الدكتور ألبرغوثي يدعو إلى نقل ملف لاهاي إلى الأمم المتحدة ويؤكد أن شعبنا سيواصل نضاله حتى يحقق الحرية والدولة
رام الله : أكد وزير الأعلام الدكتور مصطفى ألبرغوثي أن النضال الشعبي الفلسطيني ضد جدار الفصل العنصري سيتواصل وان إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لن ترهبنا وسيبقى صوتنا مدويا في كل أرجاء المعمورة حتى ترفع راية فلسطين فوق كل الأرض المحتلة وفي مقدمتها القدس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ألبرغوثي وماريت ماغاواير الحائزة على جائزة نوبل للسلام لنصرة بلعين والتصدي لجدار الفصل العنصري عند الجدار في قرية بلعين برام الله .
وقال ألبرغوثي إننا سنتحرر مثلما تحررت شعوب الجزائر وجنوب أفريقيا والهند من الاحتلال ولن تستطيع إسرائيل إرهابنا كي نتنازل عن حقوقنا وعدالة قضيتنا مشيرا إلى أن فلسطين باتت قبلة لنضال الأحرار ضد الظلم والاحتلال.
وأعرب ألبرغوثي عن أدانته لقيام جنود الاحتلال بالتشويش على وقائع المؤتمر الصحفي ومحاصرته والتطاول عليه وإعلان المنطقة منطقة عسكرية مغلقة ، مؤكدا أن ذلك يدل على محاولات قوات الاحتلال لطمس الحقيقة وعدم نقل الصحفيين صورة ما تقوم به إسرائيل من عدوان وفصل عنصري في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف ألبرغوثي أن هدف إسرائيل من بناء جدار الفصل العنصري ليس امنيا كما تدعي وإنما سياسي لمنع إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ومحاصرة التجمعات السكانية الفلسطينية مثلما هو الحال عليه في قلقيلية التي يحاصرها الجدار من كل الجهات ولا يوجد فيها سوى منفذ وبوابة واحدة مفتاحها في يد جنود الاحتلال الذين يغلقونها ويفتحونها متى شاؤا.
وأكد وزير الإعلام أن قضية الأمن هي ذريعة إسرائيلية وان الجدار لا يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنما بين الفلسطينيين أنفسهم خاصة وان هناك 950 ألف فلسطيني يحتجزهم جدار الفصل العنصري في سجون ومعازل مما يؤكد أن الجدار تستخدمه إسرائيل كسلاح سياسي وأداة قمع لتدمير البنيان الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والصحي ولتحطيم النسيج الوطني الجامع ومنع قيام الدولة الفلسطينية الحقيقية موضحا أن طول الجدار يبلغ ثلاثة أضعاف الخط الأخضر.
ودعا ألبرغوثي منظمة التحرير الفلسطينية إلى نقل ملف محكمة العدل الدولية إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة لما يمثله القرار الذي كانت اتخذه المحكمة من رصيد للشعب الفلسطيني يجب استخدامه واستثماره كما يجب لاسيما وانه اعتبر ليس الجدار فقط غير شرعي وانما أيضا الاحتلال والاستيطان وما تقوم به إسرائيل من إجراءات في القدس.
وأعرب ألبرغوثي عن شكره لأهالي بلعين على نضالهم الشعبي الجماهيري ضد جدار الفصل العنصري وكذلك للمتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين على إسنادهم للنضال الفلسطيني ضد جدار الفصل العنصري.
وقال وزير الإعلام إننا من بلعين نتطلع إلى مدينة القدس وأهلها الصامدين المناضلين ضد الحفريات الإسرائيلية وإجراءات الاحتلال لتهويد المدينة ، كما نتطلع إلى الريف الجنوبي في بيت لحم والى الخليل وقلقيلية وطولكرم والى أهلنا في قطاع غزة الصامدين داخل سجن كبير بفعل الاحتلال وإغلاقه للمعابر.
وأضاف ألبرغوثي أن التظاهرات السلمية ذات الطابع الشعبي الجماهيري تواجه بالقمع وإطلاق النار والغاز من قبل جيش الاحتلال الذي يعتدي على المشاركين في تلك التظاهرات وعلى الطواقم الصحفية .
وأشار وزير الإعلام إلى أن المتظاهرين في الريف الجنوبي في بيت لحم زرعوا اليوم اثنتين وثلاثين شجرة في منطقة جدار الفصل العنصري في جورة الشمعة رمزا للتضامن مع اسر اثنين وثلاثين طالبا سقطوا في فرجينيا بأميركا على يد شخص مجنون ليظهروا تضامنهم وتعاطفهم مع الشعب الاميركي وآلامه ونبذهم للإرهاب خاصة إرهاب الدولة المنظم الذي تقوم به إسرائيل ومطالبين العالم التضامن مع آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أربعين عاما من أطول احتلال في التاريخ الحديث.
ووجه ألبرغوثي نداء باسم الشعب الفلسطيني وكل مناضليه إلى خاطفي الصحفي البريطاني ألان جونستون مناشدا إياهم إطلاق سراحه فورا ، لان بقاءه محتجزا يمس بسمعة ونضال شعبنا لاسيما وان جونستون نقل الحقيقة بموضوعية عن معاناة شعبنا وان الإفراج عنه هو انتصار لفلسطين.
من جانبها قالت ماغاواير إنني جئت إلى الأراضي الفلسطينية لأقول للعالم انه يجب أن ينهار جدار الفصل العنصري لما يشكله من وصمة عار في جبين الإنسانية وإهانة للمجتمع الدولي الذي عليه إن يتحرك لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وكنس الاحتلال الإسرائيلي الطويل.
وأضافت أن العالم لا يرى من الفلسطينيين إلا العنف بسبب سياسة التضليل الإعلامي الإسرائيلي ، غير أن الحقيقة مغايرة لذلك تماما فهو شعب مسالم ينضال من اجل حريته ونيل حقوقه السليبة .
وناشدت الحكومة الإسرائيلية بوقف احتلالها للأراضي الفلسطينية وإزالة جدار الفصل العنصري وحل الصراع مع الفلسطينيين عبر الطرق السلمية.
وأكدت ماغاواير أن هناك الكثيرين من أنصار الشعب الفلسطيني في العالم الذين ينضمون إلى لجان التضامن والنضال السلمي ضد جدار الفصل العنصري معربة عن شكرها للوزير ألبرغوثي وللصحفيين الذين ينقلون للعالم الحقيقة المرة التي يعيشها الفلسطينيون.
وأعربت عن إدانتها لما قام به جنود الاحتلال من استفزازات وعرقلة للمؤتمر الصحفي الذي شاركت فيه إلى جانب الوزير ألبرغوثي مؤكدة أن تلك الأعمال هي اعتداء صارخ على حرية الكلمة وحرية الصحافة وتؤكد أن إسرائيل دولة غير ديمقراطية.
كما ناشدت بالإفراج عن الصحفي جونستون وإعادته إلى أسرته سالما.
وقام تيتو وهو متضامن من بورتوريكو بتسلق برج شاهق كانت أقامته سلطات الاحتلال عند تخوم جدار الفصل العنصري في بلعين ورفع عليه العلم الفلسطيني أثناء وقائع المؤتمر الصحفي .
وهاتف تيتو الوزير ألبرغوثي قائلا له: إن هذا العمل الذي قام به هو للتأكيد على تضامنه مع الشعب الفلسطيني وانه حضر إلى الأراضي الفلسطينية للتعبير عن سعادته ووقوفه إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية في خطوة مماثلة لما كان قام به بتسلق تمثال الحرية في أميركا احتجاجا على احتلال بعض الجزر في بورتوريكو.
ووجه ألبرغوثي شكره إلى ماغاواير وتيتو وكل المتضامنين الأجانب على مشاركته في التظاهرة.
وخلال المسيرة السلمية التي أعقبت المؤتمر الصحفي أطلق جنود الاحتلال الغاز على الوزير ألبرغوثي وحاولوا الاعتداء عليه أكثر من مرة حيث حدث تدافع على مسمع ومرأى وسائل الإعلام إلا أن الوزير ألبرغوثي نجح في اختراق الحواجز البشرية لجنود الاحتلال مع عدد من المتظاهرين ووصل إلى تخوم الجدار ورفع العلم الفلسطيني هناك.
وأصيبت ماغاواير برصاصة مطاطية ونزيف في الأنف جراء اعتداء جنود الاحتلال إلى جانب جرح متضامن أجنبي في رأسه وإصابة عدد من المتظاهرين والصحفيين .