغلق أبواب الحوار الوطني بل لا بد من بذل كل جهد ممكن لإنهاء حالة الاستقطاب الخطيرة في الشارع الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، ولا بد من بذل كل جهد استرشادا بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، لتحقيق الوفاق الوطني وفتح الباب أمام تشكيل قيادة وطنية موحدة وإستراتيجية وطنية موحدة، ويمثل بدء الحوار بشأن تطوير وتمكين منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وفتح أبوابها لسائر القوى الوطنية والإسلامية خطوة ايجابية في اتجاه بناء قيادة وطنية موحدة لشعب الفلسطيني.
4)إن الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية يجب أن يبدي أقصى درجات الحذر تجاه الضغوط الخارجية المتواصلة والتي تستهدف دفعه للانقسامات الداخلية والاقتتال الداخلي بهدف تسهيل نشاط اولمرت لتنفيذ مشروعه وتدمير أهم ما أنجزه الشعب الفلسطيني، وهو وحدة حق تقرير المصير ووحدة مستقبله بكل مكوناته في الداخل والخارج.
إن الوصول إلى وثيقة للوفاق الوطني سيحقق هدف الأسرى ويلغي الحاجة للاستفتاء، ويزيل كل ما يمكن أن يعمق الاستقطاب والتنافر داخل المجتمع الفلسطيني.

5)إن خطورة الوضع الفلسطيني والاحتقان الداخلي، والمخاطر الجدية التي يمثلها مشروع اولمرت، وشدة المعاناة التي يسببها الحصار الاقتصادي والسياسي الظالم، لا تترك مجالا للتسويف أو التأخير، بل تستدعي وصول الحوار الوطني خلال فترة قصيرة إلى التوافق الوطني، فالحوار ليس هدفا بل وسيلة، والوفاق الوطني سهل المنال إن خلصت النوايا، وتم تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية والفصائلية.

وستبذل المبادرة الوطنية الفلسطينية وائتلاف فلسطين المستقلة كل جهد ممكن لإنهاء حالة الانقسام والاستقطاب الخطيرة في المجتمع الفلسطيني وللمساعدة في وصول كافة الأطراف الوطنية والإسلامية إلى التوافق الوطني بما يحقق ارسخ وأقوى وحدة وطنية وستعمل في هذا المجال على التعاون الوثيق مع مختلف القوى الوطنية والإسلامية.

ائتلاف فلسطين المستقلة والمبادرة الوطنية الفلسطينية
رام الله 10 حزيران 2006