بسم الله الرحمن الرحيم
لا للإقتتال الداخلي نعم للوحدة الوطنية
يا أبناء وبنات شعبنا المناضل،
مع كل ضحية تسقط، ومع كل اشتباك جديد يحدث بين حركتي فتح وحماس يتعاظم لدى جماهير شعبنا الشعور العارم بالأسى وخيبة الأمل من فشل القادة السياسيين في انجاز حكومة وحدة وطنية وحماية القضية الوطنية وسد الطريق على الإحتلال الإسرائيلي الذي يتشفى بنا ويستغل صراعاتنا لتوسيع اجتياحاته واستيطانه وعدوانه على كل الشعب الفلسطيني.
إن استباحة حياة الناس والمواطنيين الفلسطينيين الآمنين وتدميروحرق ممتلكاتهم واستخدام العنف بكل أشكاله الإعلامي والدموي ضدهم وضد أحلامهم وآمالهم، ليس من شيم المناضلين ولا يمثل شيئاً يمكن ان يفتخر به القادة أياً كانت إتجاهاتهم ومهما بلغت أعذارهم.
لقد سعينا وعملنا من أجل حكومة وحدة وطنية وقيادة وطنية موحدة، لأن البديل الوحيد لذلك المخرج المشرف هو ما يشهده وطننا اليوم من صراعات فئوية وعشائرية تحمل في طياتها مخاطر حرب أهلية كفيلة بتدمير مستقبلنا وإنجازاتنا وقضيتنا الوطنية وما بنيناه وافتخرنا به من أسس لنظام ديمقراطي.
يا جماهير شعبنا،
لا يوجد بديل لمجتمع فلسطيني يقاد من هئيات منتخبة ديمقراطياً، ويتوحد كل أبنائه وبناته في النضال ضد الإحتلال، وحتى الحلول الدموية والصراعات العنيفة التي يروج لها البعض، لن تفتح خيارات أخرى بل ستعيدنا الى نفس النقطة التي نقف فيها اليوم ولكن بعد كوارث لا تحتمل وخسائر لا تبرر وضياع لمكتسبات شعبنا الفلسطيني التي صنعها بتضحيات شهدائه وجرحاه وأسراه وأسيراته، وبعطاء وصلابة ملايين الفلسطينيين اللذين يتحملوا شظف العيش وضيق الحال والفقر والبطالة وانقطاع الدخل والرواتب وتدهور الخدمات دون أن يفرطوا في صمودهم على أرض فلسطين.
وعلينا جميعاً ان ندرك أنه ما من طرف قادر أو سيكون قادراً مهما بلغت دسائس المحتلين وتحريض المغرضين، على حسم هذا الصراع لصالحه، فلا توجد في فلسطين قوة قادرة على أن تقود أو تحكم بمفردها الساحة الفلسطينية، وما من طرف مهما علا شأنه يستطيع ان يبرر هذا الصراع على سلطة في غالبيتها وهمية منزوعة السيادة ومحاصرة براً وبحراً وجواً من الاحتلال الإسرائيلي.
إن الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ليس سببها وجود خلافات أو تعددية سياسية أو اجتهادات قيادية مختلفة، فهذه الأمور موجودة لدى كل الشعوب وفي كل الدول ويمكن أن تكون عناصر قوة لا عناصر ضعف.
إن جوهر الأزمة هو عدم القدرة على حل هذه الخلافات بصورة ديمقراطية سلمية وحضارية، وسببها هو سعي أطراف خارجية لإذكاء نار الصراعات في ما بيننا لإضعافنا حتى يسهل ضرب النظام الديمقراطي الحضاري الذي بنيناه خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، وحتى يتم لإسرائيل تبرير تدميرها المنهجي لفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وسعيها لتكريس الإحتلال بحجة عدم قدرة الفلسطينيين
على حكم أنفسهم، وحتى يستطيع البعض تبرير عدائهم للديمقراطية وولعهم بالاستبداد والقمع والتسلط في محيط عربي يتعطش ابناؤه وبناته للحرية والديمقراطية وإنهاء الاستبداد، وقد رأوا في تجربتنا الديمقراطية قدوة يمكن ان يسترشدوا بها.
إننا ندعو شعبنا الذي يشعر اليوم بالخجل من هذه الصراعات ولا يدري كيف يبررها أمام أصدقائنا والشعوب المناصرة لحقنا في العالم كله إلى أوسع مشاركة شعبية وجماهرية في الداخل والخارج في حملة ضغط على كل الأطراف السياسية وخاصة على حركتي فتح وحماس لوقف الحملات المتبادلة والعودة الى لغة المناضلين وروح العقل والحكمة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فورا والشروع بمفاوضات جادة لأعادة بناء منظمة التحرير كي تستطيع أن تكون قيادة وطنية موحدة وجامعة لإدارة نضالنا من اجل الحرية والاستقلال.
إننا ندعو شعبنا بكل فئاته ومناضليه ومؤسساته وهيئاته وقواه، الى المشاركة الفعالة في النشاطات الشعبية التي تطالب بالوحدة الوطنية والتي تؤكد النبذ الشامل للعنف الداخلي وكل من يمارسه، والتي تدعم التوجه لحل كل الخلافات بأسلوب ديمقراطي سلمي وحضاري، وبروح العمل الجماعي والى التوافق الشامل على النظام الديمقراطي والياته كمرجعية لحسم الخلافات، بروح التوافق الوطني ودون فرض أو إملاء أو إكراه.
إن مستقبل الشعب الفلسطيني البطل وتضحياته العظيمة على المحك، فلنعمل على صونها ولنتكاتف من اجل الوحدة الوطنية ودرء خطر الحرب الاهلية.
المبادرة الوطنية الفلسطينية
11 كانون الثاني 2007