غازي بني عودة- قال امين عام المبادرة الوطنية النائب د. مصطفى البرغوثي، "إننا لسنا في مرحلة حل الصراع، وان ما يجري ليس غير ادارة للصراع القائم"، وحذر من مخاطر حقيقية لحرب كبيرة في المنطقة ترمي اسرائيل من خلالها لكسر ارادة شعوب المنطقة.
واكد البرغوثي خلال لقاء نظمه تجمع مؤسسات المجتمع المدني وجمعية مركز حواء للثقافة والفنون في نابلس، على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولي ضد نظام الفصل العنصري الذي تكرسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ومركزية دعم صمود المواطنين وتعزيز الوحدة الوطنية كسبيل لمواجهة المخططات الاسرائيلية التي تناقض أي توجه للسلام والتوصل الى حل.
وشاركت في الندوة، التي تناولت المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية، الى جانب البرغوثي، رئيسة مركز حواء غادة عبد الهادي، وادار الحوار المحامي فضل عسقلان.
واستعرض البرغوثي جملة من الحقائق التي تعكس جوهر وحقيقة السياسة والمخططات الاسرائيلية، موضحا ان ما يجري على الارض لا يتسق بحال مع أي توجه حقيقي للسلام.
واشار الى تسجيل ما مجموعه 1502 هجوم اسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ مؤتمر انابوليس، موضحا ان 46% منها وقعت في الضفة الغربية، ما يكشف زيف الادعاء الاسرائيلي الذي يحاول تبرير ذلك باطلاق الصواريخ غير الموجودة في الضفة.
واوضح انه أسفر عن الهجمات الاسرائيلية (منذ انابوليس) استشهاد 344 فلسطينيا، بينهم 39 طفلا، علما ان مجمل الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال العام الماضي 2007 بلغ 452 شهيدا، ما يكشف حدة وحجم التصعيد الاسرائيلي الذي اعقب "انابوليس".
ومقابل هذا، قتل ما مجموعه 15 اسرائيليا، منهم خمسة قتلوا اثناء هجمات نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي ضد تجمعات فلسطينية.
ولفت البرغوثي الى ان اسرائيل افرجت، في اطار حسن النوايا عن 788 معتقلا فلسطينيا، لكنها خلال المدة ذاتها اعتقلت ثلاثة اضعاف هذا العدد (2175 فلسطينيا).
ونوه الى التصعيد الاستيطاني ولعبة النقاط الاستيطانية العشوائية التي تنفذها الحكومة الاسرائيلية وما تسعى له من خلال ذلك لحصر الموضوع في بعض النقاط وتكريس كافة المستوطنات القائمة وتحويلها الى تجمعات استيطانية تمزق أية امكانية لاقامة دولة فلسطينية متصلة على الارض.
وقال: لقد ازدادت وتيرة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية باكثر من 20 مرة عما كانت عليه قبل انابوليس، وعمليات البناء الاستيطاني السريعة تجري في 101 مستوطنة يتم تحويلها لتجمعات استيطانية، لافتا الى سلسلة القرارات الاستيطانية التي صدرت بعد مؤتمر انابوليس، والتي تشمل انشاء ما مجموعه 11500 وحدة استيطانية جديدة.
ونوه الى ان حجم المستوطنات ارتفع منذ التوقيع على اتفاقات اوسلو بنسبة 120%، الامر الذي يطرح بقوة السؤال المتعلق بمبرر الاستمرار في التفاوض مع الجانب الاسرائيلي، طالما ان الهدف الفلسطيني يتعلق باسترداد الارض واقامة الدولة فوقها.
ونوهت عبد الهادي الى اقتراب العملية السلمية والتفاوضية من الفشل بسبب سياسات اسرائيل واستمرارها وتصعيدها للاعمال الاستيطانية والحصار والاعتداءات.