النائب البرغوثي:هذا يوم حزين واسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد الانسانية يتحمل العالم مسؤوليتها
استخدام تعبير المحرقة يكشف عنصرية ولا سامية حكومة اسرائيل


رام الله :اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان هذا يوم حزين في تاريخ الشعب الفلسطيني في ظل ما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة من جرائم حرب ومجزرة ضد المدنيين بشكل فاق كل الحدود.
 
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في استوديوهات راماتان في رام الله  ان اسرائيل استخدمت على مدى الايام الاربعة الماضية اعتى انواع الاسلحة من طائرات اباتشي وطائرات "اف 16" المتطورة والمدافع والدبابات والصواريخ والسفن البحرية في قصف جنوني على قطاع غزة.
 
واضاف البرغوثي ان مئة شهيد سقطوا منذ الاربعاء الماضي من بينهم 64 منذ امس وخمسة اليوم الى جانب 304جريح منهم 100 جرحوا امس بينهم 25 طفلا وان 20 جريحا في حالة الخطر وان هناك جرحى فقدوا اطرافهم وان احد الجرحى هو سائق سيارة اسعاف اصيب اثناء قيامه بواجبه الانساني وان جريحا اصيب مرة ثانية في عينه وهو على نقالة في سيارة الاسعاف.
 
اسرائيل نفذت محرقة بحق اطفال غزة
واكد البرغوثي ان الا طفال كانوا الهدف المركزي للجيش الاسرائيلي وان فلنائي نفذ محرقة بحق الاطفال الفلسطينيين وان اليوم سياتي الذي يحاكم فيه امام المحاكم الدولية على جرائمه.
 
واشار البرغوثي ان قوات الاحتلال قتلت 16 طفلا وجرحت 46 طفلا خلال الايام الاربعة الماضية من بينهم اصغر الاطفال سنا الذي استشهد وعمره يومان ليضاف الى الطفل محمد البرعي الذي لم يتجاوز الخمسة اشهر والذي استشهد في منزله قرب مقر الاغاثة الطبية في قصف للطائرات الاسرائيلية وهو ثمرة زواج عمره 5 سنوات بعد محاولات مضنية وعلاج لاسرته لانجاب طفل بسبب حالة العقم.
 
ودعا البرغوثي الصحفيين الى ابراز الجانب الانساني وليس سرد ارقام عن الشهداء والجرحى لاننا لسنا مجرد ارقام .
 
واستعرض البرغوثي عددا من الشهداء كالطفلتين الشقيقتين سماح وسلوى زيدان وكذلك الشقيقان اياد وجاكلين ابو شباك والاب بسام وابنه محمد عبيد والاخوان وامهم ابراهيم وخالد وسعاد عطا الله .
العدوان طال المؤسسات الطبية
واوضح البرغوثي ان اعتداءات الاحتلال لم تقتصر على جانب بعينه بل امتدت الى الخدمات الطبية كالاغاثة الطبية وهذا نموذج للاعتداء الذي نفذ على المركز الرئيسي للاغاثة وسيارة الاسعاف التي تستخدم كعيادة متنقلة لمساعدة 120 الف شخص في القطاع وتدمير الصيدلية المركزية والعيادة وكل الاجهزة والمركز المتخصص في تقديم الادوات المساعدة للجرحى وذوي الاعاقة وهو المركز الوحيد في قطاع غزة الذي يقدم هذه الخدمة الامر الذي سيؤثر على 120 الف مواطن و 400 من ذوي الامراض المزمنة الذين كانوا يتلقون الخدمات من الاغاثة.
 
واشار البرغوثي الى ان الوضع الصحي في غزة خطير جدا بسبب العدوان الاسرائيلي حيث ان جميع المشافي في حالة طوارئ وان كثيرا منها تفتقر الى الوقود الكافي للعمل الى جانب العبئ الكبير من الجرحى وغياب التجهيزات الكافية مما ادى الى ايقاف العمليات في بعض تلك المشافي وانعددا كبيرا من الجرحى بحاجة ماسة للعلاج في الخارج داعيا مصر الى فتح الحدود امام المصابين لتلقي العلاج.
 
وقال البرغوثي ان الدمار الحاصل في غزة ليس فقط بسبب العدوان وانما ايضا بسبب الحصار المستمر منذ كانون ثاني من عام 2006 ،وان ما نشهده اليوم هو نشوء كارثة انسانية عبر تراكم منهجي قامت به اسرائيل.
الصواريخ هي رد على العدوان وليس العكس
واضاف ان الهجمات الاسرائيلية هي جزء من مخطط عام وليست ردة فعل او عمل طارئ ،وان الرواية الحقيقية ان الهجمات الاسرائيلية ليست ردا على الصواريخ بل ان الصواريخ كانت ردا على الهجمات الاسرائيلية عبر استفزاز اسرائيل لحماس بقتل خمسة من افرادها في هجوم مدمرمما يعني ان اسرائيل هي التي استفزت رد الفعل بقصد وبتخطيط مسبق وان الصحف الاسرائيلية مليئة بالمعلومات التي تؤكد ان اسرائيل كانت تنتظر الربيع للشروع بهجوم بري على القطاع.
 
واكد النائب البرغوثي ان ما تقوم به اسرائيل هو استكمال لانابوليس الذي استخدمته لتفريغ أي عملية سياسية من أي مضمون لتحييد المبادرة العربية وكغطاء لجرائمهم وانه من الواضح ان اسرائيل قررت انها لاتريد دولة فلسطينية مستقلة ولا تريد سلاما ولا مفاوضات وان ما تريده هو تدمير فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وان تفصل الضفة عن غزة وان تدمر كل ما ناضل الفلسطينيون من اجله على مدار الاربعين عاما الماضية وتحويل الفلسطينيين الى مجموعة سكانية في غزة يلقى بعبئها على مصر ومجموعة سكانية في الضفة مفصولة بالجدار والحواجز عن الارض ويلقى بعبئها على الاردن.
 
كما اكد ان ما تقوم به اسرائيل يهدد الامن القومي في المنطقة وان هذا هو عدوان على كل العرب بشكل استراتيجي.   
 
نسبة الهجمات الاسرائيلية وصلت الى 250%
وقال البرغوثي انه منذ انابوليس حتى اليوم زادت الهجمات الاسرائيلية بنسبة  250 %  حيث قامت اسرائيل منذ انابوليس ب 1066 هجوما منها 460 في الضفة التي لايوجد فيها صواريخ و 606 على القطاع.
واكد النائب البرغوثي انه منذ انعقاد اجتماع انابوليس حتى اليوم سقط 304 شهيدا منهم 24 في الضفة و 280 في القطاع بينهم 21 طفلا.
 
واوضح البرغوثي ان عدد الجرحى الذين سقطوا منذ انابوليس 855 جريحا منهم 214 في الضفة و641 في القطاع بينهم 120 طفلا .
 
من يحتاج الامن الفلسطينيون اكثر من الاسرائيليين
وقال البرغوثي ان الحقائق تؤكد ان من يحتاج الامن هو الشعب الفلسطيني اكثر من الاسرائيليين مشيرا بذلك الى ان سبعة اسرائيليين فقط قتلوا خلال تلك الفترة  منهم اربعة جنود وشرطي قتلوا خلال الهجمات على الفلسطينيين  .
 
 
 
اسرائيل استغلت انابوليس لكسب الوقت
وقال البرغوثي ان التوسع الاستيطاني زاد منذ انابوليس بوتيرة تفوق احد عشر ضعفا ما كان عليه في عام 2004.
 
واضاف ان عدد الحواجز ارتفع من 521 حاجزا منذ انابوليس الى 562 حاجزا وان الجدار يجري البناء به بوتيرة متسارعة وان المفاوضات متعطلة وانه لاتوجد مفاوضات بل مجرد لقاءات لا تبحث في اية امور جوهرية.
 
واشار الى ان نسبة عدد من قتلوا من الفلسطينيين مقارنة مع الاسرائيليين بلغت 4-1 من عام 200-2005 وفي عام 2006 وصلت الى 30-1 وفي عام 2007 اصبحت 40-1 والان ومنذ انابوليس 41-1 .
 
واكد ان عدد الاطفال الذين قتلتهم اسرائيل منذ عام 2000 وصل الى 983 طفلا  الى جانب جرح عشرين الف طفل منهم 1500 طفل اصبحوا معاقين،مما يدل على استهتار اسرائيل بكل الاعراف والقوانين الانسانية وانها لم تكن لتفعل ذلك لولا حالة الصمت الدولي حيال مجازرها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
 
يجب اجراء مراجعة سياسية للوضع القائم
وقال البرغوثي ان تصريحات متان فيلنائي كشفت الروح الحقيقية للجيش الاسرائيلي وانه عندما تحدث عن محرقة وهولوكست فانه يمارس ليس فقط العنصرية ضد الشعب الفلسطيني بل يمارس اللاسامية وهو يفخر بان يكرر ما ارتكبه ابشع مجرمي النازية في التاريخ.
 
ودعا الى مراجعة سياسية للوضع القائم مؤكدا ان هذه المراجعة تتطلب اولا:ان يدرك الجميع ان عملية انابوليس  ولدت ميتة وان اسرائيل قامت بدفنها امس وان المطلوب ليس فقط قرارا تكتيكيا بتعليق المفاوضات التي تتستر خلفها اسرائيل بل وقفها نهائيا للتاثير بمجتمع دولي غير قادر على التفاعل ولا يقوم بما يجب ان يقوم به في ظل حجم الجريمة الاسرائيلية وثانيا:ان تركز الجهود الان على استعادة الوحدة الوطنية ووقف الحملات الاعلامية المتبادلة بين فتح وحماس حرصا على المصلحة الوطنية العامة،وثالثا: ان يبدا العرب بتجاوز الانقسام الذي يعيشونه وان يكون الدم الفلسطيني موحدا لهم والشروع بحملة دولية لفرض عقوبات على اسرائيل وتفعيل المجتمع الدولي لدفعه نحو حملة محاسبة لاسرائيل على ما تقوم به من خرق للمواثيق الدولية.
 
واعرب عن شكره لشعبنا على هبته الشعبية والتظاهرات الواسعة في كل انحاء الضفة تضامنا مع اهلنا في القطاع وتاكيدا على وحدة غزة والضفة داعيا الفلسطينيين في الشتات الى النهوض و الالتصاق بهموم شعبنا لكي تفهم اسرائيل ان غزة ليست وحدها في ظل الجرائم الاسرائيلية.
 
وقال ان ما عاشته الاراضي المحتلة يذكرنا بالانتفاضة الشعبية الاولى حيث هب الشعب بشكل موحد في كل المحافظات لنصرة غزة.