مقابلة خاصة مع النائب البرغوثي

 

وصف الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي قرار لاهاي بأنه انتصار كبير للشعب الفلسطيني وهزيمة لاسرائيل.

وأضاف البرغوثي في الذكرى الرابعة لصدوره ان القرار كان لحظة انعطاف مشابهة لحالة ناميبيا، وانجاز كبير للشعب الفلسطيني، يجب ان يدفعنا الى التفاؤل.

وقال د. البرغوثي ان المحاكمة لم تكن مجرد محاكمة للجدار انما تحولت ايضا الى محاكمة للاحتلال والاستيطان والخروقات الاسرائيلية.

واشار البرغوثي الى ان قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي صدر قبل اربعة اعوام نص على عدم شرعية الجدار وتعارضه بشكل جذري مع القانون الدولي وضرورة ازالته بالكامل وكذلك جميع المستوطنات وكل اجراءات الامر الواقع في القدس مع تاكيده على ضرورة وقف البناء فورا واعادة الاراضي التي سلبت من الفلسطينيين وتعويض الفلسطينيين الذين تضررت اراضيهم من بناء الجدار ومن ازالته .

وقال البرغوثي ان عملية بناء الجدار مرتبطة بعمليات فرض الامر الواقع على الارض مشيرا الى ان بناء الجدار جاء متطابقا مع حقيقة رفض اسرائيل تنفيذ اوسلو وتسليم السلطة الفلسطينية اراض في الجهتين الشرقية والغربية مع ادخال اصابع لضم المستوطنات كما في الخليل.

واكد البرغوثي ان كل ذلك يذكرنا بخارطة مشابهة كانت موجودة في جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري حيث كانت هناك بانتوستانات وداخلها حكومات واحيانا كان يوجد ملك الا ان ذلك لم يكن يعني ان تلك الحكومات مستقلة لان نظام الفصل العنصري هو من كان مسيطرا.

وقال البرغوثي ان هذا النهوض الشعبي هو الرد بعد طول انتظار الناس لتنفيذ قرار لاهاي وتعبها من مفاوضات لم تثمر شيئا ومن استمرار الاستيطان ومن حقيقة انه بعد انابوليس زادت وتيرة التوسع الاستيطاني عشرين مرة ومن حقيقة ازدياد عدد الحواجز من 521 الى 607 حواجز مما دفع المواطنين الى اخذ زمام المبادرة والدفاع عن حقوقهم بانفسهم .

واضاف انه بعد مرور اربعة اعوام  هناك تقصير من منظمة التحرير حيال قرار لاهاي وضرورة التوجه به مجددا الى الجمعية العامة  للامم المتحدة ومجلس الامن كما جرى في حالة ناميبيا وجنوب افريقيا عام 76 للمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل ما لم توقف الاستيطان وتزيل جدار الفصل العنصري مشيرا الى انه جرى تقديم طلب للمجلس المركزي للمنظمة وآخر مشروع قرار باسم خمس قوى فلسطينية يطالب المنظمة بنقل قرار لاهاي الى الامم المتحدة ولم يتم تنفيذ ذلك حتى الان بل بقي القرار الهام في الادراج واستمرت اسرائيل في بناء الجدار .

وقال البرغوثي انها لحظة تاريخية عندما قررت محكمة العدل الدولية بإجماع أعضائها الخمسة عشر ان بناء الجدار هو  انتهاك للقانون الدولي، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإزالته من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك في القدس الشرقية وحولها وتعويض المتضررين من بناء الجدار.

واشار الى ان القرار انطوى على اهمية كبيرة بمطالبته كل الدول أن لا تعترف بالوضع غير القانوني الناجم عن بناء الجدار مع دعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى النظر في أي إجراءات أخرى لإنهاء الوضع غير القانوني للجدار.

ودعا البرغوثي  الدول والمؤسسات الملتزمة بالقانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى العمل بما يتفق مع الرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة الدولية ووضع الآليات المناسبة لتنفيذه.

واكد البرغوثي الذي كان حضر جلسات محكمة لاهاي أن صدور القرار يعد بمثابة نقطة تحول في قضية جدار الفصل العنصري.

واعتبر البرغوثي هذا القرار بمثابة قيمة معنوية تعطي دفعة جديدة لحملة مطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل لاجبارها على ازالة الجدار وانهاء نظام الاحتلال والابارتهايد .

وقال البرغوثي انه من هذه الزاوية يحمل القرار فرصا كبيرة ان احسن استخدامها لتكرار تجربة المقاطعة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ولكنه في نهاية المطاف يعتمد على قرار منظمة التحرير باخذ الموضوع مجددا الى الامم المتحدة والمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل حتى تلتزم بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية.

واختتم البرغوثي بالقول ان القرار هو الأول من نوعه الذي يدين إسرائيل عالميا ودوليا وأمام اكبر هيئة قانونية في العالم.