غزة – المبادرة
بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل القائد الوطني الكبير ، مؤسس و رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية د. حيدر عبد الشافي ، نظم صباح اليوم تجمع المبادرة الطلابي حفلاً تأبينياً لروحه الطاهرة و ذلك في قاعة المؤتمرات في الجامعة الإسلامية حضره حشد من الطلاب من مختلف المستويات في الجامعة .
و بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم و الترحم على روح فقيد فلسطين الكبير ، ليلقي بعدها القيادي في المبادرة د. عبد الله أبو العطا كلمة المبادرة أكد فيها بقاء روح الفقيد و فكره تجول بين أبناء الشعب الفلسطيني ، قائلاً " انه و رغم غياب د. حيدر عنا جسداً فانه حاضر معنا روحاً وباقٍ فينا فكراً وتراثاً وممارسة ومعيناً لا ينضب أبداً، هذا القائد المعلم الذي زرع فينا حب الوطن وروح التضحية والعطاء وغرس فينا قيم والمحبة والتسامح والتواضع، كان عنوان للوطنية المخلصة والصادقة، توحد فيه الإنسان والمفكر والطبيب والمفاوض الصلب والعنيد المؤمن بعدالة قضيته الوطنية والمدافع عن قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية " و أضاف أبو العطا " انني في هذه المناسبة اجد صعوبة بالغة في انتقاء الالفاظ والكلمات التي تليق بهذا القائد الفذ والمعطاء لان الكلمات تعجز ان تعطيه حقه، فمن الصعب اختزال تاريخ هذا الرجل الاسطورة ببضع كلمات قليلة لا تفيه جزءً من حقه وتاريخه الطويل الذي ارتبط بتاريخ شعب اصيل ومكافح لعقود طويلة من الزمن . ان اسم وتاريخ حيدر عبد الشافي سيظل محفوراً في الذاكرة والوجدان ويظل نبراساً يضيئ تاريخ شعبه ووطنه وأمته.
كما تحدث أبو العطا عن تأسيس الراحل للمبادرة قائلاً " إننا في المبادرة الوطنية الفلسطينية ندين له بالكثير فلقد كان أول من آمن ونادى بها وسبق الصفوف وعمل جاهداً على تأسيسها مع رفاق دربه د. مصطفى البرغوثي والراحل الكبير ادوارد سعيد والمهندس إبراهيم الدقاق، دعا جماهير شعبنا وقواه الحية إلى الانخراط فيها والدعوة لها طريقاً لاستعادة الحقوق واستنهاض الشعب الفلسطيني وإنارة مشعل الحرية والديمقراطية والعدالة والتحرر الوطني وبذلك قدم لشعبنا الفلسطيني نهجاً جديداً ونموذجاً يحتذي ورافعة تجمع ما بين النضال الوطني التحرري ومفاهيم الديمقراطية والعدالة حتى يتحقق الحلم الفلسطيني والكرامة الوطنية.
من جهة أخرى تحدث أبو العطا عن حالة الانقسام السياسي الحاصل و مخاطره على القضية الوطنية ، كما تحدث عن مؤتمر أنابولس قائلاً " ما أحوجنا إلى أبي خالد اليوم وفي هذه الظروف الصعبة والعصيبة واللحظات المصيرية التي يمر بها شعبنا وقضيتنا في ظل الانقسام السياسي والجغرافي الحاصل الآن وفي ظل استمرار سياسية القتل والترويع والتجويع والحصار الظالم المفروض على شعبنا خاصة في قطاع غزة. إن ما يجري اليوم في غاية الخطورة وهذا يحتم علينا ضرورة اليقظة والتنبه للمخاطر الكبرى التي تحيق بشعبنا وقضيتنا الوطنية خاصة في هذا الوقت الذي يتم فيه الترويج لعقد مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي دعا له الرئيس الأمريكي جورج بوش هذه الدعة التي تأتي في إطار سعي الولايات المتحدة للخروج من ورطتها وفشلها ومحاولة لإنقاذ نفوذها في الشرق الأوسط ان المأزق الذي قادت إليه سياساتها العدوانية في العراق وأفغانستان ومخططاتها لتجنيد الدعم العربي والإسلامي والفلسطيني المطلوب لذلك وبهدف تمزيق العالمين العربي والإسلامي إلى محاور متصارعة وتقسيمه الى معسكرات معتدلين ومتطرفين وهي بذلك تتجاهل المرجعيات الدولية وقرارات الامم المتحدة وتسعى الى استحداث مرجعية جديدة تنسجم مع الضمانات والتعهدات المتكررة لاسرائيل بدعمها وحمايتها وتكريس الاستيطان وضم القدس وشطب حق العودة وتثبيت خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة وفصل المسار الفلسطيني عن المسارات العربية وتعميق حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي واستثماره بما يخدم هذه الاهداف والمخططات .
اننا من هذا المنطلق وفي هذه المناسبة ونحن نستذكر فقيدنا الراحل الكبير د. حيدر عبد الشافي رئيس وفدنا الفلسطيني الى مفاوضات مدريد الذي دافع بشراسة وصلابة عن الثوابت الوطنية ورفض تقديم أي تنازلات تنتقص من حقوقنا وثوابتنا الوطنية نحذر من المخاطر التي ينطوي عليها خوض هذه المعركة التفاوضية في ظل وعلى قاعدة تكريس الانقسام الفلسطيني حيث أن الهدف الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي لهذه الدعوة الخبيثة يتمثل في تعميق وتكريس هذا الانقسام وتحويل الصراع إلى صراع فلسطيني فلسطيني يطمس أولوية المواجهة مع الاحتلال ويستثمر ذلك من اجل إضعاف وابتزاز جميع الإطراف من اجل الحصول على التنازلات التي طالما عجز عنها لذلك فإننا نؤكد على ان المواجهة الناجعة لهذه المخاطر لا تأتي عبر خطوات من شأنها تعميق الانقسام ومحاولات خلق بدائل لــ م ت ف بل من خلال العمل الجاد للخروج من هذه الأزمة ووضع حداً لهذا الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية .
و بعد ذلك ألقى الطالب عثمان حبيب قصيدتي شعر لروح الفقيد .
كما تم عرض مجموعة من الصور للدكتور الراحل تمثل مختلف مراحل حياته النضالية الحافلة بالعطاء لا المحدود
و انتهى الحفل الذي قاد عرافته الناشط الطالب مؤيد المسحال بتعهد الطلاب على الوفاء لمسيرة فقيد فلسطين ضمير الأمة د. حيدر عبد الشافي ..