بيروت تحترق-والسلم ينتحرُ / بقلم: بيان شكيب النشاشيبي

بيروت تحتَ القَصفِ ؟؟ما الخبَرُ؟؟؟
لعلَّه قد خانني السَّمعُ والبَصَرُ
هذا الجنوبُ وقد غطَّت رَواسِيَهُ
سُحبُ الدُخانِ تغزوه  وتَتنتَشِرُ؟؟

كل!ُ العيون على التلفازِ شاخِصَةٌ
قد صرتِ أشلاء والقلبِ يُعتَصَرُ
شِلوٌ يَئِنُ من الآلامِ مُلتَهِبُ
شِلوُ بَراهُ السُقمُ يُحتَضَرُ
مرأى الدِّما والأرضُ غارقَةٌ
يدمي الفؤادَ وردُ الفعلِ مُستَعِرُ
فيروزُ هُبي هُزي مِشاعرَهُم
أبناءَ بَعرُبَ  باؤا قلبُهُم حَجَرُ
والقُدسُ ترنو  مُنذُ الغزوِ حائِرَةٌ
لولا التصبُرُ والآمال ما اصطبروا
             **
أُختَ العِراقِ!!لا جَدوى تُمَزِّقُنا
أيدي الجُناةِ على إهلاكنا إئتَمَروا
والحِقدُ يُفرِغُ فوقَ القومِ زَقرَتَه
قتلى وجرحى قَضاءٌ إنه القَدَرُ
أنقاضُ تَحكي لأعوامٍ جَريمتَهُم
هذي المَجازرُ في أَسفارِهم عِبَرُ

    **
كلُّ الكلامِ هُراءٌلا مَرَدَّ لَهُ
هُبوا جميعًا بل اصحوا-أيُها العَرَبُ-
زالَت مَعالِمُ لُبنانَ فما بَقيَت
أسماءُ للذكرى وأحلاها هيَ الصُوَرُ
والحُزنُ خَيَّمَ فوقَ البَحرِمنتَحِبًا
بالأمسِ كانوا-بل من هُنا عَبَروا
أَهلُ الشَّمالِ زخَّت  فَوقَهم حُمَمٌ
أما الجنوبُ قَصرًا اهلُهُ هجروا
والحضنُ في بيروت آفاقُهُ اتسَعَت
أمّوكِ يا بيروت أهلٌ  ومُعتَمِرُ
  ***
 جُلُّ الوُجوهِ قد باتت مُشَوَّهةً
تحكي لِبوشٍ فِعفلهُ - القَذِرُ
آثارِ جُرمِكُ في الآفاقِ  باقيةٌ
ألطِّقلُ يلْعنكَ والطيرُ والشَجَرُ
هَل ذُقتَ طَعمَ اليُتمِ ؟؟ما أقسى مَرارَتَهُ؟؟
أم أنتَ بالأحزان تلهو وتزدَهِرُ؟؟؟
كلُ المساجِدِ قد دُكَّت منابِرُها
وكذا الكنائسُ –ماذا بعدُ نَنتَظِرُ؟؟
أللهُ أكبَر! قد بُحَّت حَناجِرُنا
ألله أكبَرُ قَد  بُحَّت حناجِرُنا
رٌحماكَ ربي  منكَ الصَّيرُ ُ والظَّفَرُ!!!
سُحبُ السِّخامِ التي أغشَت بَصائرَنا
كادَت تصيرُ دَيدَنًا ضَجِرُ
قَصفُ المَدافعِ والصاروخُ مُنطَلِقٌ
نحوَ العَمائرِ يجثو حيثُ يَنفَجِرُ
والطائراتُ وما حاكَت مَكائدُكم
ألطقلُ أدركَ أنَ السلمَ يَنتَحِرُ
]
مِ القدسِ لبنانَ أُزجي الُعذرَ مكتحِلاً
والحزنُ يغلي كبركانٍ ويذَّخِرُ

بيان شكيب النشاشيبي –ألقدس
‏الثلاثاء‏، 25‏ تموز‏، 2006