في ذكرى الأربعين لرحيل المناضل الكبير/د.حيدر عبد الشافي / بقلم: فتحي فياض

 

 
عرفتك يا أبا خالد وأنا شاب يافع حيث التقيت بك في بداية السبعينيات من القرن المنصرم في الأعمال التطوعية للنهوض بالحركة الشبابية  فتعلمت منك كيفية الاستقلال في إعطاء الرأي الحر وتعلمت منك حب الوطن وكيفية الانتماء لهذا الشعب العظيم. تعلمت منك الإيثار في قضية العطاء بلا حدود كنت أراك تعطى بلا حدود تعطى من وقتك وجهدك ومالك كل ما من شأنه مقارعة الاحتلال وعملت على ترسيخ صمود شعبك في زمن عز فيه الرجال . كنت شامخا راسخا في فكرك الوضاء وقناعتك اللا محدودة للوصول ليوم الحرية لهذا الشعب العظيم .لم أرى فيك الضعف أو التلون  في المواقف في اى يوم كنت فيه ثابتا على الحق راسخا بالإيمان لعدالة قضية شعبك رغم ماكان يعرض عليك من إغراءات لثنيك عن مواقفك . كنت تقول بأن إغراء الحرية والحفاظ على الوطن هو أسمى من كل شئ  كنت الأب الحنون الأخ الداعم والابن البار والصديق الحميم لكل من لاقاك في مسيرة النضال كنت تخاطب الجميع بقدر ما يضمن  الاستفادة منهم في ترسيخ الصمود والتجذر في هذا الوطن . لقد حاول المحتلون إثناء عزمك الوطني بالإبعاد والاعتقال والمحاربة بكل أشكال القمع وكنت تخرج في كل مرة ارسخ في مبادئك من ذي قبل مما أذهل المحتلون عمق قناعتك الوطنية لقد كنت حبيسا لمبادئك فلم يثنيك المركز والمال عنها , تركت موقعك كمدير للصحة في غزة في عهد الحكم العسكري المصري دفاعا عن شرف شعبك ولم تساوم حتى انك أصبحت قدوة لغيرك من مثقفي هذا الزمان , لم يرهبك التهديد والوعيد في السير قدما لتحقيق مبادئك الوطنية حتى وان كلفك ذلك المركز والجاه والسلطان . فمركزك كان هو  انحيازك لشعبك وسلطانك  مستمد من حب الناس لك فكيف لا وأنت الحائز على اكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأولى . ولكن عندما رأيت بأن هذا المجلس لايؤدى  الدور المناط به قمت بتقديم الاستقالة لايهمك الموقع والمال فأنت بشخصك كنت كل شئ لهذا الوطن.
 إننا لانودعك  في ذكر الأربعين لكن نعاهدك على أن نسير على دربك برؤيتك مهما كلفنا ذلك من جهد ومعاناة .
ومهما مورست علينا الضغوط فأنت الأستاذ المعلم لكل الوطنيين في هذا البلد فأنت السراج المضيء  في العتمة وعلى دربك سنبقى مواصلين للنضال ضد المحتل الصهيوني وضد أدعياء الوطنية من النفعيين والمصلحيين الذين يتسلطون على رقاب شعبنا من أبناء جلدتنا .
يرحمك الله ياشيخ  المناضلين ويتجاوز عنك لما كنت فيه من مثالية وطنية يندر أن تجد غيرك مثلك فأنت الأب الروحي لكل شرفاء هذا الوطن وأنت بمثابة المعلم في الصمود والعض على النواجذ في اللملمات والخطوب ونعاهدك  بأننا سنبقى الأوفياء لك مابقينا في هذا العالم على درب مسيرتك النضالية التي ما لانت  يوما تحت إغراء أو تهديد. فكنت صلبا شامخا في كل الخطوب واللملمات ولكن نقطع لك عهدا على أنفسنا في ذكراك العطرة بأن نسير على الدرب الذي رسمته نستلهم من الصمود والوفاء لقضية عادلة هي القضية الفلسطينية .
يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك الصبر والسلوان ويلهمنا من بعدك الصمود والوفاء.