النائب الدكتور البرغوثي: اسرائيل لن تكسر ارادة شعبنا ولا يوجد حل عسكري للازمة

رام الله: طالب النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ورئيس ائتلاف فلسطين المستقلة بايفاد لجنة تحقيق دولية محايدة الى الاراضي الفلسطينية للتحقيق في الجرائم التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتقديم تقرير عن حقيقة انواع الاسلحة التي تستخدمها قوات الاحتلال.
وقال النائب البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله ان ستة وسبعين شهيداً غالبيتهم من المدنيين الى جانب مئتين وأحد عشر جريحاً سقطوا بنيران قوات الاحتلال منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل خمسة عشر يوماً.
واضاف النائب البرغوثي ان اكذوبة ما يجري وتصويره على انه حرب بين جيشين يجب فضحها واظهار الحقيقة التي تشير الى عدوان واسع من قبل رابع اكبر جيش في العالم ضد شعب فلسطيني اعزل ومقاومة لا تملك سوى اسلحة بسيطة.
العدوان بدأ قبل اسر الجندي
واشار النائب البرغوثي الى ان العدوان على قطاع غزة لم يبدا نتيجة اسر الجندي الاسرائيلي بل سبق ذلك بشهرين من خلال شن قوات الاحتلال سبع وسبعين غارية جوية واربعة آلاف عملية قصف مدفعي مما اوقع اربعة وتسعين شهيداً غالبيتهم من المدنيين بينهم سبعة وثلاثون مواطناً وست نساء واثني عشر طفلاً.
واضاف النائب البرغوثي ان العدوان على غزة كان مخطط له منذ نتائج الانتخابات الفلسطينية وان تسريع تنفيذ هذا العدوان جاء بعد وصول الفلسطينيين لوفاق وطني وتوافق على استراتيجية وكفاح وبرنامج سلام.
وقال النائب البرغوثي ان اسرائيل تبالغ في الحديث عن تاثير الصواريخ الفلسطينية المصنعة محلياً التي لم تقتل اي انسان على مدار العام الماضي لتمرير بطشها العسكري وعدوانها ومجازرها ضد الشعب الفلسطيني.
واعرب النائب البرغوثي عن ادانته لاستخدام اسرائيل اسلحة فتاكة تستخدم في العادة ضد الجيوش وليس لقمع شعب يرزح تحت الاحتلال مشيراً الى ان العديد من الجرحى وصولوا الى المشافي وقد اصيبوا بحروق وجروح وبترت اطرافهم جراء تلك الاسلحة.
واشار النائب البرغوثي الى ان اسرائيل اختطفت منذ ايار الماضي اربعمئة وواحداً وستين فلسطينياً من الضفة الغربية بينهم سبعة وثلاثون طفلاً وسبعة وعشرون نائباً وثمانية وزراء في انتهاك فاضح للاعراف والمواثيق الدولية ليضافوا الى عشرة الاف اسيرٍ يقبعون في سجون الاحتلال من بينهم
اربعمئة وخمسون طفلاً ومئة وخمسون امراةً يواجهون ماساةً انسانية وظروف اعتقال صعبة.
كارثة صحية وبيئية في غزة
واكد النائب البرغوثي ان قطاع غزة يواجه كارثة انسانية وبيئية بعد ان وجهت قوات الاحتلال ضربة قاسمة لكافة مناحي الحياة من خلال تدمير محطة الكهرباء وفقدان ثمانين بالمئة من الطاقة الكهربائية وعدم وصول المياه الى المنازل بسبب انقطاع الهرباء وتوقف المضخات عن ضخ المياه للمنازل خاصة وان هناك ثلاثمئة الف فلسطيني يعيشون في بيوت عالية وعمارات سكنية لا تصلها المياه.
وقال النائب البرغوثي ان التلوث البيئي في قطاع غزة والناتج عن توقف شبكة المجاري عن العمل جزئيا وعدم معالجة المياه العادمة وتدفق مياه المجاري الى البحر بسبب انقطاع الكهرباء بات يهدد بكارثة صحية خاصة وان اخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية اظهر ارتفاع نسبة الاصابة بالامراض المعوية والاسهال الى 160%..
واوضح النائب البرغوثي ان تراجعاً ملحوظاً على الوضع الصحي يشهده قطاع غزة نتيجة الحصار الاقتصادي ونقص الادوية مما يهدد بتوقف المشافي عن العمل امام تزايد اعداد الجرحى ونفاذ الوقود وانعكاسات ذلك على الية حفظ الادوية في الثلاجات كامصال المطاعيم ضد الامراض المعدية بسبب انقطاع الكهرباء.
وقال النائب البرغوثي ان مئة وتسعين فلسطينياً تم ترحيلهم قسراً عن منازلهم في منطقة الشوكة ورفح من قبل قوات الاحتلال واصبحوا يبيتون ام في الشوارع او مدارس الوكالة الامر الذي يعد انتهاكاً لابسط حقوق الانسان.
عقوبات جماعية
وحذر النائب البرغوثي من تفاقم الازمة الاقتصادية في الارضي الفلسطينينة بعد وصول 85% من الفلسطينيين في قطاع غزة الى تحت خط الفقر الى جانب 40% عاطلين عن العمل وعدم تلقي الموظفين في السلطة الفلسطينية رواتبهم على مدى الاشهر الاربعة الماضية.
واضاف ان ما بين احدى عشرة الى ثماني عشر غارة جوية تشنها طائرات الاحتلال يومياً على قطاع غزة الى جانب اختراق حاجز الصوت بشكل متكرر وما يتركه من اثارة للرعب في صفوف المواطنين وسبب ازمة نفسية وبائية لدى اطفال قطاع غزة وتصدع المنازل وتحطم نوافذها.
ونوه النائب البرغوثي الى الماساة الانسانية لخمسة الاف وخمسمئة فلسطيني عالقين على معبر رفح بينهم ثلاثة وثلاثين مريضاً اجريت لهم عمليات جراحية في الخارج لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم في قطاع غزة بسبب اغلاق المعبر الذي حال دون ايفاد مئة مريض فلسطيني مصابين بامراض السرطان وامراض القلب للعلاج بالخارج الامر الذي خلف اربعة حالات وفاة على المعبر هم رجل مسن وامراة وطفلان.
واشار النائب البرغوثي الى ان ما يجري من عدوان اسرائيلي هو حرب حقيقية ضد غزة والضفة والقدس التي سحبت فيها قوات الاحتلال بطاقات الهوية من وزير وثلاث نواب في انتهاك فاضح للقانون الدولي خاصة وان القدس هي جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واكد النائب البرغوثي ان خطة اولمرت وقبلها خطة شارون فشلتا فشلاً ذريعاً وان الهدف منهما ليس حل النزاع مصادرة معظم الاراضي الفلسطينية ومنع اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة مما يؤكد ان الاحتلال لقطاع غزة لم ينته وان هدف المخططات الاسرائيلية هو كسر الارادة السياسية للشعب الفلسطيني باجباره على التعامل مع خطة اولمرت.
 
حركة التضامن الدولية
واعرب النائب البرغوثي الذي حيا صمود شعبنا في وجه الاحتلال عن شكره للمتضامنين الاجانب الذين حضروا الى الاراضي الفلسطينية رغم عراقيل الاحتلال للتضامن شعبنا وكشف حقيقة ما يجري من انتهاكات وجرائم على ايدي قوات الاحتلال معبراُ عن ادانته لتصاعد عمليات طرد ومنع المتضامنين الاجانب من الوصول الى الاراضي الفلسطينية.
واختتم النائب البرغوثي مؤتمره الصحفي بالتاكيد على ان تطبيق وثسقة الوفاق الوطني هي الحل لمواجهة التحديات والمخططات الاسرائيلية وان المخرج الوحيد هو اقرار اسرائيل بمبدا التبادلية وتبادل الاسرى ووقف متبادل للعمليات العسكرية والذهاب الى مؤتمر دولي على اساس المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية واكد ان اسرائيل لن تستطيع كسر ارادة الشعب الفلسطيني او فرض حلولها بالقوة العسكرية بسبب الصمود وبسالة الشعب الفلسطيني مؤكداً عدم وجود حل عسكري لهذه الازمة.