آفاق المستقبل للكفاح الشعبي - ناصيف الديك

آفاق المستقبل للكفاح الشعبي - ناصيف الديك

لم يعد يخفى على احد بأن البعد المحوري للحملة الظالمة التي يتعرض لها شعبنا والتي تتخذ أشكالاً متعددة.من التهديدات والاجتياحات والضغوطات والاغراءت، كلها تنحصر في هدف واحد وهو عزل الشعب الفلسطيني وتحقيق بعض التنازلات السياسية. وعلى ان يقود ذلك أيضا إلى إيجاد فريق فلسطيني قابل للتعايش مع الاحتلال الإسرائيلي في حكم ذاتي هزيل.إن ذلك كله كان الجواب والرد القوي على الممارسة الديمقراطية للشعب الفلسطيني والتي شكلت حافزا لكل قوى التغيير في المنطقة نحو تحرير المنطقة من انظمة الحكم البالية. وكذلك من اجل رسم خارطة سياسية جديدة للمنطقة تتوافق مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية ( شرق أوسط جديد).

وهنا لا بد لنا كفلسطينيين من العمل على استمرارية نضالنا الوطني، والإبداع في إيجاد أشكال مختلفة لنضالنا لتحقيق هدف الوصول للتحرر والاستقلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية .

النضال السياسي الفلسطيني اتخذ عدة إشكال وبعدة وسائل تتناسب حسب معطيات المراحل التي مر بها، من العمل المقاوم المسلح إلى النضال الشعبي المقاوم وأحيانا كثيرة كان يتم تغليب شكل على أخر ولكن دون دراسة علمية لذلك ودون توافق وطني أيضا على ذلك الشكل.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السلاح لم يتمكن يوما وبمفرده من تحقيق النجاحات الوطنية. وكل الشعوب التي نالت استقلالها عرفت كيف تمارس كل إشكال النضال السياسي حتى وصلت لأهدافها بالتحرر والاستقلال. كما أنه لكل دولة ظروفها الخاصة. فالصين الشعبية على سبيل المثال كانت قادرة وبسهولة ويسر على استرجاع هونغ كونغ وطرد البريطانيين منها، والمهاتما غاندي كان قادرا على بناء قوة عسكرية ضخمة ومحاربة البريطانيين وإخراجهم من شبه الجزيرة الهندية، لكنها لم تفعل في كلتا الحالتين.بل عملتا على بناء أوسع حركة شعبية وطنية للنضال هناك.

إن النضال الشعبي أو الجماهيري لا يعني إطلاقا وقف المقاومة والنضال ضد الاحتلال أو تسليم السلاح. كل ما هو مطلوب منا نحن الفلسطينيون أن نحدد وان نتوافق على شكل الكفاح الذي نريد، فلا يعقل أن لا نكون متفقين على ذلك حيث عدم اتفاقنا هو نقطة ضعف رئيسية في نضالنا من أجل التحرر والاستقلال. وكلنا نستطيع أن نتخيل حجم النضال والمشاركة فيه ونتائجه إذا كانت كل قوى الشعب متفقة عليه وداعمة له ومنخرطة فيه كما كان في الانتفاضة الشعبية الأولى عام 87. إنه ونتيجة لمجموع الظروف والعوامل المحيطة بقضيتنا وبمشروع نضالنا فإننا نرى بأنه لابد لنا من العودة للعمل الشعبي والنضال الجماهيري وذلك لأكثر من سبب:

الأول: إعادة المشروعية النضالية للشعب الفلسطيني وحقه في دحر الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. الثاني: إقرار إسرائيل وقيادتها السياسية ( شارون) بالذات باستحالة استمرار سيطرة شعب على شعب آخر، وهذا ما كان ليتحقق بدون الانتفاضة الشعبية المجيدة. الثالث: عسكرة الانتفاضة بلغت منتهاها في الوقت الحاضر وعلينا إعادة وضع البرامج للمرحلة القادمة. الرابع: ضرورة تفعيل النضال الجماهيري الواسع عوضا عن المجموعات القتالية الصغيرة. ففي حين يصعب التصدي والقضاء على النضال الجماهيري، فإنه من السهولة وأمام انكشاف "بر وسماء وبحر فلسطين" أمام إسرائيل مما يسهل عليها توجيه ضربات قوية وموجعة للمقاتلين والمناضلين الأفراد.

لقد أكدت تجارب كل الشعوب ومنها تجربتنا الوطنية بأن الحق القانوني والتاريخي والديني الذي نملكه لا يكفي وحده لإجبار غيرنا بإعادته إلينا. فالواقع الذي أقامته إسرائيل فوق الأرض الفلسطينية (الاستيطان والجدار) لا يستطيع الحق القانوني وحده التغلب عليه. لذلك علينا أن نعيد تقييم الموقف نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً وتحقيقا للمصالح الوطنية الفلسطينية. وهنا تكمن أهمية العمل على بناء حركة مقاومة شعبية.

علينا أن نعيد رسم صورة النضال الوطني الفلسطيني أمام أنفسنا أولا وأمام العالم ثانيا. فنحن أصحاب حق لا يرقى إليه الشك. لذلك لا بد من إعادة وضع المعالم المميزة لنضالنا الوطني الذي اكتسب شرعية دولية فاقت بكثير ما حققته إسرائيل.

العالم كله تغير فالواجب والمسؤولية يدعونا إلى إعادة تكييف نضالنا لكي لا يلقى بنا خارجا. علينا أن نكون ماهرين في ممارسة حقنا فوق تراب فلسطين علينا ان نعرف كيف ننشر الرواية الفلسطينية الحقيقية لنضال شعبنا إمام العالم اجمع حتى نتمكن من التأثير فيه لصالح قضيتنا، علينا ان نعرف كيف نطور من نضالنا الشعبي والجماهيري القادر على لجم الرواية الاسرائيلية حول مشروعية نضالنا الوطني.

نماذج من النضال الجماهيري الفلسطيني

1-    الانتفاضة الشعبية الاولى والثانية

2-    معركة مقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان

3-    لجان التضامن الدولية

4-    اللجان الشعبية المحلية

5-    لجان العمل التطوعي

6-    حملة مقاطعة بضائع وأدوات الاحتلال ومؤسساته محليا ودوليا