اعتصم العشرات من أعضاء ومناصري المبادرة الوطنية عصر الأربعاء على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، احتجاجاً وتنديداً بالاقتتال الداخلي ومطالبين بتكريس الوحدة الوطنية وحقن الدم الفلسطيني. ورفع المعتصمون الأعلام الفلسطينية ورايات الحداد السوداء على ضحايا الاقتتال الداخلي في قطاع غزة. ورفع المعتصمون لافتات سوداء كتب عليها، عدونا واحد، قضيتنا واحدة، طريق نجاتنا الوحدة الوطنية، التاريخ لن يرحمكم من عار اقتتالكم، وشعارات أخرى. وشارك في الاعتصام الذي دعت إليه المبادرة الوطنية مجموعة من ممثلي الفصائل الفلسطينية.
د. مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي شارك بالاعتصام، دعا المقتتلين في غزة إلى سحب المسلحين من الشوارع فوراً، وناشد حركتي فتح وحماس بالالتزام ما تم الاتفاق عليه في اتفاق مكة، بضرورة حقن الدم الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية.
واعتبر د. البرغوثي، أن استمرار القتال الداخلي في غزة يهدد المشروع الوطني برمته، في الوقت الذي يجب أن تتظافر فيه كل الجهود، من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتصعيد الكفاح الجماهيري في وجه مخططات الاحتلال الإستيطانية وجدار الفصل العنصري. وأكد د. البرغوثي في حديثه أمام المعتصمين، أنه لا يمكن السماح بتحويل قطاع غزة إلى صومال ثانية، وبأن مؤامرة عزل غزة عن الضفة لتسقط في الفوضى والفلتان لن تمر.
من جانبه، اعتبر صلاح الخواجا ممثل المبادرة الوطنية الفلسطينية في اللجنة التنسيقية للقوى الوطنية والإسلامية، بأن هذا الاعتصام يأتي كصرخة مدوية يجب أن تعلو وتستمر حتى وقف الجريمة التي ترتكب الآن في غزة باستمرار الاقتتال الداخلي، باعتبار أم التناقض الأساسي مع الاحتلال. وأضاف الخواجا، بأن الاحتلال لا يفرق بين فصيل وآخر، وبأن كل الجهود يجب أن تتوحد في التصدي لمشاريع الاحتلال واستمرار مخططات الاحتلال بإقامة المعازل ومحاولة فرضها كأمر واقع.
وناشد الخواجا، القوى الوطنية والإسلامية ومؤسستي الرئاسة والحكومة والتشريعي، بالعمل الجاد والسريع، من أجل الضغط على كل من فتح وحماس للعودة إلى لغة العقل، ووقف المهزلة الجارية في قطاع غزة.
وشارك العشرات من المواطنين في الاعتصام، معتبرين مثمنين خطوة المبادرة برفع الصوت عالياً في وجه ما يجري في قطاع غزة، ومطالبين باستمرار الاحتجاجات والمسيرات من أجل الضغط لوقف الاقتتال الداخلي.