التية بقلم: فتحي فياض

دخلنا في نفق التيه في فلسطين منذ بداية عام الفين ميلادي حيث قمنا في حلكة التيه الدامس برفع شعارات حزبية متباينة ومتصادمة زادت التيه توهنا وساهمت في ضياع الرؤية وفقدان بوصلة البصر والبصيرة . فعلى الرغم من عظم التضحيات التي قدمها هذا الشعب العظيم عادت قضيته التحريرية إلى بدايتها فكانت انتكاسة بسبب الفعل السياسي غير الواعي بما يدور حوله . فكانت أن غابت معالم الطريق وضاعت حتى الآمال في نفوس الصابرين وانتهت بوصلة الأمل في كل العقول إلى لا شيء. لقد أضاع سياسيو هذا الوطن قضية شعب عادلة وجيروها لأجندات خاصة بهم يتصارعون في أزقة الوطن من أجلها . لقد عمدو أعمالهم في بأفعال مشينة ارتكزت على القتل والتدمير دون رحمة او شفقة فهم مع المحتل من حيث لا يدرون. لقد أضاعوا الوطن وأعادوه إلى ما هو أسوء من عام 1984 ، ونكبوا شعبهم فباتوا على هذا الشعب عبئا ثقيلا. وكانت الكارثة التي يجد من يسوق لها ويعظمها استحقاقات على  يدمر ولا يعمر، يقهر ولا يفهم استحقاقات عامة الشعب في الأمن والأمان . لقد شاركت شعارات أحزابنا السمية في تغول المحتل الصهيوني حيث ارتكزت إلى تكتيكات حزبية تستخدم ضد الآخرين في الميدان وكانت هذه الممارسات في صالح المحتل وتزيد من شرعية ممارسته على حساب لحم ودم الإنسان الفلسطيني لقد ساهمت أفعلنا الحزبية في رفع الغطاء الإقليمي والقومي عنا وعزوف أبناء الجلدة عنا بدعوى الخوف على مصالحهم لإدعائهم بأن الاقتراب منا موبقة وأن الإبتعاد عنا نعمة . حيث ساهم ذلك في شرعنة أفعال المحتل لدى أبناء العمومة ويجدون ما يبررها من ممارساتنا الخاطئة. لقد بلغ بهم الحد إلى الوقوف مع المحتل الجلاد ضد المجلود وكأننا نعبث في مصيرنا أمامهم . لقد قدمنا شهادة نجاح للمحتل في ادعائه علينا  باننا نحن القتلة وهو الضحية على الرغم من وضوح الممارسات الخانقة للمحتل على بلادنا . لقد تراجعت قضية الشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية وأضحت في خبر كان ولاسيما بعد تسلم الإسلام السياسي للحكم في بلادنا . وأقولها بكل صراحة بأن الواقع الفلسطيني برمته أضاع العمل الكفاحي للشعب الفلسطيني حبث وظف ذلك لمنفعة ضسقة لهذا الطرف أو ذلك . وكان من نتائج هذا التيه تدخل الإنتهازية  العالمية والإقليمية في الشأن الفلسطيني برضا أقطاب السياسة في الوطن لكونها غطاء الأمان لاستمرارنا في التيه والضياع .
أن الأوان للشعب أن يصحو ويخرج من التيه وذلك برفع الغطاء عن كل من ساهم في إذكاء نار الفرقة وأن يقولها بملء الفيه أن الوطن للجميع ولكل الصريحين على بقائه عزيزا أبيا.
آن الأوان بأن تسلم العهد الخاصة بالقضية لأهلها الحقيقين وليس لمن يوظفون لاستراتيجات بعيدة عن وقعنا . ونصرخ بملء الفيه بأن بخرج أصحاب الحزبية والمصالح الضيقة من حياتنا ويتركونا في حالنا وكفى شعارات وأفكار مضللة وتعمية تستخدم في شوارع الوطن بشكل رخيص ومموج. غن من مسلمات الخروج من التيه هو إنهاء الصراع الداخلي الرخيص الذي تقوم به كل الأطراف على الساحة الفلسطينية ، وتعمل على ديمومة الصراع من المحتل الغاشم بما يحافظ للشعب الفلسطيني ديمومة البقاء على تراب وطنه تمهيدا للتحرر والإنعتاق. إن التيه أخذ من دم ولحم وشعبنا ما يكفي لأن يفهم المتزعمون بأنه كفى باستخدام عناصر تنقصهم الخبرة والفهم والإدراك وتسيطر عليهم المصلحة والنفعية. وعليه يجب على المهمشين من هذا الشعب قول كلمتهم – وأخالهم غالبية كبيرة – بأن تخرج هذه الأحزاب المستزلمة والمستقوية من حياة الناس ويتركوا قضيتهم العادلة لهم. إن استمرار هذه الواقع يعني التيه الحقيقي ودمار حقيقي ويعني انتصار الصهيونية على الرغم مما يصور من أكاذيب حول قرب النصر والتمكين حيث أن الممارسات في الشارع تبعدنا عنه مع مرور الأيام. إن ثورة العبيد ضد تغول أوكار الثورجين في هذا البلد لقادمة لا لشيء إلا من أجل الإنعتاق وعودة القضية إلى جذورها الراسخة. وعلى القوى المهمشة أن تخرج سريعا من هذا التية وأن تقف في وجه كل المارقين والسلطويين وبديل ذلك بأن يأخذ أبناء البلد زمام أمورهم بأنفسهم بعيدا عن التجاذبات المحلية وحتما إن الإنعتاق لقادم.