أعلن د. مصطفى البرغوثي وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية، أنه رغم الاعتداءات التي تعرضت لها الحكومة، فإن السيد رئيس الوزراء إسماعيل هنية تابع أعمال هذه الجلسة من موقعه،رغم أنه لم يحضر الجلسة في المقر الذي التقى به الوزراء في قطاع غزة، ولكنه تابع أعمال الجلسة بشكل كامل من الموقع الموجود فيه، وجرت الجلسة بشكل طبيعي، وقد ناقشت الحكومة مجموعة المسائل.
وقال د. البرغوثي "في الخامس من الشهر القادم يصادف الذكرى الأربعين لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والجولان المحتل ومناطق عربية أخرى، بعد الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة وما تعرض له أبناء شعبنا من تشريد على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية، ونحن نؤكد على ضرورة الاستفادة من هذه المناسبة لفضح وتعرية كل الممارسات الإسرائيلية، وفضح وتعرية ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية من ممارسات إسرائيلية، وفي تعزيز وتوسيع حركة التضامن الدولية. وبهذه المناسبة فإن الحكومة تود أن توجه الشكر والتحية لحركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، والتي تتضافر الآن لتنظيم مجموعة من الفعاليات الدولية تم إطلاعنا عليها وتجري على امتداد المعمورة، وستشمل بلدان مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، مثل بلجيكا والسويد، وستشمل أيضاَ مجموعة من البلدان العربية ودول مثل أستراليا والصين والهند". وأضاف د. البرغوثي، نحن نحيي كل هذه الجهود ونؤكد أن الأسبوعين القادمين سيكونان أسبوعان للتضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، من أجل إنهاء الاحتلال الذي سيصل عمره أربعين عاماً ولتلبية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما فيها حق عودة اللاجئين المهجرين، وكذلك مناسبة لتضافر الجهود لوقف العدوان الذي يتعرض له شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
الحكومة مصممة على المضي بعملها رغم العدوان
وفي تعليقه على استمرار العدوان على الشعب والحكومة الفلسطينية، قال د. مصطفى البرغوثي: "إن هذه الحكومة، رغم كل ما تتعرض له من مضايقات واعتداءات مصممة على السير بعملها ومواصلة هذا العمل، ونحن نريد أن نبدد الإشاعات الفارغة التي تناقلها البعض من أنهم سوف يفشلوا عمل هذه الحكومة وسيسقطونها خلال ثلاثة أشهر من عملها، نحن سمعنا مثل هذه الإشاعات ونعرف بأن الجانب الإسرائيلي يطمح لذلك، ولكن نحن نقول لهم هذا الأمر لن يتم ولن يحدث ونحن نعتبر أن الهجوم على الأراضي الفلسطينية وعلى حكومة الوحدة الوطنية هو هجوم على فكرة الوحدة الوطنية نفسها، وهجوم يستهدف مصالح الشعب الفلسطيني.
وفي نفس الإطار، أشار د. مصطفى البرغوثي إلى الاستنكار الشامل من معظم دول العالم ضد اعتقال وزيرين من حكومة الوحدة الوطنية، وهما الأخ ناصر الدين الشاعر وزير التربية والتعليم ونائب رئيس الوزراء السابق، والأخ وصفي كبها وزير الدولة المسئول عن ملف الجدار والاستيطان. كما أوضح د. البرغوثي إلى المعلومات التي توفرت للحكومة، بأن قوات الاحتلال تحتجز الدكتور ناصر الدين الشاعر في العزل الانفرادي في سجن كفار يونا، هذا إضافة إلى ثلاثة من النواب تم اعتقالهم ليصبح عدد البرلمانيين الفلسطينيين المنتخبين المعتقلين 41 نائباً من مختلف القوى الفلسطينية مختطفين في سجون الاحتلال.
الاعتداءات الإسرائيلية طالت الحكومة ومؤسسات مجتمعة ومدنية وإعلامية
وأوضح وزير الإعلام، د. مصطفى البرغوثي، إلى أن الاعتداءات الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال طالت عدداً من المؤسسات الأمنية والاجتماعية والمدنية والإعلامية، ليس فقط في قطاع غزة بل وفي الضفة الغربية، وبأن حكومة الوحدة تعتبر أن هذه الهجمات تستهدف ضرب الوحدة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية والشعب الفلسطيني بأسره، وبأن الحكومة تؤكد أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية لن تكسر من عزيمة الحكومة والشعب الفلسطيني، بل إن الحكومة مصممة على النجاح.
إسرائيل ماضية في أعمال بهدف إسقاط الحكومة
وفند د. البرغوثي في مؤتمره الصحفي الإجراءات التي تقوم بها قوات الاحتلال لإسقاط حكومة الوحدة وضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية قائلاً: "ونحن نعرف أن الإدعاءات الإسرائيلية بأن هذه الحكومة ستسقط بعد ثلاثة أشهر، مرتبطة بثلاثة إجراءات قامت بها إسرائيل وما زالت تقوم بها. وهي أولاً: احتجاز أموال رواتب الفلسطينيين وأموال الشعب الفلسطيني التي لا تقل عن 800 مليون دولار. وثانياً: إعتقال الوزراء والنواب ورؤساء البلديات. وثالثاً: قصف المواقع الأمنية الفلسطينية". واستطرد البرغوثي :" وهي بالمناسبة لا تقتصر على القوة التنفيذية بل تشمل مواقع أجهزة أمنية مختلفة بما في ذلك أجهزة المخابرات وغيرها، هذا القصف يستهدف كل الشعب الفلسطيني، والاعتقالات تستهدف كل الشعب الفلسطيني، وهي ليست موجهة ضد فئة سياسية واحدة، بل موجهة ضد كل أبناء شعبنا وضد كل حكومة الوحدة الوطنية وما تمثله. نحن لن نسمح لهم بذلك، ومهمتنا أن نستمر بعملنا، ونعتبر أن استمرارنا بعملنا هو مهمة كفاحية من الطراز الأول، ولكننا نسعى لتمكين حكومة الوحدة الوطنية داخلياً وخارجياً حتى تستطيع أن تلبي احتياجات وهموم الشعب الفلسطيني وترفع الحصار الظالم الذي يتعرض له وتوقف العدوان المجرم الذي مس به، وتستطيع أن توفر الأمن والأمان وتنهي كل أشكال الخلافات الداخلية".
رغم التصريحات المتغطرسة للحكومة الإسرائيلية
حكومة الوحدة تؤكد على عرضها لهدنة فورية على أن تكون شاملة متبادلة ومتزامنة
وأكد وزير الإعلام د. البرغوثي أن حكومة الوحدة الوطنية تؤكد، أنه رغم الإجراءات الإسرائيلية، ورغم التصريحات المتغطرسة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، تلك التصريحات التي كشفت عن رفض إسرائيل لمبدأ التهدئة، واعتراضها على اقتراحات حكومة الوحدة المتكررة لتهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة، والتي وصلت لحد القول برفض التهدئة من حيث المبدأ، والتي تغذي وتدعو لتصعيد العدوان، مؤكدا أن ضعف حكومة أولمرت يجعلها تحاول التستر على ما سيأتي في تقرير في فينو غراد، بتصعيد هذا الهجوم العسكري، فإن حكومة الوحدة تعيد التأكيد على موقفها رغم كل ذلك، والذي تتوجه به الحكومة إلى كل دول العالم، بأن هذه الحكومة تسعى إلى تهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة، فوراً ودون إبطاء. موضحاً د. البرغوثي: "نحن نريد تهدئة في قطاع غزة وتهدئة في الضفة الغربية. ونؤكد هنا على مبدأ التزامن، وعلى مبدأ التبادلية، وعلى مبدأ الشمولية، بحيث تشمل جميع المناطق، وهذه الحكومة واصلت وستواصل الجهود في هذا الاتجاه، ومن المفارقة هنا الإشارة إلى حقيقة أنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الفلسطينية مع كل الفصائل والقوى إلى إحداث التهدئة الشاملة، فإن الحكومة الإسرائيلية، تواصل تصعيد العدوان ورفض مبدأ التهدئة. نحن نريد من العالم أن يلتفت إلى هذه الأمور، نحن سنواصل خطوات واسعة على الصعيد الدولي، وعلى صعيد مؤسسات الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، للبحث في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للضغط على إسرائيل لتوقف هذه السياسة العدوانية".
الحكومة ستدرس نقل ملف قرار لاهاي للجمعية العامة للأمم المتحدة
وأفصح د. البرغوثي بأن الحكومة قررت التوجه إلى كافة الهيئات الفلسطينية المعنية والرسمية لدراسة التوجه بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، حول جدار الفصل العنصري والذي ينص على عدم شرعية الجدار والاستيطان وكل الإجراءات الإسرائيلية في القدس، لإعادة التوجه بهذا القرار الذي سيمر في شهر تموز القادم ثلاثة سنوات على صدوره، لإعادة التوجه به للجمعية العمومية في الأمم المتحدة.
قرارات داخلية
وأعلن د. البرغوثي بأن اجتماع مجلس الوزراء اليوم أقر مجموعة من القرارات المقترحة من اللجنة القانونية واللجنة الإدارية لمجلس الوزراء، وكما أقر تنظيم اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
شكر للمعلمين والعاملين في القطاع الصحي
ودعوة لتوفير الأمن والأمان وكل ما يلزم لعقد امتحان التوجيهي
وبخصوص إنتهاء إضراب المعلمين، ووقف الإضراب في القطاع الصحي قال د. البرغوثي: "أود التوجه باسم الحكومة وباسم شعبنا كله، إلى الأخوة المعلمين والمعلمات، بكل الشكر والتقدي على إنهائهم للإضراب، وعودتهم للعمل الطبيعي في المدارس المختلفة، والجهد الذي يقومون به هم والطلاب والطالبات من أجل إنجاح العام الدراسي الحالي وإنقاذ طلبة التوجيهي وإجراء هذا الامتحان بشكل سليم، ونحن سنعمل وندعو الجميع، إلى توفير كل أجواء الأمن والأمان الكاملة واللازمة لكي يجري امتحان التوجيهي بشكل سليم، وقد قرت الحكومة اليوم توفير كل الموارد اللازمة لإجراء هذا الامتحان بشكل طبيعي، كما نود أن نشكر قرار آخر تم صدوره اليوم وأنا يسرني أن أعلنه من جانبنا أيضاً، أنه تقرر اليوم من قبل النقابات، وبعد أن قامت الحكومة بتوفير كل مل يلزم بهذا الشأن، بتسديد 35% من متأخرات علاوة المخاطرة للعاملين في القطاع الصحي، حيث نفذ هذا القرار اليوم، عن توقف إضراب القطاع الصحي ابتداءً من يوم غد الثلاثاء. نحن نعتقد أن إنهاء الإضراب في الحقل التعليمي، ووقفه في القطاع الصحي، أمور مفيدة لشعبنا، ومن الأمور التي تساعد على تقوية وتعزيز تحمله لهذه الظروف الصعبة والقاسية التي نتعرض لها".
الكل في خندق واحد في مواجهة العدوان والحصار الإسرائيلي
وفي موضع ذات صلة، دعا د. مصطفى البرغوثي، كل النقابات التي تتحاور الحكومة معها بشكل ودي وأخوي، مع التأكيد على التزام الحكومة بكل حقوق العاملين، والتأكيد على أنه لا يوجد خلاف بين الحكومة والنقابات، بأن تكون الحكومة والنقابات والشعب جميعاً في خندق واحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وفي مواجهة اقتطاع واحتجاز إسرائيل لأموال الرواتب. وقال د. البرغوثي: "ندعوهم إلى التكاتف مع الحكومة في مواجهة الحصار، ولنعمل سوياً على كسر هذا الحصار الظالم حتى ينال الجميع حقوقهم في وقتها".
دعوة للتكافل والتضامن بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني
واختتم وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة د. مصطفى البرغوثي مؤتمره الصحفي قائلاً: "نحن ندعو أن يكون جميع شعبنا في هذه الظروف الصعبة متكاتفاً متكافلاً في مواجهة العدوان، ومن أجل الإفراج عن كل الأخوة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، بما فيهم الأخوة الأسرى النواب والوزراء. ونوجه تحية صمود واعتزاز لأهلنا في قطاع غزة، وإلى كل مكان من أرضنا تناله يد العدوان الإسرائيلي، نحن شعب متضامن ومتكافل، ولن يكسروا إرادتنا".