خلال مؤتمر صحفي عقده النائب د. مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، أكد بأنه يلتقي بالصحفيين على أعتاب زيارة الرئيس الأمريكي بوش للأراضي المحتلة للتأكيد على جملة من القضايا، وقال: نحن نعيش بحالة قلق وانزعاج شديد من تطور الأمور منذ انعقاد اجتماع أنا بوليس، والذي نراه بعد اجتماع أنابوليس ليس تحسن بل تدهور كما سأظهر لكم بالأرقام والمعطيات في الأوضاع الأمنية والإنسانية والفلسطينية بشكل عام، الذي رأيناه إصرار إسرائيلي رغم كل الوعود والحديث في اجتماع أنابوليس وقبل أنابوليس عن ضرورة تحسين حركة الفلسطينيين وحرية تنقلهم. الذي نراه موقف إسرائيلي يبدو أنه قد أصبح مقبولاً للأسف من المجتمع الدولي، بأن إسرائيل لن ترفع حاجزاً واحداً من الحواجز ال 562 حاجز المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي نراه استمرار لبناء جدار الفصل العنصري، واستمرار لعملية التوسع لاستيطاني بشكل كبير ليس في مستوطنة واحدة وليس في مستوطنتين وليس فقط في جبل أبو غنيم، وليس فقط في معليه أدوميم، التوسع الاستيطاني يجري على قدم وساق لبناء آلاف الوحدات السكنية في 88 مستوطنة مختلفة. ويضاف إلى ذلك الاعتداءات الفادحة على حقوق الإنسان الفلسطيني ، وشعور إسرائيل أنها فوق المحاسبة وفوق المسائلة بشكل كامل أمام المجتمع الدولي وأمام القانون الدولي وأمام الأعراف الإنسانية العادية , كما جرى في نابلس وكما جرى ويجري في قطاع غزة والذي يجري في الاعتداءات على المسيرات السلمية ضد جدار الفصل العنصري في منطقة خربثا المصباح وبيت عور وأم سلمونة وبلعين، والذي يجري أيضاً من اجتياحات وحشية واعتداءات فاقت كل المعايير في قطاع غزة.
أولمرت سيطلب من بوش استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية
على كافة الأراضي الفلسطينية حتى بعد التوصل لاتفاق نهائي
واعتبر د. البرغوثي أن الأمر الأخطر هو تعاظم الغطرسة الإسرائيلية على أعتاب زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، إلى درجة أن أولمرت وباراك يريدا أن يطرحا الآن على الرئيس الأمريكي بعد أن حصلا على موافقة أمريكية أن يجري التركيز على البؤر الاستيطانية بدل كل الاستيطان وعلى عدم العودة إلى حدود العام 1967، يريدا الآن أن يحصلا بشكل واضح ومفضوح على ترتيبات للسيطرة الأمنية والعسكرية على الضفة الغربية حتى بعد انجاز حل نهائي هذه هي الضربة الأخيرة التي توجهها إسرائيل لفكرة دولة مستقلة حقيقية ذات سيادة، كما تصر على أنها تريد أن تحتفظ على أجواء الضفة الغربية حتى بعد الحل النهائي وعلى منطقة الأغوار وعلى حدود الدولة وعلى كل المعابر. هذا التطور خطير جداً، وإذا لم يلق إدانة ورفض مطلق فإنه يعني موت فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الحقيقية، أخطر ما في الأمر في موضوع الاستيطان ليس فقط التوسع الاستيطاني، بل المناورة الإعلامية التي تجري. وأضاف البرغوثي: يؤسفنا أن الرئيس الأمريكي يشارك فيها، بالقول أن المستوطنات هي موضوع يتعلق فقط بما يسمونه النقاط الاستيطانية غير الشرعية، وغير الشرعية في هذه الحالة تعني النقاط الاستيطانية التي لم ترخصها الحكومة الإسرائيلية كأن الحكومة الإسرائيلية هي مصدر قانونية المستوطنات من عدمها، مع أن القانون الدولي وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي أوضح بشكل قاطع أن كل المستوطنات سواء في الضفة أو القدس هي غير شرعية ويجب أن تزال. حشر الأمر في نقاط استيطانية محدودة فقط لا يمكن أن يعني إلا محاولة تضليل الرأي العام الدولي، وعددها يتجاوز 108 نقاط عشوائية، ولكن هذه النقاط شبه فارغة ولا يتجاوز قاطنوها أصابع اليد الواحدة، هذه يجب أن تزال ولكن الأهم المستوطنات كلها وخاصة الكبيرة منها.
أنابوليس فشل فشلاً صارخاً
وأشار د. مصطفى البرغوثي إلى أن استمرار النشاط الاستيطاني واستمرار الاجتياحات الإسرائيلية يعني بأن أنابوليس يفشل بالكامل، وأن الانحياز لموقف إسرائيل يلحق ضرراً كبيراً بفكرة وإمكانية وجود عملية سلام حقيقية. نحن نخشى من أنه تم الوقوع في فخ النظرية الأمنية الإسرائيلية التي ستصبح بمثابة الذريعة التي تستخدم من قبل إسرائيل طوال الوقت للتغطية على نشاطاتها الإسرائيلية وتهربها من أية التزامات، وهي النظرية التي روجت لها إسرائيل وللأسف جرى تكريسها في خريطة الطريق والتي تقول بأن الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال يجب أن يوفر الأمن للذين يحتلونه، وهذا كلام أولاً غير قابل للتطبيق موضوعياً حتى لو حاول البعض فعل ذلك، وثانياً غير منطقي، فكيف يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يقدم الأمن لقوة عسكرية تمثلها إسرائيل هي تملك الآن أسلحة نووية أكثر من فرنسا وسلاح جوي أكبر من بريطانيا وهي رابع دولة مصدرة للسلاح في العالم. وكيف يمكن لقوة شرطة فلسطينية ضعيفة ومعزولة ولا تستطيع أن تنقل عشرة أفراد من مدينة لأخرى إلا بموافقة إسرائيلية أن تكون أقوى من الجيش الإسرائيلي الذي فشل مراراً وتكراراً في تحقيق هدفه الذي يسعى إليه باستمرار، لأنه موضوعياً غير قابل للتحقيق، طالما أن هناك احتلال، طالما أن هناك شعب يناضل من أجل حريته واستقلاله. فما يجري من اجتياحات تؤكد أن الجانب الإسرائيلي قد قرر مرة وإلى الأبد أنه ليس فقط معني بمطالبة أمريكا بأنه سيبقى مسئولا عن الأمن بل هو ينفذ ذلك على أمر الواقع وهذا ينفي كل النظرية الأمنية التي تحاول إسرائيل أن تروجها.
وأوضح البرغوثي في إطار حديثه بأن كل المساعدات الاقتصادية كما أشار البنك الدولي في تقريره بما في ذلك المليارات التي وعد فيها الفلسطينيون في باريس لن تحقق نمواً اقتصادياً ما لم يتم رفع الحصار ورفع الحواجز. وأضاف أن البنك الدولي قال في تقريره، أنه حتى لو جاءت السبعة مليارات بدون رفع الحواجز، فسيؤدي ذلك إلى أن نمو الدخل القومي الفلسطيني سيكون ناقص 2%، وهذا لن يحقق تطور اقتصادي خصوصاً في ظل موجة الغلاء الفاحشة وارتفاع الأسعار وسعر النفط التي تثقل على الاقتصاد الفلسطيني المدمر أساساً بسبب قيود الاحتلال.
أرقام ونسب مذهلة لانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني
وقدم البرغوثي عرضاً للانتهاكات الإسرائيلية، وقال: بلغ عدد العمليات من اجتياحات في نابلس وقطاع غزة من 1 كانون الثاني وحتى نهاية العام 2007 إلى أكثر من 3307 عملية هجوم واجتياحات على الأراضي الفلسطينية وهذا هو المدمر الأساسي للأمن. 1855 هجوم في الضفة و1452 في القطاع. وهذا ينفي الإدعاء الإسرائيلي بأن الاجتياحات هي رد على إطلاق الصواريخ، ففي الضفة لا توجد أية صواريخ والهجمات على الضفة أكثر منها على القطاع. منذ انعقاد اجتماع أنابوليس في 28/11 وحتى اليوم نفذت إسرائيل 510 اجتياحات جديدة منها 205 في الضفة، و305 في القطاع. خلال فترة الأعياد نفذت إسرائيل 267 عملية اجتياح 103 في الضفة و164 في القطاع. هذا أدى إلى أنه خلال العام الماضي استشهد من الفلسطينيين 404 شهداء منهم 88 في الضفة و 316 في القطاع. لا يقل عن نصفهم من المدنيين، ومنهم 43 طفل. منذ أنابوليس استشهد 89 فلسطيني 5 في الضفة و84 في القطاع، منهم عدد كبير من المدنيين، وبالمناسبة لو حسبنا نسبة الذين استشهدوا خلال العام الماضي، نجد أن عدد القتلى الفلسطينيين قد تضاعف 100%. ما يؤسفني أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عندما سئل عن استشهاد 13 فلسطيني في يوم واحد 5 منهم من عائلة واحدة أجاب بأنه لم يسمع بهذه الأحداث، لكنه قال بأنه يعرف بأن هناك اعتداءات على إسرائيل، هذا النهج لا يساعد على تطور عملية سلام متوازنة وحقيقية. أما عدد الجرحى نجد أنه خلال العام الماضي جرح 1721 فلسطيني منه 977 في الضفة و744 في القطاع، ومنهم 267 طفل. منذ أنابوليس وحتى اليوم جرح 280 فلسطيني منهم 109 في الضفة و171 في القطاع 5 من بينهم أطفال.
الفلسطينيون بحاجة للأمن أضعاف ما تحتاج إليه إسرائيل
القتلى الفلسطينيون 40 ضعف القتلى الإسرائيليين في العام 2007
واستعرض د. البرغوثي حاجة الفلسطينيين الماسة للأمن معتبراً أنه إذا قارنا الأرقام مع الحديث عن حاجة إسرائيل للأمن، موضحاً أنه لا يريد لأحد أن يموت، فإن الأرقام مذهلة، فعدد القتلى الإسرائيليين خلال العام 2007 هم 10 قتلى منهم 5 جنود قتلوا خلال عمليات هجوم على الفلسطينيين، عدد الذين قتلوا بعد أنابوليس فقط جنديان، قتلوا خلال عمليات هجوم على الجانب الفلسطيني، وبالنسبة والتناسب لا يوجد مجال للمقارنة ومع ذلك، يجري الحديث عن حاجة الإسرائيليين للأمن أما الفلسطينيين فكأنهم ليسوا بشر وليس لهم حقوق وليس لهم حق في الحياة. النسبة والتناسب مذهلة خلال الفترة من العام 2000 إلى 2005 كانت نسبة القتلى الإسرائيليين إلى الفلسطينيين 1 إسرائيلي مقابل 4 فلسطينيين، النسبة خلال العام 2006 أصبحت 30 فلسطيني مقابل كل إسرائيلي، وخلال العام 2007 النسبة 40 قتيل فلسطيني مقابل كل قتيل إسرائيلي.
الاعتقالات
واستطرد البرغوثي قائلاً: أما بالنسبة للاعتقالات خلال العام 2007 قامت إسرائيل باعتقال 5391 فلسطيني، 5068 عملية اعتقال في الضفة و323 في القطاع، منهم 292 طفل. بعد أنابوليس اعتقلت إسرائيل 609 فلسطينيين جدد، 543 في الضفة و 66 في القطاع ومنهم 3 أطفال. فكيف نقنع أهل طفل اعتقل بأن أنابوليس تفتح طريقاً للسلام؟ خلال فترة الأعياد اعتقلت إسرائيل 253 أسير جديد كلهم من الضفة الغربية.
السلام الحقيقي يحتاج أولاً لوقف شامل للأنشطة الإستيطانية
وفي إطار حديثه عن السلام اعتبر الدكتور البرغوثي أنه لا يمكن انطلاق عملية سلام حقيقية إذا واصلت إسرائيل عملية التوسع الاستيطاني، هذا ما يجب أن يكون واضحاً، وإذا ما كان الرئيس الأمريكي يريد أن يعطي دفعة للسلام فالمطلوب منه أمر بسيط، أن يعلن عند وصوله إلى إسرائيل أنه يطالب إسرائيل بوقف كل النشاطات الاستيطانية فوراً، وليس فقط البؤر الاستيطانية بل كل المستوطنات، بما في ذلك بناء جدار الفصل العنصري، ويطالبها باحترام القانون الدولي واحترام ما تنص عليه الأديان، من ضرورة احترام حقوق الإنسان، وإذا فعل ذلك فإنه يكون قد أعطى دفعة حقيقية للسلام. المعلومات الجديدة أن إسرائيل صادرت مساحات واسعة من جبل أبو غنيم تعود ملكيتها لأهالي بيت ساحور، بحجة أنها أملاك غائبين. والحديث يدور عن توسيع استيطاني كبير في ال 133 مستوطنة الموجودة في الضفة الغربية والقدس، عدد سكانها 447500 مستوطن. هذه هي المشكلة، وليست البقع الاستيطانية الصغيرة فقط التي تنشرها إسرائيل تكتيكياً من أجل أن تتنازل عنها كأوراق بدل المستوطنات الحقيقية والكبيرة، والتي لا يقل عددها عن 105 مستوطنات، ولكن البؤر الاستيطانية لا يتجاوز عدد سكانها جميعاً 300 آلاف، وبعضها لا يزيد عدد سكانها عن 4 أفراد. ففي عاين أفرات وهي بؤرة استيطانية، عدد سكانها 2. المشكلة في ال 133 مستوطنة الكبيرة تضم 447 ألف و500 مستوطن.
إسرائيل تؤسس لنظام فصل عنصري بغيض
إن ما يجري على الأرض هو نظام "أبارتهايد"
وأضاف الدكتور البرغوثي أنه بعد أنابوليس قال أولمرت أن تنفيذ الاتفاقية سيكون مرتبط بتنفيذ الالتزامات في خارطة الطريق، وقال أن حكومته ستبدأ فوراً بتفكيك البؤر الاستيطانية، وقال أن حكومة إسرائيل ستجمد الأنشطة الاستيطانية، الواقع أن هذا كله تضليل. لم تفكك بؤرة واحدة حتى الآن، ولم يتوقف البناء في 88 مستوطنة وهو يجري على قدم ومساق. وفي موضوع حقوق الإنسان قال البرغوثي بأن هناك عدة خروقات حدثت، وشكر اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين التي أوصلت له شريط مهم، يظهر كيف حاول المستوطنون وضع بيوت جاهزة في المناطق التي قررت المحكمة العليا في إسرائيل أعادتها لأصحابها، وكان هناك ثلاثة فلسطينيين تصدوا لهذه المحاولة من لجنة مقاومة الجدار بأجسادهم ولم يعتدوا على أحد، ويظهر الشريط اعتداء المستوطنين عليهم أمام أعين الجيش الإسرائيلي وكيف قاموا بضربهم، وحاول الجيش أن يستولي على الأشرطة، لكن الذي صور الشريط هرب الشريط واستطاع إيصاله لنا. مما أدى لإدخال الفلسطينيين الثلاثة للمشفى ولم تجري أي محاكمة للمستوطنين. إن ما يجري الآن بالإضافة للاستيطان هو الفصل العنصري، بحرمان الفلسطينيين من استخدام العديد منها وإبقائها للمستوطنين في أبشع عملية فصل عنصري في التاريخ المعاصر، وهي عملية تتسارع كالطريق 443 وأنشئ على أراضي خربثا المصباح وبيت عور، وإسرائيل تخلق نوعين من الطرق، وتبني الآن 25 نفق و 24 طريق جانبي لمنع الفلسطينيين من استخدام الطرق التي يستخدمها المستوطنون، والطرق الرئيسية مقامة بالأساس على أراضي الفلسطينيين، وهذا الفصل لم يحدث حتى في جنوب إفريقيا في أسو أ أيام نظام التمييز العنصري. في المجموع، فصل الطرق وتوسيع المستوطنات، مع تعزيز الحواجز، هذا يخلق منظومة باتنوستان كما كانت تسمى في جنوب إفريقيا أو معازل تخضع للفصل العنصري. هناك الآن 768 كيلو متر من الطرق الجانبية، وأطول الطرق التي أقامتها إسرائيل 155 كيلو متر في منطقة رام الله، 17 طريق طولها 120 كيلو متر ممنوعة بشكل كامل على الفلسطينيين، من يدخل من الفلسطينيين إلى هذه الطرق كطريق 443 يتم اعتقاله، سواء بالسيارة أو مشياً يتعرض لاعتقال ستة أشهر، 10 طرق ممنوعة بشكل جزئي، والتنقل الفلسطيني محصور ب 14 طريق آخر بمسافة لا تقل عن 365 كيلو متر، الخطورة في الأمر أن عملية فصل الطرق تتصاعد الآن بعد أنابوليس، ومن الطرق التي سترونها مغلقة قريباً، طريق أريحا الرئيسي. وكل هذا عبارة عن فرض حل من طرف واحد. مثلاً طريق 443 تمر بين القدس وتل أبيب وكان يستخدمها سكان 9 قرى فلسطينية فيها 37 ألف مواطن، والآن لا يسمح للفلسطينيين باستخدام هذه الطريق بالمطلق، والآن تلك القرى التسع محرومة من استخدامها، والطريق الذي كان يستغرق 12 دقيقة لوصول سكان تلك القرى إلى رام الله، يستغرق الآن الالتفاف من طرق أخرى إلى ساعة أو ساعة ونصف بدل 12 دقيقة.
الأوضاع تزداد سوءاً منذ أنابوليس
واعتبر الدكتور البرغوثي أن ما يقلق منذ أنابوليس وحتى اليوم أن الأمور تزداد سوءاً بدلاً من أن تتحسن، وما يجري هو تكريس لنظام فصل عنصري واضح، نظام أبارتهايد، ففي حين يسمح للفلسطيني باستخدام ما لا يزيد عن 50 متر مكعب من المباه سنوياً، بينما يسمح للإسرائيليين باستخدام 2400 متر مكعب من المياه سنوياً من مياه الضفة الغربية، 42 ضعف الفلسطيني، الدخل في إسرائيل اليوم لا يقل من 25 إلى 30 ضعف الدخل الفلسطيني، ومع ذلك يجبر الفلسطينيون على شراء البضائع بسعر السوق الإسرائيلية، يدفع الفلسطيني في الضفة اليوم ضعف ثمن الكهرباء التي يدفعا الإسرائيلي، ويدفع 5 شيقل ثمن كل وحدة مياه بينما يدفع الإسرائيلي 2.4 شيقل، أي ضعف ما يدفعه الإسرائيلي، والآن وصلنا لمرحلة فصل الطرق، في الواقع هذا لا يمكن تسميته إلا بأمر واحد بأنه نظام أبارتهايد. نحن سنعمل على كشف هذه الحقائق كما هي لشعبنا وللعالم بأسره ونقول أن عملية سلام لا تتناسب مع عملية اجتاحات وخرق حقوق الإنسان، والتوسع الاستيطاني وفصل الطرق، ستكون هناك نشاطات وطنية مشتركة تنظمها القوى الوطنية والإسلامية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي.
المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى
ووجه الدكتور البرغوثي رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية قائلاً: نقول للأخوة في السلطة الفلسطينية، أن الموقف الصحيح في ظل كل ما يجري الآن، أن يجري التركيز على ثلاثة قضايا فوراً، أولاً وقف المفاوضات التي تستخدم كستار للإجراءات الإسرائيلية، وربط المفاوضات نفسها بثلاثة شروط مطالبة المجتمع الدولي بأن يسندها، 1_ وقف كل الأنشطة الاستيطانية دون استثناء، بما في ذلك توسع المستوطنات القائمة، 2_ وقف عملية بناء جدار الفصل العنصري فوراً، وطالب وطالب السلطة الفلسطينية بالذهاب بقرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار والاستيطان في لاهاي للأمم المتحدة، حيث لا يمكن أن يفهم كيف نتفاوض على قضايا الحل النهائي وهذا الجدار يحدد الحدود من جهة واحدة. 3_ رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف عمليات الاجتياح لكل الأراضي الفلسطينية، ثانياً العمل على الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال. ثالثاً، نحن نرى بكل إخلاص ودقة أن عملية سلام متوازنة وحقيقية تثمر سلاماً دائماً وحقيقياً ووصول الفلسطينيين إلى حقوقه الوطنية وحقوق لاجئيهم وحقهم من التحرر من نظام الأبارتهايد لا يمكن أن يتم دون إيجاد وسيلة للحوار الوطني والمصالحة الوطنية.