غزة: اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ورئيس ائتلاف فلسطين المستقلة ان الجهود لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية مستمرة وان الاجواء ايجابية بهذا الخصوص نافياً انهيار او تعليق المفاوضات الجارية بشان تشكيل الحكومة.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة اليوم انه تم الاتفاق على رئيس الوزراء في الحكومة القادمة وتوزيع الحقائب الوزارية بنسب محددة تعكس نتائج انتخابات المجلس التشريعي الاخير بحيث تسمي حركة حماس تسعة وزراء وحركة فتح ستة وزراء واربعة وزراء من الكتل البرلمانية الاربعة الاخرى في المجلس التشريعي فيما تسند خمس حقائب الى شخصيات مستقلة.
واضاف البرغوثي ان من حق الكتل ان تسمي الوزراء شريطة ان يتم ذلك بالتوافق بينها نافياً ان يكون الحديث عن محاصصة بل عن توافق لضمان ان يكون الوزراء اكثر خبرة ودراية للقيام بواجباتهم واحداث الاصلاح الجذري ولضمان تمثيل قطاعات شعبنا المختلفة والمستقلين.
واوضح النائب البرغوثي ان هناك عدة قضايا لا زالت بحاجة الى العلاج ابرزها تحديد الحقائب لمن ومن هم الاشخاص الذين ستسند اليهم من كل كتلة، والتاكد من رفع الحصار عن شعبنا بعد ساعات من اعلان حكومة الوحدة الوطنية وترسيمها في المجلس التشريعي مشيراً الى ان هناك اتصالات جارية لتوفير ضمانات دولية لا سيما مع الاتحاد الاوروبي الذي ابدى دعمه لجهود حكومة الوحدة والاتصالات التي يجريها الرئيس محمود عباس مع الادارة الامريكية.
وقال البرغوثي ان زيارة الرئيس الى الرياض وقبلها الى عمان والقاهرة تنصب في اطار التحضير العربي والاسهام في رفع الحصار عن شعبنا اضافة الى اللقاءات التي اجراها البرغوثي الاسبوع الماضي في دمشق وعمان والدوحة.
واشار البرغوثي الى ان من بين القضايا ايضاً التي تحتاج الى الحسم هي كيفية ضمان الافراج عن النواب والوزراء المختطفين في سجون الاحتلال اذ لا يمكن تخيل حكومة تعمل بشكل طبيعي بينما هناك وزراء ونواب يقبعون في سجون الاحتلال مشيراً الى انه تحدث هاتفياً صباح هذا اليوم مع زوجات عدد من النواب اللواتي اخبرنه عن تمديد اعتقال ازواجهن حتى الثلاثين من كانون ثاني القادم.
واكد البرغوثي ان حل قضية حكومة الوحدة الوطنية مرتبط وان كان غير مشروط بمسارات اخرى مثل تبادل الاسرى والتهدئة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واعادة بنائها ودخول ثلاث قوى اليها هي حماس والجهاد والمبادرة الوطنية الفلسطينية وعقد مجلس وطني جديد والنهوض بالاقتصاد الوطني واخراجه من ازمته الراهنة وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل واحداث الاصلاح المطلوب في اجهزة السلطة.
واعرب البرغوثي عن استغرابه من اجواء التوتر والتشاؤم التي اشيعت بالامس وما نشر عن انهيار مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ودعا البرغوثي الصحفيين الى توخي الدقة والحذر في نقل مثل هذه المعلومات غير الصحيحة خاصة وان كل عائلة فلسطينية لا سيما اسر الشهداء والمعتقلين والجرحى والموظفين تراقب كل حركة نقوم بها بقلق وترقب وان كل ما نقوم به ستتم مصارحة شعبنا به.
واكد البرغوثي انه تم قطع ما بين 70 – 80 % من القضايا الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وان ما تبقى سيتم حسمه وانجازه داعياً المسؤولين في حركتي فتح وحماس الى عدم معالجة الخلافات عبر وسائل الاعلام.
واشار البرغوثي الى ان تشكيل حكومة الوحدة ياتي انطلاقاً من اجندة وطنية وبهدف رفع المعاناة عن شعبنا الذي يعاني فيه الموظف ورجل الامن والمعلم والطالب والمريض جراء الحصار الخانق وليس من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك.
واوضح البرغوثي ان حكومة الوحدة الوطنية ستكون حكومة كل الشعب الفلسطيني وليست حكومة فصيل بعينه وانه في حال قرر اي طرف مواصلة الحصار على شعبنا بعد تشكيلها فانه سيجدنا رئاسة وحكومة ومجلساً تشريعياً وفصائل وشعباً موحدين في صف واحد مؤكداً اننا لن نقبل بان يعبث احد بمقدرات الشعب الفلسطيني وحكومة الوحدة الوطنية.
وجدد البرغوثي تاكيده على ان الحافز وراء تشكيل حكومة الوحدة هو رفع المعاناة عن شعبنا وانهاء الحصار الظالم وان هذا الجهد لا يخص فصيلاً او جهة معينة بل يهم كل الشعب الفلسطيني وهذا مشروع وطني ونجاحه نجاح لكل الفلسطينيين في ظل مواصلة اسرائيل استباحة الاراضي الفلسطينية وقتل الفلسطينيين بدم بارد وتدمير ممتلكاتهم.
وذكر البرغوثي بما تم انجازه خلال الاسابيع القليلة الماضية من نزع لفتيل الازمة الداخلية وتحول الاجواء من اجواء صراعات الى اجواء للبحث عن قواسم وطنية مشتركة والتوصل الى الاطار السياسي للحكومة القادمة بحيث يكون برنامجها برنامج كل الشعب الفلسطيني.
واشار ايضاً الى ان عجلة تفعيل واحياء منظمة التحرير بدات بالدوران من خلال وضع اطار زمني نهايته شباط القادم وان زيارة احمد قريع لدمشق ولقائه خالد مشعل تندرج في هذا الاطار مؤكداً ان من ضمن الانجازات ايضاً هو استئناف العلاقات بشكل طبيعي بين الرئاسة والحكومة وحركتي فتح وحماس وتعليق المعلمين اضرابهم وعودة الطلبة الى مقاعد الدراسة.
واختتم البرغوثي مؤتمره الصحفي الى اصحاب المنازل المهدد بالقصف في بيت لاهيا وجباليا والذين زارهم والتقاهم في مشهد اكدوا من خلاله قدرتهم على مواجهة العدوان بتشكيل دروع بشرية في محيط تلك المنازل لافشال محاولات تدميرها من قبل طيران الاحتلال.