الحكومة ليست للجاه ولا للمحسوبية ، الحكومة خندق كفاحي آخر لمواجهة الاحتلال وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ، هذه الكلمات التي حفظناها غيباً كان يكررها الدكتور مصطفى (وزير الاعلام حاليا ) في كل لقاءاته الشعبية والصحفية ، وها هو يطبقها الآن. إذ حول وزارة الإعلام إلى جبهة متقدمة لتفنيد الرواية الاسرائيلية ولمواجهة حكومة الاحتلال في كل المحافل الدولية ، حول هذه الوزارة المتواضعة في ميزانياتها القوية برسالتها إلى نموذج يحتذى به على الصعيد الرسمي والشعبي .
مشهد الكلب الذي ينهش جسد الفتاة الفلسطينية والجنود الذين ينهالون بالضرب على فتى فلسطيني ، مناظر مألوفة لدينا نحن هنا في فلسطين ، ولكن ليست مألوفة في الاعلام العالمي ، هذا هو دور الاعلام الفلسطيني أن ينقل المعاناة الفلسطينية وعدالة القضية لشعوب الأرض كافة ، هذا الإعلام الذي نام طويلاً نراه الآن ينهض بزخم لم نعرفه من قبل.
علينا أن لا نقدم تنازلات مجانية للإسرائيليين وان نتمسك بالتبادلية والندية في التعامل مع حكومة الاحتلال هكذا كان يصرح الدكتور في كل المحافل وها هو الآن ومن على منبر الوزارة يكرس هذه المبادئ ويجعلها هادياً لأي مفاوضات مستقبلية .
من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال ، هذا الحق الذي كفلته الشرعية الدولية ، كان يعلنها مدوية في كل المحافل وعندما سئل أكثر من مرة من قبل الصحافة الأمريكية والاسرائيلية عن المقاومة ، لم يستنكرها ولم يشجبها ولم يكن دبلوماسياً في إجابته بل صرح بكل وضوح نعم من حقنا المقاومة. نحن ضد الزبائنية السياسية ، " هذا المصطلح الذي سمعته منه لأول مرة" ، أي خدمة الفصيل أو الحزب السياسي لأعضائه وعناصره على حساب الكل الوطني ،وكان يقول دوما نحن ضد التوظيف السياسي ، نراه الآن يمارس هذه المبادئ وبكل شفافية ووضوح في حدود وزارته وامكانياته ويطالب الحكومة بتطبيق هذه المبادئ في كل مفاصل الحياة .
لم تمنعه الوزارة من البقاء ملتصقاً بالناس ، بالفقراء بعامة الشعب ، رأيته في نابلس وبلعين والقدس ورفح كما كان دائماً .
الوحدة الوطنية صمام الأمان والحامي لنضال وصمود شعبنا الفلسطيني ، لم يكن شعاراً لدى الدكتور بل مارسه وعمل على تحقيقه قبل توليه الوزارة وبعدها .
كان باب مكتبه مفتوحا لكل الناس اثناء عمله بالسياسة والعمل الانساني وهاتفه النقال معروف لعامة الشعب. لم يتغير شئ من ذلك . التقيت العديد من الناس البسطاء تغمرهم السعادة لانهم تحدثوا مع وزير في السلطة عبر جهازه الخليوي مباشرة.
دكتور مصطفى..... هكذا يحب أن نخاطبه بدون معالي وعطوفة وكل الألقاب الأخرى – هنيئاً لك بشعبك الذي أحببت وهنيئاً لنا بك .