ترددت كثيرا قبل أن اخط هذه المقالة حيث شعوري التام بان الأسير سمه هذا العصر للفلسطيني أينما وجد وأينما حل على هذه المعمورة .فالحرية منقوصة والعبودية الغاشمة هي سمه تلصق بالفلسطيني ,فمن أين ابدأ ,ابدأ من اسر أكثر من عشره ألاف أسير في سجون الاحتلال بشكل مباشر وراء قضبان تقتل الحرية وترفع درجه السحل الغاشم ضد اشرف الناس في هذا الوطن . ونحن إذ نقف إجلالا لهؤلاء الصامدين الذين يأسرون السجان بفعل صمودهم ويقتلون ممارساته بثباتهم على عدالة قضيتهم ووعيهم الكامل بالحرية كجزء هام من حرية الوطن برمته ,ولكن اسر الوطن كله لازال الشاهد على همجيه هذا العالم الظالم الذي يشهد ذبح ارض وشعب بفعل غاشم إحلالي مدعوم بكل قوى الشر العالمية وتواطؤ كل قوي الأرض بكل ألوانهم وأجناسهم . ليس هذا عدمية بل هي واقع نعيشه حيث إن المحتل ياسر أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزه بدعوى الانسحاب من طرف واحد كما يدعي , وياسر الأرض من خلال جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية ,يأسر العدو المدن الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال مئات الحواجز الظالمة التي تحد من حرية الحركة لكل أبناء هذا الشعب الصامد .وإننا في هذا اليوم لا نقول خطب عصماء إن الأسرى هم النخبويون في مجتمعنا فحسب بل هم خلاصه هذا الوطن ولعل تضحياتهم تكون بمثابة الناظم لنا في حياتنا التي نساهم بتدميرها بأنفسنا من أفعالنا الفصائليه غير المحسوبة وللأسف . فتهديد السلم الاجتماعي والقتل والتدمير الذي يتم بأيدينا لايساهم في احترام فعل أسرانا وتضحياتهم بل يستهين بهم ويجعلهم يشكون فيما فعلو لأجل حريتنا . فهل يعي تجار الحروب في بلادنا ما يقومون به من فعل شائن. إن ابسط حق علينا تجاه أسرانا هو أن نوحد الصفوف والمنطلق باتجاه استمرارية النضال ضد المحتل الغاشم هذا اكبر عرفان لأسرانا نقدمه فيما لو قمنا بذلك . تضحيات أسرانا الذين رهنوا أعمارهم من اجل الحرية لنا تحتاج منا مواصله درب المقاومة والصمود. إن أسرانا لا يحتاجون من تخصيص يوم لهم , بل علينا أن نفعل كل الأيام لفك الأسر عنهم وان نقوم بالعمل الجاد لحماية أسرهم وإشعارهم بان المجتمع يقوم بواجباته اتجاههم وليس كما هو سائد إيمانا هذه , فالأسرى يتألمون لما يحصل لنا فبلادنا الماسورة برمتها . ونحن نجذر الأسر في نفوسنا ونعمقه ونحقق مايريد العدو لنا بفعل غاشم منا عبر بذور العداء والنفور من خلال اثنياتنا الحزبية والفصائليه التي نعايشها أيامنا هذه . إن مجتمعنا يسقط نحو الهاوية مما يزيد من الم الأسرى لأنهم الصفوة في مجتمعنا . فنأمل أن نخفف عنهم ولا نثقل عليهم بممارستنا الشائنة. فان كان هذا اليوم موحدا لنا بشعورنا بمأ ساه أسرانا , فنأمل أن يعمل هذا اليوم على توحيد القلوب وتصفيه النفوس لكي نجذر عمق المقاومة ضد الاحتلال الغاشم.
وعليه نطلب من كل مجتمعنا أن يقف خلف أسرانا بدعم أسرهم ومواصله دعمهم وزيارتهم بشكل يشعر أسرانا بان مجتمعنا خلفهم مما يؤدي إلى تعميق أهدافهم ليرسخ صمودهم ضد سجانيهم ومطلوب من السلطة الفلسطينية أن تشعر بالأسرى بغض النظر عن انتمائهم الفصائلي وترسخ صمودهم من خلال إيصال المساعدات الكافية لهم ولأسرهم وكفى تجاذبات حزبيه فقاسمنا المشترك هو الأسر لكل مخلص من أبناء هذا الشعب بغض النظر عن انتمائه الفصائلي . فهل يعي المتآمرون على هذه القضية ما يفعلون بشعبهم ؟! آن الأوان لكي نوحد أيامنا خلف أسرانا لتعميق السلم الاجتماعي في ديارنا باتجاه بناء المجتمع المقاوم ضد العدو الصهيوني , وإلا فان أعمار أسرانا ضاعت هباء منثورا . وانتم أيها الأسرى الأشاوس كنتم الموحدين عبر التاريخ في ممارستكم خارج وداخل السجون فعملكم ضد الصهاينة وصمودكم راسخ فاستمروا في نهجكم لعل شعبكم يقتدي بكم لما يخدم هذه القضية . فانتم تعرفون أن عدوكم يقف صاغرا أمام صمودكم ويرقص طربا على ممارسات بعض المفرقين في فصائلنا في مجتمعنا الفلسطيني, فكفى تناقضات نقوم بها بدعوى الانتماء الفصائلي الذي نعيشه أيامنا هذه .
فالحرية كل الحرية للأسرى
والاستقلال التام للوطن