غزة: إن الأحداث المأساوية المؤسفة التي وقعت مؤخراً في قطاع غزة و متدت لتشمل الضفة الغربية هي جريمة كبرى ونقطة سوداء في تاريخ شعبنا الفلسطيني المعمد بتضحيات آلاف الشهداء و عشرات آلاف الجرجى والمعتقلين على طريق الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال وتحقيق أهدافنا الوطنية العادلة والمشروعة.
إن سفك الدماء الفلسطينية على ايد فلسطينية وفي هذه الظروف الصعبة والمصيرية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية وما سبق ذلك من حملات اعلامية وتحريضية يضع علامات استفهام كبرى حول أهداف وغايات الجهات التي تلجأ إلى مثل هذا السلوك في حل الخلافات.
إن هذه اللحظات العصيبة والمؤلمة التي نمر بها تدعونا جميعا الى رص الصفوف ونبذ الخلافات وعدم الانجرار وراء الصراعات الحزبية والفئوية على السلطة التي لا تملك سيادة فعلية على الأرض وتحتم علينا أن نتحمل مسؤولياتنا الوطنية والتاريخية والأخلاقية، واعتماد لغة الحوار وتغليب العقل والمنطق وتفويت الفرصة على اعداء شعبنا والمتربصين والمندسين ، والعمل على تطويق ما حدث ووقف مظاهر التسلح والفوضى والتحلي بالحكمة واليقظة والحفاظ على مقدرات شعبنا الفلسطيني ومؤسساته واحترام التعددية السياسية وحرية الرأي، وصيانة تقاليده الوطنية والديمقراطية.
كما اننا ندعو كافة الأطراف إلى الشروع فوراً بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني والمحددات التي تم التوافق عليها فلسطينياً لانتزاع زمام المبادرة من يد اسرائيل واخراج الوضع من حالته الراهنة والمتردية التي تنذر بمزيد من الفوضى والاقتتال وتهدد بانهيار السلطة ومؤسساتها الوطنية وتدمير منجزاتنا وتعيدنا سنوات عديدة إلى الوراء، وهذا ما يسعى له الاحتلال جاهداً حتى يتفرغ لمزيد من الاستيطان وابتلاع الأرض وتهويد المقدسات واستكمال بناء جدار الفصل العنصري والتنكر لأبسط حقوقنا الوطنية.