غزة: نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية اعتصاما جماهيريا حاشدا في ساحة الجندي المجهول بغزة احتجاجاً على الفلتان الأمني و رفضاً للاقتتال الداخلي و للضغط من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية ، هذا و شارك في الاعتصام مايزيد عن ألف من أعضاء المبادرة و مؤيديها بالاضافة لحشد كبير من الشخصيات و ممثلي القوى و المؤسسات و المواطنين الذين قدموا من مختلف محافظات قطاع غزة للتعبير عن رفضهم للتناحر الداخلي الأمر الذي تجلى من خلال الهتافات التي رددوها خلال الاعتصام، وقام المشاكون برفع الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالفلتان الأمني وفوضى السلاح والاقتتال الداخلي والداعية إلى رص الصفوف وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقام المهندس خليل زقوت بعرافة المهرجان الخطابي الذي أقيم أثناء الاعتصام، وقامت الحشود بترديد الهتافات الداعية للوحدة الوطنية والمنددة بفوضى السلاح والاقتتال الداخلي مثل يا هنية ويا عباس ... وحدتنا هي الأساس و يا عباس ويا هنية ... بدنا وحدة وطنية، وغير ذلك من الهتافات الوطنية والوحدوية.
ثم ألقى الدكتور سليمان عودة المحاضر الجامعي بجامعة الأزهر بغزة كلمة أكد فيها على حرمة الدم الفلسطيني وضرورة العمل على وقف العابثين بمستقبل الوطن وأبناءه وعدم ترك الساحة فريسة للنزاعات الفئوية والفصائلية، وأوضح عودة على أن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف تنهى عن اراقة الدماء مستشهداً بالحديث النبوي الشريف ان هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من اراقة دم مسلم بريء، وتساءل أين نذهب من الله بهذه الجريمة التي اراقت دم الاطفال الثلاثة الابرياء من عائلة بعلوشة وطالب الحكومة وأجهزة الأمن بالعمل الجدي للكشف عن الجناة والقتلة، متساءلاً عن دور ومبرر وجود هذا العدد الكبير من الأجهزة الأمنية التي تستهلك من ميزانية السلطة أكثر من مما تستهلكه وزارتي الصحة والتعليم، مؤكداً أن المكان الطبيعي للسلاح هو على ثغور الوطن في مواجهة الأعداء.
وفي نهاية كلمته دعا الدكتور عودة إلى ضرورة الحفاظ وتعزيز الديمقراطية بكل مقوماتها وبضرورة وقف حملات التشهير والتجريح مؤكداً ان المخرج من الازمة الحالية يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفئات السياسية والاجتماعية.
و ألقت الناشطة النسوية ابتسام الزعانين عضو اللجنة التحضيرية العليا للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية و عضو مجلس بلدي بيت حانون المنتخب كلمة المرأة الفلسطينية أمام حشود المشاركين حيث نوهت في بداية كلمتها انها قدمت تلبية للنداء الوطني الذي أطلقته المبادرة الداعي لرفع صوت الجماهير الشعبية الرافض لهذه الحالة.
و اعربت الزعانين عن رفض كل النساء الفلسطينيات للفوضى و الفلتان الأمني و الاحتراب الداخلي ، حيث أنها هي من يدفع الثمن في نهاية المطاف بفقدانها لابنها او أخيها أو زوجها ، و هنا طالبت الزعانين جميع النساء بالخروج إلى الشارع و المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة علىأساس الكفاءة والنزاهة وقادرة على التصدي للفوضى و كسر الحصار الظالم المفروض على ابناء شعبنا و تعزيز صمود ابنائه.
واستعرضت الزعانين معاناة الفلسطينين في العراق الذين يتعرضون الى ابشع جرائم القتل والتنكيل والتشريد والاستيلاء على ممتلكاتهم، منوهةً الى ضرورة تبني مشاكلكهم بشكل جدي على المستوى الفلسطيني مؤكدة على ان حكومة الوحدة هي الاقدر على تبني قضايا فلسطينيي العراق و الدفاع عنهم.
و ألقى الدكتور عبد الله أبو العطا عضو اللجنة التنسيقية للمبادرة كلمة المبادرة شاكرا كل من شارك في هذا الجهد الوطني، و تحدث عن الوضع القائم و الأزمة الخانقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بسبب غياب الوحدة الوطنية و حالة الفلتان الأمني و الاقتتال الداخلي الذي شهده شعبنا في الفترة الأخيرة مما يهدد بانهيار كبير في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، و هنا طالب أبو العطا بضرورة الاحتكام إلى العقل و المنطق و الحوار و رفض كافة أشكال العنف الداخلي و الاقتتال ، كما دعا جميع قوى و فصائل و مؤسسات و أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي بكل جهودهما للظواهر الغريبة و الرؤى الحزبية الضيقة و التعصب التنظيمي الأعمى الذي يسيء لصورتنا أمام العالم ، و توحيد كافة الطاقات و استثمار كل الجهود من اجل تعزيز صمود المواطنين و مقاومة الاحتلال.
وأوضح د. أبو العطا أن المبادرة الوطنية ترى أن الدعوة لانتخابات مبكرة يجب ان تتم على اساس من التوافق الوطني بما يعزز التلاحم والصمود الوطني ويجنب شعبنا مخاطر الانقسام ونحن ننظر لها باعتبارها اداة كفاحية تعزز مبدأ المساءلة والشفافية والمحاسبة بما يخدم أهداف ومصالح شعبنا الوطنية.
من جانب آخر قال د. أبو العطا بأن الخيار الوحيد أمام شعبنا للخروج من أزمته الراهنة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي لم تغفل أي بند من بنود قضيتنا الفلسطينية المقدسة و التي اجمعت عليها كل الاطراف في الساحة السياسية.