بسم الله الرحمن الرحيم
جماهير شعبنا الحي، النابض، الصامد، تحية الوطن وبعد:
واحد وثلاثون عاماً مرت على يوم الأرض الخالد، ولازالت هذه الذكرى حية في قلوب شعبنا، وفي ممارسته الكفاحية الوطنية على مدار السنين. نحيي يوم الأرض تحية لذكرى الشهداء الستة الذين سقطوا من أبناء شعبنا في عرابة وسخنين ونور شمس وكفر كنا، في مثل هذا اليوم من عام 1976، ونحيي مع ذكراهم ذكرى كل الذين سقطوا دفاعاً عن مدنهم، قراهم، مخيماتهم، الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وحلمهم في وطن حر. إلى أن بات يوم الأرض يوماً للتصدي للاستيطان ومخططات الاحتلال الهادفة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني، إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية، ندعوكم لجعل يوم الأرض هذا العام يوماً كفاحياً بامتياز، يتصاعد فيه النضال الجماهيري والمقاومة الشعبية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، وضد كل مخططات الاحتلال لفرض الحلول المؤقتة والمشبوهة على شعبنا. وضد فرض الأمر الواقع في القدس، من الحفريات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تهويد وتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، لنوصل رسالة واضحة لا لبس فيها، لا للدولة ذات الحدود المؤقتة، لا للاستيطان وجدار الفصل العنصري، ستبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة.
ونؤكد في المبادرة الوطنية في هذه المناسبة، بأننا نمر بمرحلة هامة في حياة شعبنا، وخاصة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي تواجه استحقاقات كسر الحصار عن أبناء شعبنا، ومقاومة مخططات الحلول الجزئية، والدولة المؤقتة، وتأمين احتياجات الناس الأساسية. والأهم هو قدرة حكومة الوحدة على انتزاع زمام المبادرة السياسية، بالدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام العادل، الذي يعيد الحقوق لأصحابها، بإنجاز انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967، انسحاباً كاملاً بما في ذلك من القدس، وتحرير الأسرى، والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وذلك من خلال تفعيل قرار لاهاي ضد جدار الفصل العنصري، والعمل مع أصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية الداعمة لحقوقنا الوطنية.
إننا جميعاً، مدعوون أكثر من أي وقت آخر، لتوحيد الصفوف، والإنعتاق من المصالح الفئوية الضيقة، والعمل بجهود وطنية موحدة، من أجل إنجاز طموح شعبنا بالحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة. إن شعبنا يتطلع بأمل كبير لحكومة الوحدة الوطنية، ذلك الأمل الذي علينا أن ننميه بدعمنا لجهود المصالحة الوطنية الحقيقية، أحزاباً ومؤسسات، وعائلات، وأفراد، ووقف كل أشكال الفلتان الأمني، ودعم سيادة القانون، والقضاء على الفساد والمحسوبية السياسية. أمامنا عمل كثير لإنجاز إصلاح حقيقي يساهم في تحقيق تنمية فعلية، واستكمال مشروع الوحدة الوطنية، بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، لتضم كافة القوى الوطنية والإسلامية، وإعادة الاعتبار إليها وإلى دورها المركزي، باعتبارها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني.
تحية إكبار لشهداء وجرحى نضالنا الوطني على مر السنين
تحية فخر واعتزاز لأسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال
تحية لكل أبناء شعبنا على صمودهم وتضحياتهم وتمسكهم بحقوقهم الوطنية
المبادرة الوطنية الفلسطينية
30/3/2007