غزة – المبادرة -نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية ندوة جماهيرية موسعة في محافظة رفح حول الحصار المفروض على قطاع غزة و تداعياته و آليات مواجهته ، و حضر الندوة عدد كبير من المواطنين و ممثلي القوى و المؤسسات و الوجهاء و الشخصيات المستقلة ، و تحدث في اللقاء الذي أداره منسق المبادرة في رفح سامي البهداري كلاً من د. غازي حمد ، و المحلل السياسي أ. طلال عوكل و القيادي في المبادرة د. عائد ياغي .
و افتتح البهداري اللقاء ناعياً و مترحماً على أرواح شهداء المجزرة الإسرائيلية في البريج و على كل شهداء الشعب الفلسطيني ، و أكد على أن هذه المجزرة شاهد آخر على الإجرام الإسرائيلي الذي لا يتوقف و الذي تتصاعد حدته يوماً عن يوم ، هذا العدوان ما كان ليصل إلى هذه الدرجة لولا حالة الانقسام السياسي التي يعيشها شعبنا و قضيتنا و هي مؤشر خطير يهدد نضال و تضحيات الآلاف من أبناء شعبنا على مدار عقود كاملة سطر فيها أروع الملاحم بصموده و تمسكه بأرضه . كما قدم للقاء اليوم متحدثاً عن الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة بشكل يتنافى و أدنى القيم الإنسانية و يتعارض مع كل المواثيق الدولية .
و ألقى حمد كلمة تحدث فيها عن الحصار الموجود أصلاً منذ بداية الاحتلال و ازداد بعد انتخابات التشريعي الأخيرة ليصل إلى ذروته اليوم ، و عزا ذلك إلى حالة الانقسام التي يعيشها شعبنا ، مما يستوجب العودة إلى الوحدة الوطنية ، كما دعا حمد إلى ضرورة العمل من أجل تغيير الصورة المعتمة لشعبنا أمام العالم عبر معالجة الوضع القائم ، حيث لا تستطيع فتح وحدها و لا حماس وحدها إدارة المعركة مع الاحتلال ، مما يستدعي ضرورة العودة إلى الحوار .
من جهته تحدث عوكل عن ضعف الخطاب الفلسطيني الموجه للعالم و للأشقاء العرب لأنه خطاب مبني على الانقسام و التحريض المتبادل ، كما تحدث عن تدحرج الحصار الذي وصل إلى القمة اليوم ، حيث نجحت إسرائيل في فرضه على القطاع بدءً من انفصالها أحادي الجانب عنه لتدفع القطاع للانسلاخ عن الوضع الفلسطيني العام ، و هنا دعا عوكل حركة حماس لتفويت الفرصة على إسرائيل بقبولها بمبادرة الرئيس لفتح المعابر و إنهاء الحصار مع حقها في تسجيل تحفظاتها .
و في كلمة المبادرة تحدث ياغي عن التداعيات الكارثية للحصار المفروض على قطاع غزة اليوم مؤكداً بأن هذا الحصار يستهدف المشروع الوطني الفلسطيني لتقويضه ، و أضاف ياغي بأن هذا الحصار ليس بجديد ، حيث حاصرت إسرائيل الرئيس الراحل أبو عمار من قبل ، لكن الحصار ازداد بعد انتخابات التشريعي 2006 م و هو موجه ضد كل الشعب الفلسطيني إلى أن وصل إلى الذروة بعد استيلاء حماس على السلطة في قطاع غزة . و أضاف ياغي " لفك هذا الحصار لابد من إنهاء حالة الانقسام الحادثة عبر تمهيد الأجواء و وقف التحريض و التراشق الإعلامي و تراجع حماس عن حسمها لنصل إلى حوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني و اتفاق القاهرة يقود إلى التوافق الوطني مما يؤدي إلى استعادة اللحمة الوطنية و من ثم تشكيل حكومة انتقالية تمهد لإجراء انتخابات جديدة "