رام الله: طالب النائب الدكتور مصطفى ألبرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية برفع الحصار عن الشعب الفلسطينية ووقف المعانات التي يعيشها جراء استمرار العدوان الإسرائيلي عليه.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده النائب ألبرغوثي في رام الله مع المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريو فالدنر وتباحث معها في الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير.
وشرح ألبرغوثي بالتفصيل ما تقوم به إسرائيل من عدوان سافر ضد شعبنا الأعزل في نابلس واغتيال ثلاثة مواطنين بدم بارد في جنين فيما يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقيات جنيف وخرق صارخ لأبسط حقوق الإنسان لا سيما الاعتقالات العشوائية ومحاصرة المشافي وحرق وتفجير المنازل واعتقال النساء واحتلال المباني وفرض حظر التجول.
وقال ألبرغوثي إن إسرائيل تقوم بتلك الانتهاكات اعتقادا منها بأنها دولة فوق القانون الدولي في ظل الصمت الدولي على اعتداءاتها التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني في أبشع صورها مشيرا إلى أن هدفها من هذا التصعيد الذي لم يكن تزامنه مع الشروع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية صدفة بل مقصود لتخريب تلك الجهود.
ودعا النائب ألبرغوثي الأطراف الدولية والاتحاد الأوروبي إلى التحرك لتوفير حماية دولية لشعبنا وعدم تركه فريسة للعدوان الإسرائيلي في ظل تحلل جيش الاحتلال من الأخلاق والقيم الإنسانية.
وطالب ألبرغوثي بضرورة الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي يعيد القضية الفلسطينية إلى قاعدة قرارات الشرعية ويقطع الطريق على محاولات إسرائيل استبدال فكرة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران بدولة هزيلة في حدود مؤقتة.
وأشار ألبرغوثي إلى أن الصراع يدور الآن حول ذلك المعيارين وان إسرائيل تسعى إلى فرض الحقائق على الأرض وتحديد مستقبل الحل مع الفلسطينيين من جانب واحد عبر خطوات تتنكر لأبسط الحقوق الفلسطينية كالاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري الذي يكرس سياسة الابارتهايد أسوأ مما كان سائدا في جنوب إفريقيا وبناء مستوطنات جديدة والإعلان عن بناء ألف وحدة استيطانية في مستوطنة معاليه ادوميم في القدس واستمرار الحفريات في باب المغاربة وسلخ منطقة الأغوار والقدس عن باقي الأراضي الفلسطينية وتحويل الضفة الغربية إلى سجون ومعازل.
كما استعرض النائب ألبرغوثي مع المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريو فالدنرالانعكاسات المؤلمة للحصار المفروض على شعبنا مما ألقى بظلاله على مجمل نواحي الحياة خاصة الصحة والتعليم والاقتصاد .
وعرض د. علام جرار تفاصيل المعاناة التي تعيشها نابلس منذ سنوات.
وشرح محمد المسروجي ومها أبو شوشة المعاناة الاقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة الحواجز والمعابر وسياسات الحصار والخنق الإسرائيلية مطالبين الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها.
وحول حكومة الوحدة الوطنية أعرب ألبرغوثي عن أمله في أن يتم الإعلان عن الانتهاء من تشكيلها مطلع الأسبوع القادم وان تسهم في رفع المعاناة والحصار عن الشعب الفلسطيني.
ودعا ألبرغوثي الاتحاد الأوروبي إلى دعم تلك الحكومة التي تحظى بدعم ستة وتسعين بالمائة من الشعب الفلسطيني وان يتم احترام إرادة الفلسطينيين حتى يتسنى فتح الآفاق أمام عملية سلام جادة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 67 وتنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي أكمل عامه الأربعين كأطول احتلال في العصر الحديث .
من جانبها أكدت فيريو تفهمها وتقديرها للمعانات الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الظروف القاهرة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.
وأعربت عن استغرابها لما تقوم به إسرائيل في مدينة نابلس وإخضاع 250 ألف فلسطيني تحت حظر التجول.
وأبدت فيريو تأثرها بما سمعته عن معاناة الفلسطينيين على الحواجز العسكرية والمعابر وما خلفه جدار الفصل من معاناة إضافية والإعاقات التي تسببها المعابر للنشاط الاقتصادي الفلسطيني.
وأكدت استمرار الدعم الأوروبي للشعب الفلسطيني من اجل مساعدته في تخطي حالة الفقر التي يعيشها مشيرة إلى أن الموقف من حكومة الوحدة الوطنية لم يتقرر بعد وان الاتحاد الأوروبي ينتظر تشكيلها.
وشارك في اللقاء إلى جانب النائب البرغوثي كل من مها أبو شوشة ومحمد المسروجي و د. رياض مشعل و د. علام جرار.