الوضع المخزي في قطاع غزه / بقلم : الأستاذ فتحي فياض

صنف العديد من المثقفين الفلسطينيين ما يجري في قطاع غزه أيامنا هذه بأنه وضع مخز ولا يدعو للارتياح. لقد وصل الأمر في القطاع المناضل إلى ضبابيه كاملة في الوضع النضالي الذي أصبح من الماضي وكل واحد يفكر يقول ماذا يجري في القطاع أيامنا هذه؟أسبابه ومسبباته!! إن المراقب لما يجري يجد أن منظومة القيم تهاوت بفعل مايجري من تسيب امني واقتصادي حيث انه ليس من الإنصاف أن تبعد عامل الفقر كما يجري من فلتان. حيث أن غالبيه الشعب في قطاع غزه يئن تحت نير وطئه الفقر المطبق عليه من فوق ومن أسفل حيث قله الدخل اوانعدامه وتعطل الحياة الاقتصادية بكل مكوناتها وضغط الغلاء الفاحش في الأسعار الذي يسلب كل مدخرات هذا الشعب تحت ضغط احتياجات أساسيه، هذا العامل أدى إلى البحث عن المال بأي طريقه كانت بغض النظر عن منظومة القيم التي تحكم المجتمع ،فأصبح الشائن في القيم مشروعة من حيث الممارسة للحصول على الدراهم البسيطة التي أدت إلي انخراط أفراد الشعب كافة في جرائم لا أول لها ولا آخر .

وإننا كمراقبين نجد أن العدو الصهيوني ليس بريئاً من هذه الجريمة فمن أطلق النار على منسق أعمال الو كاله الاممي ليس بعيدا عن ضغط الحاجة للمال بغض النظر عن الطريقة والأسلوب والمنبع الذي حرص عليه فهو يندرج تحت باب العمالة للعدو وبغض النظر عن أيه مبررات تسوق لما حصل من جريمة.  والذين اختطفوا ألن جونستون الصحفي البريطاني ليسوا بريئين من العمالة للعدو الصهيوني لان الرجل يرصد تجاوزات المحتل الصهيوني في قطاع غزه ويسوقها للعالم بموضوعيه تامة فكافاه الخاطفون له على عمله بان تم خطفه واني لااقول سوى المال وراء الخطف بغض النظر عن المصدر، والمصدر هو العدو الصهيوني ومن يسير في فلكه في هذا القطاع الصامد. إن منظومة القيم الاجتماعية التي ترسمها النظم في دول العالم بدأت تحت ضغط الفقر تنهار في قطاعنا ويصعب على كل أصحاب القرار من إعادتها  الابأخذ كل العوامل مجتمعه بعين الاعتبار فأن المعالجة الأمنية لوحدها ليست كافية ولن تؤدي إلي غرضها المنشود في ظل هذه الظروف التي يعيشها القطاع صحيح إن ما يجري في قطاعنا الحبيب مخزي ومخجل لشعب أعطى قضيته هذا الكم من الضحايا والأسرى من أجل الانعتاق من نير المحتل الغاشم بدا يلف حبل الاحتلال على عنقه تحت ضغط الحاجة الملحة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة وإننا نرى أن ما يتم في بلدنا ليس بفعل منا بل هو بفعل خفي وخطير من القوى المعادية بأيادي غشيمة من ابنا شعبنا تدفع المجتمع إلي الانهيار نحو الحضيض حيث تسيطر شريعة الغابة حيث أن القوي يأكل الضعيف ولا مكان للضعيف في الغابة مما أدى إلي استزلام الكل ضد الكل في قطاع غزة .

هذا العمل وللأسف يجري وسط حكومات متهالكة لا حول لها ولا قوه منشغلة في تحقيق مكاسب خاصة بها وحينما ينشغل النخبة في مصالحهم الخاصة تحت غطاءات حزبية رخيصة يدفع الأمر بالمجتمع إلي العشوائية ومزيد من الفوضى والفلتان وهذا ما يجري على هذا القطاع الحبيب . إن الشعارات المستخدمة في القطاع من نخبوية لهي شعارات لا تغير بالواقع أي شي بل تزيد من تفاقم الأزمة داخل القطاع وان استعمال الصغار كمطلب أساسي للتنظيمات والعشائر والقبائل تجذير لحاله الفوضى وان الفوضى تنخر عظام هذا المجتمع. وان واقع ذلك هو الحصول على المال اليسير من هذه الجهات التي تدفع الإنسان إلي الموت من اجل ذلك . أوصلونا إلي حاله من الكآبة لما يجري ولما يدور في مجتمعنا الذي يسقط بتسارع كبير نحو الهاوية والتي يصعب بعدها من إعادة المجتمع إلي سلوك السلم الاجتماعي المنشود.
نقولها بصراحة إن السلطة المتهالكة والتي لازالت احد أهم عوامل الدمار ممثلة في رئاستها وحكومتها سواء وطنية أو غير ذلك وتنظيمات لا مسئوله في الأيام الحالية تساهم في تدمير هذا الشعب قيميا واجتماعيا واقتصاديا ومعيشيا ويجب أن يتوقفوا عن ممارستهم الخاطئة وأقولها بكل صراحة إن العدو الصهيوني يخترق الصفوف ويعمل على تدمير كل شي بفعل باطني نحن أدواته من خلال انتساب عناصره في صفوفكم فيجب عليكم إعادة الفرز بشكل تام ليتمكن الشعب من العودة لسلم اجتماعي حقيقي بعيدا عن التنظير الذي يمارس في أيامنا هذه.
 
إن مثقفينا عليهم واجب تعريه ما يجري بشكل كامل حتى تصحوا الضمائر وينظر إلي هذا القطاع كما كان ينظر إليه في السابق حيث افتداه الأبناء بأرواحهم لكي يبقى عزيزا منيعا وهذا ما كان في السابق ويجب أن يكون في أيامنا هذه وإلا فإن كينونتنا زائلة وإننا وللأسف سنصبح أحط من الشعب الصيني إبان التحرير حيث حورب بالأفيون فأصبح المجتمع منشغلا في ذاته والاستعمار يدمر في نفس الوقت وهذا ما يتم في أرضنا في القطاع أيامنا هذه. فهل يعي أصحاب القرار في السلطة والتنظيمات ما يجري أيامنا هذه، نأمل أن تكون البصيرة لديهم آخذه لما يجري بعين الاعتبار ولابد من عمل مضاد يعيد سريان الدم في العروق لأبناء شعبنا نحو السلم الاجتماعي المنشود.