د. مصطفى البرغوثي على المجتمع الدولي الضغط من أجل إنهاء الاحتلال

التقى النائب د. مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية بوزيرة الخارجية الآيسلندية بالسيدة انجيبورغ غيسلادويتر في مكتبه برام الله. وأكد د. البرغوثي خلال اللقاء بأن المجتمع الدولي عليه الضغط من أجل عقد مؤتمر حقيقي وفعال للسلام في الشرق الأوسط، ومن أجل إنهاء الاحتلال الذي استمر أكثر من 40 عاماً. وحول سؤالها عن كيفية مساعدة الشعب الفلسطيني للخروج من الأزمة الراهنة، أجاب الدكتور البرغوثي بأن هناك الكثير في يد المجتمع الدولي للقيام به من أجل ذلك.

واعتبر البرغوثي في إطار رده على سؤال الوزيرة، بأن أهم أمرين ملحين هذه الفترة، هو العمل على صيانة وترميم الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل حماية المشروع الوطني بالحرية والاستقلال، وفي نفس الوقت حماية الديمقراطية الفلسطينية ومؤسساتها الدستورية.

وقال البرغوثي للوزيرة الضيفة، بأنه أخبر العديد من الوزراء والمسؤولين الأوروبيين بضرورة مساعدة حكومة الوحدة الوطنية السابقة، وبأنه حذرهم من نتائج استمرار حصار حكومة الوحدة. لأن الأزمة التي وصلنا إليها، كانت متوقعة في حال استمرار الحصار الخانق ومحاولات عدم التعامل مع نتائج الانتخابات التشريعية الديمقراطية الفلسطينية.

وأكد د. مصطفى البرغوثي، أن العمل جاري من أجل البحث عن مخرج معقول للأزمة الفلسطينية الراهنة، وبأنه لا يمكن اليأس والقبول بالأمر الواقع. وعرض البرغوثي على الوزيرة والوفد المرافق لها عدد من الخرائط، التي تبين ما تقوم بع إسرائيل من مصادرة للأراضي واستمرار لإقامة جدار الفصل العنصري، وبين للوزيرة حجم الضرر الناتج عن ذلك على الفلسطينيين سياسياً وإنسانياً، في ظل وجود أكثر من 543 حاجز ثابت و600 حاجز متحرك في الضفة الغربية. ولفت البرغوثي انتباه الوزيرة إلى الناس تفقد الأمل تدريجياً إذا ما استمر الحال على ما هو عليه في الأراضي الفلسطينية، محذراً من خطورة شعور الناس باليأس وفقدان الأمل بالمستقبل، ذلك الفقدان الناتج بالأساس عن استمرار الاحتلال وبناء إسرائيل نظام أبارتهايد وتمييز عنصري.

من جانبها، أكدت وزيرة خارجية آيسلندا، بأنها ستقوم غداً بزيارة منطقة عايدة في بيت لحم للإطلاع على الجدار ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني، وبأن حكومتها وشعبها مهتمون للغاية بما يجير في الأراضي الفلسطينية، وبأنهم سيعملون بكل جهد من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، على المستوى السياسي، وعلى المستوى الإنساني، تحديداً في مجالات الصحة والتعليم. 

وعلق البرغوثي على خطاب الرئيس الأمريكي الأخير بخصوص عقد مؤتمر دولي للسلام، معتبراً أنه يبدو للوهلة الأولى مبادرة جيدة، لكن فيها ثلاث نقاط سلبية جذرية، وهي اعتبار بوش أن هناك صراع فلسطيني فلسطيني بشكل أساسي، وبأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح ثانوياً، وبأن الخطاب قزم فكرة المؤتمر الدولي الذي لطالما نادت به المبادرة الوطنية الفلسطينية، إلى مجرد لقاء أو اجتماع، لن تكون لديه صلاحية البحث في إنهاء الاحتلال وإنهاء الصراع، وأخيراً أن دعوة بوش لمثل هذا المؤتمر لم يتم ربطها بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتكريس الفصل بين فكرة الدولة وقضايا الحل النهائي.

ودعا د. مصطفى البرغوثي الوزيرة، أن تلعب دوراً هاماً مع نظرائها الأوروبيين، في الضغط فإنهاء أي انحيازه لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، ووقف جدار الفصل العنصري والاستيطان، حتى يبقى هناك أمل وإمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، معتبراً أن أحداً لن يقبل بأقل من حدود العام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية المنشودة، ومحذراً في الوقت ذاته من مغبة الانجرار وراء أوهام ما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة.