ليتصاعد الكفاح الجماهيري ضد الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني الصامد، المؤمنون بعدالة قضيتهم وحتمية نصرهم...

تمر الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة ونحن نمر بظروف حرجة، وهذه الظروف تتمثل بالحصار الاقتصادي والسياسي الخانق، وباستمرار توسيع الاستيطان وجدار الفصل العنصري، وبالمحاولات التي لم تتوقف بعد لتصفية قضيتنا، مثل خطة الدولة المؤقتة، ومشاريع الاستسلام والتنازلات المجانية عن حقوق أبناء شعبنا المشروعة، بالدولة والحرية والعودة والعيش بكرامة. ذلك كله، بالإضافة للفلتات الأمني المستشري، والاقتتال الداخلي المؤسف، الذي يطل علينا مع ذكرى النكبة.

إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية نؤكد في هذه الذكرى على ضرورة رص الصفوف في إطار وحدة وطنية قوية وحقيقية، ووقف الاقتتال الداخلي فوراً. والعمل من أجل إنجاح حكومة الوحدة الوطنية في مهامها، بداية في كسر الحصار السياسي والإقتصادي، ووقف الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني في الضفة وغزة، ومن أجل التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، الأمر الذي يمثل الضمانة الوحيدة لحماية العملية الديمقراطية ونتائجها، والتي تشكل الأمل بفك الحصار ووقف الفلتات الأمني والاقتتال الداخلي. كما أننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى برفض مشاريع التسوية الهزيلة كخطة الدولة المؤقتة. وتؤكد المبادرة الوطنية على أن الوحدة الوطنية، وإعادة تفعيل منظمة التحرير وتشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة الصراع مع الاحتلال، والإتفاق على استراتيجية وطنية وكفاحية موحدة كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني، هي الضمانة الأمثل للخروج من المأزق الذي تمر به قضيتنا على المستويين، الداخلي والخارجي.

إن الحصار المفروض الآن على أبناء شعبنا بدأ يتفكك، وإن إجراء إصلاحات سياسية وإدارية حقيقة وجذرية يتطلب موقفاً واضحاً من كل أِشكال الفلتات الأمني، والإنفلاش الإداري، للقضاء على الفساد والمحسوبية، ومن أجل بناء مجتمع تسوده الحريات والمساواة والعدالة. مجتمع يحكمه القانون، ينعم فيه المواطنين بالحرية والأمن الاجتماعي والشخصي. إن هذا الحصار لن يتفكك إلا بتكاتف الجهود الرسمية والحزبية والشعبية، في إطار معركة تحدي واحدة، لها عنوان واحد، نريد العيش بكرامة، ولن نقدم تنازلات مقابل لقمة عيشنا.

إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية، نوجه التحية لأرواح شهداء شعبنا، الذين سقطوا في مسيرة التحرير، ومن أجل حلمنا جميعاً بوطن حر ودولة مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها. كما نوجه التحية لأسر الشهداء، وللمعتقلين والمعتقلات الصابرين في سجون الاحتلال ولأسرهم، وللجرحى الذين قدموا من دمائهم وعذاباتهم لحريتنا جميعا. ونوجه التحية لكل أبناء شعبنا الصامدون على أرضهم، والمتمسكين بحقوقهم الوطنية.
المجد لشهداء شعبنا الأبرار
الحرية لأسرانا البواسل، والشفاء العاجل لجراحنا
نعم للوحدة الوطنية، لا للفلتان الأمني، لا لخطة الدولة المؤقتة

المبادرة الوطنية الفلسطينية
15/5/2007