مساهمات الفلسطينيين في لبنان- مروان ابو زلف

مساهمات الفلسطينيين في لبنان-  مروان ابو زلف
لا يتخيل الكثير منكم حجم الدور الذي لعبه وما يزال يلعبه الفلسطينيون حتي اليوم في اقتصاد لبنان وإن كان ذلك عليه تعتيم شديد، فالفلسطيني في لبنان إن كان مخطئا فهي فضيحة وعليها شهود وإن كان منجزا فتكتم علي الأمر ولا تعلنه هذه هي الحقيقة. هل تعلمون أن فلسطينيي لبنان في الإمارات يحولون سنويا إلي لبنان وهذا بحسب جريدة الخليج 368 مليون دولار! هل تعلمون أن خريجي الجامعة الأمريكية في لبنان من الفلسطينيين إما يتساوي عددهم أو يزيد عن اللبنانيين، وعندما تدخل الجامعة هذه قاعة طلال أبو غزالة وهذه قاعة حسيب صباغ واسماء اخري جميعهم فلسطينيون ممن ساهموا في بناء وتطوير الجامعة بتبرعات خاصة منهم. وإليكم بعض من الأسماء التي تنحدر من أصل فلسطيني في لبنان ولعبت دورا كبيرا فيه وأكرر هناك تعتيم كبير علي ذلك وإن ظهر هؤلاء فيظهرون كلبنانيين بسبب تجنيسهم وليسوا كفلسطينيين!
لم يبدأ الازدهار اللبناني، فعلا، إلا بعد نكبة فلسطين في سنة 1948. قبل تلك الحقبة، وحتي ثلاثينيات القرن العشرين، كان لبنان مجرد مجموعة من القري المتناثرة في الجبل تتميز بهواء صحي ملائم للمصطافين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين. لكن، بسقوط فلسطين سنة 1948، حمل اللاجئون معهم إلي لبنان دفعة واحدة نحو 15مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 15 مليار دولار بأسعار هذه الأيام.
وهذا الأمر أطلق فورة اقتصادية شديدة الايجابية، فاليد العاملة الفلسطينية المدربة ساهمت في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، والرأسمال النقدي أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع. وكان لإقفال ميناء حيفا ومطار اللد شأن مهم جدا في تحويل التجارة في شرق المتوسط إلي ميناء بيروت ثم في إنشاء مطار بيروت الدولي بعدما كان مطار بئر حسن مجرد محطة متواضعة لاستقبال الطيارات الصغيرة.
وفي هذا السياق لمع في لبنان الكثير من الفلسطينيين الذين كان لهم شأن كبير في الازدهار اللبناني أمثال: يوسف بيدس (مؤسس بنك إنترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط واستديو بعلبك) وحسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولينccc)، ورفعت النمر (البنك الاتحادي العربي) ثم (بنك بيروت للتجارة) و(فيرست بنك إنترناشونال) وباسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين) وزهير العلمي (شركة خطيب وعلمي) وريمون عودة (بنك عودة) وتوفيق غرغور (توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة). وأول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله)، وأول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي (محلات عطا الله فريج) الفلسطيني، وأول الذين أسسوا محلات السوبر ماركت في بيروت هو السيد أودين أبيلا الفلسطيني، وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي وكازينو لبنان، وأول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان، وأول من بادر إلي إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاجي الفلسطينيان، علاوة علي عبد المحسن القطان ومحمود فستق وغيرهم الكثير.
واشتهرت، في البدايات الأولي بعد النكبة، بعض العائلات الفلسطينية التي كان لها شأن بارز في تطوير بساتين الجنوب مثل آل عطايا. كما كان لليد العاملة الفلسطينية حضور في معامل جبر وغندور وعسيلي واليمني، و من بين أساتذة الجامعات من الفلسطينيين نقولا زيادة وبرهان الدجاني ونبيه أمين فارس وصلاح الدباغ ونبيل الدجاني ويوسف الشبل وجين مقدسي وريتا عوض وفكتور سحاب ويسري جوهرية عرنيطة ورجا طنوس وسمير صيقلي ومحمود زايد وعصام مياسي وعصام عاشور وطريف الخالدي. وبرز من بين الفنانين التشكيليين جوليانا سيرافيم، وبول غيراغوسيان، وناجي العلي، وإبراهيم غنام، وتوفيق عبد العال، ومليحة أفنان، وإسماعيل شموط، ومحمد الشاعر، وكميل حوا.
وفي الصحافة ظهرت كوكبة من الفلسطينيين في لبنان كان لها شأن وأثر أمثال: غسان كنفاني، ونبيل خوري، ونايف شبلاق، وتوفيق صايغ، وكنعان أبو خضرا، وجهاد الخازن، ونجيب عزام، وإلياس نعواس، وسمير صنبر، وإلياس صنبر، وإلياس سحاب، وخازن عبود، ومحمد العدناني، وزهدي جار الله.
وأول من وصل إلي القطب الجنوبي في بعثة علمية ورفع العلم اللبناني هناك هو الفلسطيني اللاجئ إلي لبنان جورج دومياني. ومن رواد العمل السياحي في لبنان سامي كركبي الفلسطيني، الذي كان أول من جعل مغارة جعيتا علي مثل هذا البهاء، وأول من قاد طيارة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط MEA هو حنا حوا الفلسطيني. ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت الفلسطيني وليد الخالدي. وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم، والدكتور إحسان عباس. ومن رواد العمل الإذاعي كامل قسطندي، وغانم الدجاني، وصبحي أبولغد، وناهدة فضلي الدجاني، وعبد المجيد أبو لبن، وشريف العلمي، ورشاد البيبي. ومن رواد الفرق المسرحية والعمل الإذاعي أيضا الأستاذ صبري الشريف، الذي كان له الفضل الكبير علي الأخوين رحباني وعلي مهرجانات بعلبك. ومن رواد علم الآثار الحديث في الجامعات اللبنانية الفلسطيني ديمتري برامكي مدير متحف الجامعة الأمريكية.
ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان كل من جميل علي، وسالم خميس، وعبد الملك الناشف، ووصفي حجاب.
وكان أحمد شفيق الخطيب وقسطنطين تيودوري رائدي العمل القاموسي، وسعيد الصباغ أول من تخصص في رسم الخرائط.. وأول من أطلق فكرة تأسيس مدارس تعليم اللغة الإنكليزية كان الفلسطينيان إميل أغابي وإدي جمل. وأول رئيس عربي مقيم للجامعة الأمريكية هو الفلسطيني الدكتور إبراهيم السلطي. ومن رواد الموسيقي في لبنان من الفلسطينيين فريد وحنا، وريتشارد السلفيتي، وحليم الرومي، وابنته ماجدة الرومي، إن أرادت، ورياض البندك، وسلفادور عرنيطة، وألفاريس بولس، ثم سليم سحاب، وعبد الكريم قزموز، وعبود عبد العال، ومحمد غازي. واشتهر في التربية قيصر حداد، وصادق عمر، وجورج شهلا. وأول فرقة للرقص الشعبي أسسها الفلسطينيان مروان جرار، ووديعة حداد جرار. وأول من أسس الفرق الكورالية الموسيقية كانا الفلسطينيان الفاريس بولس، وسلفادور عرنيطة، وهذا كله غيض من فيض.