باريس –اجرى اللقاء علي سمودي- بدأت العديد من الجمعيات والمؤسسات الفرنسية المؤيدة للشعب الفلسطيني تحركا واسع النطاق مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في فرنسا والتي يتسابق فيها المرشحون على التعبير عن دعمهم لاسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، وذلك بهدف اثارة القضايا الفلسطينية وخرق الحصار الذي تتعرض له والذي ادى لغيابها عن جدول اهتمامات المرشحين الذين يبدون تعاطفا مع اسرائيل رغم ما تمارسه من اجراءات تعسفية بحق شعبنا، وتعتبر لجنة مساندة فلسطين من الجمعيات الفاعلة التي تشارك في الحملة التي تستهدف التاثير والوصول لجمهور الناخبين الفرنسيين وتعريفهم بحقيقة ما يجري في فلسطين وما ترتكبه اسرائيل من ممارسات وصفتها منسقة الجمعية في مدينة بوردو الفرنسية السيدة روز ماري بالعنصرية. وقد اجرى مراسل شبكة فلسطين الاخيارية هذا اللقاء الخاص مع الناشطة الفرنسية روز في مدينة بوردو .
وفي بداية اللقاء اكدت روز ان دعم لجنة مساندة فلسطين الفرنسية للشعب الفلسطيني يعتبر جزء من نضال الحركة المستمر في سبيل دعم قضية فلسطين ونضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، معبرة عن استيائها من مواقف المتنافسين المرشحين للرئاسة في فرنسا وانحيازهم المفرط لاسرائيل.
فرصة الانتخابات
وقالت ان نشاط اللجنة يركز في الفترة الحالية لاغتنام فرصة الانتخابات الرئاسية في فرنسا وتعريفهم بالكثير من الصور عن القضية الفلسطينية الغائبة عن برامجهم ومناظراتهم، واضافت ان اغلب المرشحين ينتابهم غموض ويخفون مساندتهم لدولة اسرائيل بعيدا عن النوايا الحسنة التي تدعوا بشكل قوي الى احترام القانون الدولي فلا يوجد أي مرشح يستطيع ان يعلن عن طبيعة هذه الدولة الاستعمارية .
اسرائيل رمز للاحتلال والعنصرية
وقالت الناشطة الفرنسية روز انهم يعترفون أي المرشحين بحقهم في فرنسا كمدافعين عن العلمانية ولكنهم لم يضعوا قيد الاتهام ابدا موضوع الشرعية الدينية التي تتخذها دولة اسرائيل، هم يعرفون مع ذلك بان ( اعلان الاستقلال لهذه الدولة ) يعود بمراجعه الى تخمين والسؤال الغريب هل تتوفر العلمانية اذا على متغيرات للنقض على حساب الاخر وهذا امر خطير لا يمكن القبول به او التغاضي عنه ويجب ان نعلن الحقيقة للملأ ونعري حقيقة اسرائيل كرمز للاحتلال والغنصرية .
المعايير المقلوبة
واستدركت منسقة لجنة مساندة فلسطين تقول : حين ينوي الجميع المقاومة ضد جميع اشكال العنصرية فانهم يقبلون بكونهم يدافعون عن دولة هي على مستواها الخاص تمارس بشكل مفتوح العنصرية والتمييز و لكن للاسف ما نلاحظه ان هناك معايير مختلفة للحديث عن المواثيق عندما يتعلق بالنسبة للفلسطينين فهي مشروطه بيينما للاسرائيليين هي طبيعية ومنطقية رغم واضحة من خلال ممارساتها للتمييز في الكثير من قوانينها واجراءاتها بحق الفلسطينين وهذه معايير مقلوبة نعمل على مقاومتها والتصدي لها وفضحها بكل السبل.
اسرائيل والعنصرية
واستذكرت الناشطة الفرنسية العديد من المحطات الدولية الخاصة بمساواة اسرائيل بالعنصرية وقالت ان التاريخ يبين ان هيئة الامم المتحدة اتخذت عام 1975 قرارا يعتبر الصهيونية كايدلوجيا عنصرية وهو ما تكرر في في مؤتمر دوربان في افريقيا عام 2001 ونحن نرى ان هذه الابرتهايد الاسرائيلية التي طالت مدتها منذ 60 عاما اكثر شراسة من السياسات العنصرية التمييزية الاخرى التي كانت في جنوب افريقيا فكيف يقبلون اذا بهذه الابرتهايد التي لم يقبلونها في افريقيا. واضافت ان موضوعة العنصرية التي تمارسها اسرائيل لفصل الفلسطينين عن اراضيهم وحرمانهم من حقوقهم لم تدرج في ملفات اهتمام المترشحين للانتخابات الرئاسية في فرنسا والذين لم ينبذوا العنصرية بشكل حازم كما لم ينبذوا الاستعمار الذي بدا في نهاية القرن التاسع عشر الذي استمر بشكل سريع ابتداءا من انشاء دولة اسرائيل في عام 1948 والذي يستمر حتى الان في الضفة الغربية وقطاع غزة والنقب خصوصا.
اضف لذلك تقول روز كما انه لا يوجد هناك أي كلام اطلاقا لدى المرشحين عن تهويد القدس والمدن الفلسطينية الاخرى بالرغم من هناك مؤرخين مثل الاسرائيلي ايلان بابي اعتبروا هذه الاجراءات بمثابة شكل للاثنية العرقية البغيضة والسؤال المريب هل يوجد هناك اشكال اخرى يتم اختيارها من اجل تجمعات اختيارية اخرى فيعيش الفلسطينيون الماساة والمعاناة وتنتعش دولة اسرائيل وتحظى بكل هذا الدعم انه واقع خطير يبلغ ذروته عتدما نكتشف ان هؤلاء المرشحون لا يملكون سوى كلمة ديمقراطية على الفم في وقت لا يوجد هناك بينهم من ينبذ ارهاب الدولة واختطاف اكثر من 60 وزيرا وعضو برلمان فلسطيني، كما لم يعترضوا على الحصار السياسي والاقتصادي الغربي ضد الشعب الفلسطيني الذي عوقب من اجل اعطاء الاغلبية لحركة حماس او اجراء الانتخابات الشرعية التشريعية الاخيرة ومن حقنا ان نتساءل ونصرخ بقوة اذن هل يجب ان نستمر في الاعتقاد بان هناك شعوب لها الحق في اختيار رؤسائها وتسييرها واخرين لا ؟
انتقاد البرامج والسياسات
وانتقدت روز مواقف وسياسات وبرامج المرشحين للرئاسة في بلادها وقالت باختصار هم لا ينبذون بشكل واضح الدولة الصهيونية التي منذ البداية تحمل بشكل واضخ جميع ملامح الاثنية والعنصرية الخاصة بها في خطاباتها وتعاملاتها .واضافت ففي خطاباتها الصهيونية تخلط بين الايدلوجيا الدينية والاشتراكية من اجل الدفاع عن طبيعتها الاحتلالية والاستعمارية فهم يستخدمون الفكرة الدينية ( للشعب المختار ؟) من اجل اغتصاب وسرقة ( الارض الموعودة ) وبذلك يكون لهم كل الحق، وفي تعاملاتها قوة السلاح والعسكرة التي تفوق حدود التصور وان جميع المسييرين للحكومة اخرجتهم المؤسسة العسكرية وان الغزو المتواصل وارهاب الدولة والتطهير العرقي يكونون نموذج وجودها والسؤال هل هناك اشكال من الفاشية اكثر تسامحا من الاخرى ؟
الهدف محو الشعب الفلسطيني
وعبرت روز عن خيبة امل كبيرة في اوساط القوى المؤيدة للعدالة والحرية وحقوق الانسان في فرنسا من سلوك المترشحين المنحاز لاسرائيل وقالت بالاضافة لذلك فان المرشحين للرئاسة يساندون الحكومات الاسرائيلية سواء من وزراء اليسار واخرون من اليمين المتطرف والذين يشجعون على استخدام مناهج مباشرة وجدرية لتحويل وتفكيك التجمعات والهدف العمل على محو الفلسطينين كشعب واضافت امام ذلك كله يجب ان نذكر جمهور الناخبين في فرنسا فيما يخص مترشحين يتهافتون على عشاء سنوي بالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يجب ان نذكر ان هذه المنظمة هدفها الاساسي هو الدفاع عن دولة اسرائيل وبهذا فهي تمارس ما قامت به الكنيسة في العصور الوسطى خالطين بذلك خلطا اجراميا بين معاداة السامية ونقل الصهيونية ومحددين بذلك ايضا محور الخير والشر .
نضال من اجل فلسطين
ودعت روز المواطنين الفرنسيين المؤمنين بالحرية والعدالة لاغتنام هذه الفرصة ليطالبون فرنسا للقيام بالدور الذي يجب ان تقوم به على المستوى الدولي ووضع حد لهذه السياسات المنافية لمفاهيم الثورة والحرية والمساواة والديمقراطية والقول بشكل صريح هل يستطيع الرئيس القادم ان يوضح حاليا دعمه المتواطيء لدولة مثل اسرائيل ؟ واضافت بالنسبة لنا فاننا اعضاء لجنة المسامدة نقاوم من اجل العدالة وان يتم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير مصيره على كافة اراضيه المحتلة وهذا معيار الانتخابات الذي لن نتخلى عنه وسنواصل العمل به انطلاقا من قناعتنا بعدالة القضية الفلسطينية فالاحتلال يجب ان ينتهي وعلى فرنسا ان تحترم القانون والشرائع الدولية والمل على انصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه.