غزة – المبادرة - ضمن سلسلة فعالياتها للاحتفال بالذكرى السادسة لتأسيسها ، نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية لقاءً سياسياً مفتوحاً في منطقة واد السلقا في المحافظة الوسطى حضره العشرات من أعضاء و نشطاء و مؤيدي المبادرة و حشد من المواطنين و عدد من قيادات المبادرة في المحافظة ، بالإضافة للقياديين في المبادرة د. عبد الله أبو العطا و د. عائد ياغي .
و في بداية اللقاء الذي أداره منسق المبادرة في الوسطى جهاد عرادة ، هنأ جميع أعضاء و مؤيدي المبادرة و كافة أبناء الشعب الفلسطيني بالمناسبة و وجه لهم التحية على الدور الذي يقوم به كل منهم في موقعه من أجل خدمة القضية الفلسطينية و أبناء شعبنا كافة .
و من ثم تحدث أبو العطا عن تأسيس المبادرة و الظروف التي أدت إلى انطلاقتها من أجل تمثيل الأغلبية الصامتة و العناية بالفئات المهمشة و الضعيفة و خاصة في مناطق التماس و الذين هم يومياً عرضة للبطش الإسرائيلي أكثر من غيرهم من أبناء شعبنا ، بالإضافة لكون المبادرة انطلقت لتعبر عن التمسك بالثوابت الوطنية كاملة دون انتقاص و انتهاج أسلوب الكفاح الشعبي الجماهيري في مواجهة الاحتلال و رفض الحزبية الضيقة و الفئوية و العشائرية و العصبوية المقيتة و تدعو لسيادة القانون و استقلال القضاء و العدالة الاجتماعية و المساواة بين جميع أبناء الشعب و دعم المرأة و الطلبة و الشباب عامة .
من ناحية ثانية تحدث أبو العطا عن مواقف المبادرة السياسية في كل المنعطفات التي يمر بها أبناء شعبنا كونها تتصف بالتميز و بالوطنية و البعد عن المصالح الشخصية ، لقد بذلت المبادرة جهوداً جبارة من أجل الوصول إلى توافق وطني و حكومة وحدة وطنية لأول مرة في تاريخ قضية شعبنا و كان لها الفضل الكبير في ذلك ، كما أنها من البداية لم تنحز إلى أي طرف من أطراف الصراع الداخلي و كانت تعمل دوماً من أجل المصلحة الوطنية العليا ، و دعت و مازالت باستمرار للحوار الوطني الشامل البعيد عن المحاصصة و الحزبية الضيقة ، و كانت المبادرة في رفع قضية الجدار إلى أعلى مستوياتها لأن وصلت إلى محكمة لاهاي التي أفادت بعدم شرعية الجدار ، لقد عملت و مازالت تعمل المبادرة على تعزيز التضامن الدولي مع قضية شعبنا من خلال التحرك المكوكي لأمينها العام د. مصطفى البرغوثي بين مختلف دول العالم و الالتقاء بالنخب و بالشعوب فيها و استجلاب فرق التضامن الدولي إلى الأراضي الفلسطينية ، قال أبو العطا .
من ناحيته تحدث ياغي عن الوضع السياسي المتأزم القائم الناتج عن حالة الانقسام السياسي الذي بلغ عمره عاماً كاملاً و الذي أضر ضرراً بالغاً بقضيتنا و بنضال شعبنا حيث استغلته إسرائيل لتزيد من عدوانها على أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده و تستمر في سياسة الاستيطان و سلب الأراضي دون رقيب أو حسيب و تواصل بناء جدار الفصل العنصري دون رادع ، و تحاصر قطاع غزة حصاراً بشعاً لم يشهد له التاريخ مثيلاً أوصل مستوى حياة المواطنين فيه إلى أدنى درجة ، هذا بالإضافة للاجتياحات المستمرة و القصف شبه اليومي و التدمير المستمر ، و أضاف ياغي طوال هذه الفترة لم تكف المبادرة عن الدعوة و المطالبة و الضغط من أجل إنهاء حالة الانقسام عبر إطلاقها لأول مبادرة بالخصوص " مبادرة الخلاص الوطني " و مشاركتها مع جميع القوى و الفصائل و مؤسسات المجتمع المدني و الشخصيات المستقلة في العديد من الجهود لرأب الصدع و العودة إلى الوحدة الوطنية .
إلى أن جاءت مبادرة الرئيس أبو مازن التي نعتبرها فرصة تاريخية يجب استغلالها و بسرعة و دون وضع أي اشتراطات من أي طرف من الأطراف بهدف تهيئة الأجواء لبدء حوار وطني شامل على أساس وثيقة الوفاق الوطني و اتفاق القاهرة من أجل استعادة الوحدة الوطنية و التفرغ معاً لمواجهة الاحتلال و برامجه الهادفة إلى تصفية قضيتنا المقدسة و العادلة .
و في نهاية اللقاء الذي قدم فيه العديد من المشاركين مداخلات متنوعة ، طالبوا جميعاً بضرورة البدء الفوري بالحوار الوطني الشامل لاستعادة الوحدة و اللحمة الوطنية و الخروج من الحالة المخزية التي يعيشها شعبنا و التي أضرت ضرراً بالغاً بصورته أما مختلف شعوب و دول العالم .