أربعة أضلاع، رف واحد- عكيفا الدار- كاتب دائم في الصحيفة- هآرتس

       (المضمون: لن ينجح أي اتفاق مع عباس اذا لم تسوى مشكلة حصار غزة ومقاطعة حماس، رفع الفيتو الامريكي – الاسرائيلي على حكومة الوحدة، تطبيق التعهدات في رفع الحواجز وحث الاخلاء للمستوطنات  المصدر).

           قبل ان يتخلى ايهود اولمرت عن كل هضبة الجولان، جدير جدا برئيس الوزراء أن يفكر بالقدس. فبعد أن تعيد الى السوريين جبل الشيخ، كيف ستقنع اسرائيل الفلسطينيين في أن تبقي في يدها جبل "حوما"؟ كيف يمكن للفلسطينيين – وهم الطرف العربي الاضعف – ان يتخلوا لليهود عن الذخر الاغلى ثمنا؟ ولكن لنفترض أن جس النبض في القناة السورية بالذات سيشجع الرئيس محمود عباس (ابو مازن) على المسارعة الى التوقيع على "اتفاق رف" يتجاوز شاس والقدس. لنفترض أن اولمرت سيعرض هذه الوثيقة على اختبار مفاجيء للجمهور.

          ماذا ستكون نتائج الانتخابات او الاستفتاء الشعبي على اتفاق لنقل معظم اراضي الضفة الى سيطرة الفلسطينيين في الوقت الذي تطلق فيه حماس القسام من الاراضي التي سبق أن سلمت الى ايديها؟ شمعون بيرس يروي كيف يمكن لحماس أن تجعل سياسي محبوب خاسر منتظم. ولم نقل شيئا عن الخطر في أن يكرر احد المعجبين بباروخ غولدشتاين السير في درب  الدكتور – القاتل الذي سعى الى احباط اتفاق اوسلو الثاني. من أجل وقف التدهور لا يكفي التقدم في المفاوضات بين حكومة اسرائيل وقيادة فتح. اقتحام المأزق يستدعي تغيير متناظر في السياسة على ثلاثة محاور اخرى: اسرائيل حماس، فتح حماس واسرائيل- المستوطنين. ينبغي فحص الصلات بين هذه الاضلاع الاربعة ومصالح كل واحد من الاطراف.

          الضلع الاول: حتى لو تبين أن ابو مازن يائس لدرجة انه مستعد للتوقيع على اتفاق لا يذكر القدس ولا يقترح حلا منطقيا لمشكلة اللاجئين، فان اولمرت ملزم بان يختطف القلم من يد شريكه الفلسطيني. من الافضل تخييب أمل الرئيس الامريكي، الذي سيأتي هنا مع توقعات ببعض التحسينات لانابوليس، من تحويل الرئيس الفلسطيني الى خائن في نظر ابناء شعبه. لفخر حماس وشهداء الاقصى. وماذا سيخرج لنا اذا ما وقعنا فتح على تنازلات كبيرة وبعد ذلك تبين أن اغلبية الجمهور الفلسطيني ترفض الايفاء بها؟ فمن يريد جدا جيراننا ديمقراطيين، ينبغي أن يأخذ بالحسبان ان لديهم هم ايضا اضطرارات في السياسة الداخلية. كيف سيبيع ابو مازن اتفاقا تتعهد فيه اسرائيل بانهاء الاحتلال في المستقبل، اذا لم تكن اوفت في الماضي وفي الحاضر بتعهداتها برفع بضع عشرات من الحواجز؟

          الضلع الثاني: طالما ان حماس ليست جزءا جوهريا من الحل، فانها ستواصل كونها اساس المشكلة. مع مرور نحو سنة على الحصار على قطاع غزة، حان الوقت لابلاغ اصدقائنا في الرباعية بان سياسة المقاطعة لم تهزم حماس. ينبغي أن نشجع المصريين على استكمال صفقة وقف اطلاق النار وتحرير السجناء وتبني خطة رئيس الوزراء سلام فياض في نقل معابر الحدود بين غزة واسرائيل الى سيطرة السلطة الفلسطينية. مقابل رفع الحصار ستكون حماس مطالبة بان تسمح لفتح بادارة المفاوضات على التسوية الدائمة بارتياح. بهذه الطريقة سيكون ممكنا احداث تغيير ايجابي في محور اسرائيل – حماس، وكذا تقدم المصالح الاسرائيلية في محور فتح – حماس.

          الضلع الثالث: على الولايات المتحدة واسرائيل أن تسحبا الفيتو الذي فرضتاه على حكومة الوحدة الفلسطينية. طالما كان التياران السياسيان المركزيان في المناطق يتقاتلان الواحد ضد الاخر، وغزة تصبح كيانا منفصلا عن الضفة، فلا أمل في ان تخلق في المناطق اجواء مصالحة واستعدادات لحلول وسط. الامر سيلزم ابو مازن ورجاله بتجاوز كبريائهم المهان وان يعيدوا توزيع كعكة السلطة.

          الضلع الرابع: محاولة فك الارتباط عن غزة تدل على أن تأجيل التصدي لاخلاء المستوطنات حتى اللحظة الاخيرة تساعد المتطرفين تطبيق خطة الاخلاء الطوعي لمستوطنين من الضفة ستدل كم يبالغ السياسيون بقوة المستوطنين الايديولوجيين. اصلاح مسار الجدار في المقاطع التي شكلت فيها "اعتبارات الامن" غطاء لتوسيع الكتل الاستيطانية وازالة عدد لا حصر له من الحواجز التي لا تخدم سوى المستوطنين سينبيء الفلسطينيين والعالم بأسره بان هذه المرة ليس كل شيء كلام في كلام.

يكفي ان واحدا من الاضلاع الاربعة هذه يهمل، كي يتحول "اتفاق الرف" الى ورقة جارور اخرى، مثل اتفاق اوسلو وخريطة الطريق. وعندما تكون القاعدة تنفخ في قذالة حماس، فان الفشل من شأنه أن يكون مبددا لسواء العقل. انظروا ردود الفعل على زيارة جيمي كارتر.