اعتبر د. مصطفى البرغوثي، وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية، أن ما تقوم به قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين من حملة الجوازات الأجنبية بمنعهم من زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة وغزة، إنما سياسة تمييز عنصري مبني على العرق. وأكد البرغوثي، في لقاء نظمته الهيئة الأهلية لحماية الحق في زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة والإقامة فيها في نادي الأرذوكسي برام الله، أن إسرائيل تقوم بتلك الإجراءات لخمسة كجزء من سياسة تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وأوضح البرغوثي في اللقاء، الذي حضره حشد من الفلسطينيين أًصحاب الجنسيات الأجنبية، ومجموعة من ممثلي المؤسسات الحقوقية والقانونية، أن من أهداف هذه الحملة ضرب الحياة الاقتصادية والاجتماعية لإضعاف مؤسساته ومن أجل تقييد حركة الناس في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بهدف خلق ظروف حياتية صعبة، تدفع الناس في نهاية المطاف للهجرة والرحيل عن أراضيهم.
وأشار الدكتور البرغوثي، أن مما تهدف إليه إسرائيل من خلف هذه الحملة، هو إضعاف الحملة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتحديداً بعد العام 2001، كون ما تقوم به إسرائيل على الأرض أفظع مما يمكن للصور والكلمات نقله للعالم، وبالتالي تحاول إسرائيل منع الناس والمتضامنين من الوصول كي لا يصبحوا شاهدين على فظاعة الممارسات الإسرائيلية العنصرية.
وقال البرغوثي في سياق حديثه "إن سياسة حرمان الفلسطينيين من حملة الجوازات الأجنبية من زيارة الأراضي الفلسطينية والإقامة فيها، يأتي في إطار سياسة العقوبات الجماعية التي تنتهجها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجدوا". واستغرب د. البرغوثي كيف تسمح دول كبرى كالولايات المتحدة مثلاً وأستراليا لإسرائيل بمعاملة حملة جنسياتها بطريقة غير متساوية مع ما تتعامل به تلك الدول مع حملة الجنسية الإسرائيلية. كما أوضح البرغوثي، أن هناك مشكلة أخرى مشابهة يتضرر منها أكثر من 56 ألف فلسطيني يعيشون في الأرضي الفلسطينية لا يحملون بطاقات هوية، وترفض إسرائيل منحهم أرقام هويات يستطيعون من خلالها ممارسة حياتهم بطريقة طبيعية، ولكن حكومة الوحدة الوطنية قررت منحهم بطاقات هوية صادرة عنها وحدها، تمكنهم من العيش بكرامة وإنهاء معاملاتهم الداخلية بحرية وسهولة.
من جانبه أكد واصل طه، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عن التجمع الوطني الديمقراطي، والذي يتهدده سحب الهوية الإسرائيلية منه، بأن الحملة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين من حملة الجنسيات الأجنبية، جزء لا يتجزأ من تشتيت وتهجير الشعب الفلسطيني. واعتبر أن إسرائيل أكثر دولة، قامت على مدار قرابة 60 عام من سن القوانين العنصرية، والتي تعتبر هذه الحملة جزء منها. اعتبر طه، أن المشكلة تكمن بأن إسرائيل لا تعتبر نفسها جزء من الشرق الأوسط بل تعتبر نفسها امتداد للغرب، وبالتالي ستبقى المشكلة قائمة في التعامل ما دامت إسرائيل بنفس العقلية والنمط من السلوك.