بارقة أمل لقيادة جريئة وحكيمة
أشجان عجور

تتراص الصفوف، وتضاء الشموع، وتتشابك الأيدي لتحمل اللافتات على شكل دائرة محكمة على منارة رام الله، ويصدح الصوت المخنوق داخلنا ليحلق ويصرخ أناديكم واشد على أياديكم وأبوس الأرض … لتصل الرسالة إلى الفصائل المتنازعة والى الوطن كله ميثاقا موحدا من المتجمهرين من شخصيات تمثل قوى التيار الثالث المتنحي عن حالة الاستقطاب، ومن نشيطات ونشطاء اجتماعين ومواطنين مستقلين، وآخرين غيورين على الوطن الذي يتمزق ويسيل دمه في شهر رمضان الكريم.
جئنا كمنظمي لهذا الحدث يعصر قلبنا الألم، بعد ما أصابنا الذهول والصدمة لما يحدث في غزة من قتل متبادل بين الفصائل ينذر من مقدمات لحرب أهلية طاحنة ستكون هي النتيجة الحتمية لعدم التنازل عن المصالح الفئوية الضيقة لكل فصيل وتغليب مصلحة الوطن. جئنا نقول ماذا تنتظر الحكومة ومؤسسة الرئاسة ولماذا تضييع الوقت وعدم البدء فورا بتشكيل حكومة وحدة وطنية أساسها الوفاق الوطني تتوحد فيها كافة الفصائل من اجل حل الأزمة وفك الحصار الخانق، وقيادة الشعب بمنطق العقل والتوحد.
 هل الانتظار لمزيد من الدماء والانهيار السياسي والاقتصادي والمجتمعي، ولمصلحة من التشبث أكثر بالمصالح الفئوية ونفي كل فصيل للآخر والاستمرار في تراشق الاتهامات والسجالات على الفضائيات وأمام كل العالم فيما يتعرض المجتمع الفلسطيني لحصار وأزمة خانقة لم يشهدها من قبل. لماذا الانتظار بالرغم من أن كل الحلول ستكون الأصعب والأعنف سواء إعلان الطواريء أو حل الحكومة.
وما لبث أن انتظم الحشد واكتملت دائرة المتجمهرين التي تتشابك بحمل اللافتات لتوصيل الرسالة مع الاتفاق المسبق بضرورة الوقوف الجدي والجليل والحضاري وإضاءة شموع السلام، دون هتاف وجعجعة لا تتناسب مع جدية وخطورة الحدث. وإذا ببعض الصبية الذي لم تتجاوز أعمارهم العشرين يكسرون طوق الدائرة مع كسر الصمت بالهتاف ليلقوا بالمسبات المسيئة والمناهضة لحركة حماس لصالح حركة فتح. أصاب الحشد الاستياء والارتباك لهذا المستوى الهابط الذي لا يليق بهذا التجمهر ورسالته التي تدعو للتكاتف والترابط وإنهاء الأزمة. مما أدى إلى ردات فعل فورية مختلفة من الجمهور أدت إلى إرباك الحدث للحظات. هناك من انسحب من الحدث وترك الساحة للمجموعة دون تحمل مسؤولية تجاه ذلك، وهناك من بدا بجمع اللافتات لتأجيل النشاط ليوم آخر..وهناك من بدا بمحاولة إقصاء المخربين عن النشاط.
 شعرت حينها بالاضطراب وبالحزن لما يحدث وبعدم القدرة على الاحتفاظ بحقنا لتنفيذ النشاط بسبب ثلة من الفئوين، فجأة صوت قوي يصدح يخترق حالة الفوضى ويعلو على أصوات
مسبات الصبية ويقول