خطوة نبيل شعت فيها الكثير من النبل والشجاعة .. لا يجوز استثمارها لحسابات و اتجاهات خاطئة- الدكتور عبد الله ابو العطا *

تعتبر خطوة الأخ نبيل شعت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بالمجيء إلى قطاع غزة محل ترحيب وإعجاب من كل القوى والشخصيات الوطنية والإسلامية سواء كانت هذه الزيارة شخصية للتواصل مع الأهل والأشقاء في قطاع غزة أو بإيعاز من الرئيس أبو مازن فهي جاءت لتحريك المياه الراكدة وإذابة الجليد وإعادة الدفء للعلاقات  الوطنية ودفع الحوار الوطني إلى الأمام وإزالة الشكوك والعقبات التي تقف حجر عثرة في طريق إنهاء الانقسام وصولا لتوقيع الورقة المصرية والبدء بالخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية على الأرض وفي الميدان كما أشار هو بذلك وهي بلا شك طويلة ومضنية وتمثل الاختبار الحقيقي لصدق النوايا والهم الأكبر واهم القضايا التي يتطلع إليها شعبنا لتحقيق أهدافه وتطلعاته الوطنية التي ناضل من اجلها طويلا ودفع من اجلها الكثير

وبعيدا عن الغوص في التحليلات السياسية أصبح الجميع يدرك الآن مدى حاجتنا إلى هذه الوحدة في ظل انسداد الأفق أمام الطرفين المتنازعين على السلطة في ظل حالة الانقسام وتردي العلاقات الوطنية وما خلفه من تداعيات وما سببه من إحباط وتراجع وانعدام قدرة أي طرف على المضي قدما في مشروعه إلى الأمام بمفرده بسبب الخلل الحاصل وغياب التوافق الوطني وتصدع الجبهة الداخلية وانعدام افاق التسوية العادلة بسبب التعنت والصلف الاسرائيلي والتهديدات المتتالية بشن الحروب هنا وهناك والشروط الإسرائيلية بالاعتراف بيهودية الدولة والعودة للمفاوضات في ظل الاستيطان والتوسع ونهب الاراضي وبدون القدس واللاجئين وعدم الإقرار بالمرجعيات الدولية وتراجع الادارة الامريكية الجديدة عن بعض المواقف التي توسمنا بها خيرا واعتقدنا انها قد تمثل تحولا في الانحياز الاعمى لصالح اسرائيل

كل هذا وغيره من الممارسات والاشتراطات التي يضعونها في وجه المفاوض الفلسطيني في الوقت الذي يعتبرون مطالبته بمفاوضات على اسس سليمة وصحيحة شروطا مسبقة جعل من مسالة الاستمرار في المفاوضات بهذا الشكل وعلى هذا النحو امرا مستحيلا خاصة و ان السلطة الفلسطينية خاضت تجربة مريرة وسلكت في هذا المجال طريقا طويلا لم يوصلها إلى شيء .

كذلك فان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتحكمه بمفردها لأكثر من عامين ونصف في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية نتيجة الحصار الخانق الذي ترك اثارا كارثية على مجتمع يعاني أصلا من سوء الاوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والفقر عدا عن الاثار المترتبة عن الحرب والعدوان الأخير وما خلفه من قتل و خراب ودمار للبنى التحتية و البيوت السكنية التي لم يتم اعمارها لغاية الآن ، ناهيك عن الضغوط الدولية و التأثيرات الاقليمية التي تتعرض لها حركة حماس الأمر الذي من شأنه أن يجعل مسألة استمرار هذا الوضع أمرا مستحيلا .

كل هذه الاخفاقات و التجاذبات تحدث الان في الوقت الذي يفتقد فيه الجميع للشرعيات الدستورية في ظل انعدام التوافق الوطني و الانقسام الذي عطل اجراء الانتخابات الرئاسية و التشريعية في موعدها بعد انقضاء فترة ولاية الرئيس والمجلس التشريعي الذي جرى التمديد لهما من المجلس المركزي الذي يحتاج هو الآخر لاعادة تفعيل وتطوير في اطار البحث عن سبل تفعيل وتطوير وإعادة هيكلة م ت ف كمرجعية وطنية عليا تمثل كافة فئات وشرائح شعبنا وقواه الحية في الوطن والشتات .

من هنا تاتي اهمية المساعدة والمساهمة في ايجاد مخارج وطنية تجعل من توقيع الورقة المصرية امرا ممكنا في ظل تزايد التصريحات بان القضايا الخلافية التي تعيق التوقيع هامشية وطفيفة وان المصالحة اصبحت قاب قوسين او ادنى وفي متناول اليد .

المهم الان هو توفر الارادة السياسية وصدق النوايا وازالة الاشواك والشكوك والتحلي باعلى درجات المسؤولية والحس الوطني والحكمة السياسية وتغليب المصالح الوطنية العليا لشعبنا على المصالح الحزبية للحركة و الفصيل و أن يتم الاستجابة لنداء العقل و المنطق والقدرة على صد كل الضغوط والاملاءات الخارجية التي تحول دون اتمام هذه المصالحة .

خطوة الاخ نبيل شعت فيها الكثير من النبل والشجاعة يفترض ان يتبعها ويقابلها خطوات مماثلة

لخلق المناخات الملائمة وتعزيز اجواء الثقة والاحترام المتبادل ولا يجب حرفها عن اهدافها ولا يجوز لاحد استغلالها واستثمارها في الاتجاه الخاطئ ولحسابات حزبية أنانية ضيقة ومنفرة .

فالحوار الوطني بشموليته هو الذي احدث هذا التقدم والانجاز الكبير ويجب ان يبقى شاملا بعيدا عن التكتلات والتجمعات مع إقرارنا بان اللقاءات الثنائية بين الفصيلين الكبيرين المتخاصمين في الساحة الفلسطينية من شانها احراز تقدم واحداث بعض الاختراقات الهامة التي نحتاج اليها .

                                  *عضو لجنة المصالحة الوطنية في حوار القاهرة

 

                                       القيادي في المبادرة الوطنية-غزة

                                       القيادي في المبادرة الوطنية-غزة