|
يتعاظم يوما بعد يوم الدور الوطني الذي تتبوؤه المبادرة الوطنية الفلسطينية في شتى الميادين و الممتد من رفح حتى جنين ، و ليس مجرد صدفة أن يحصد تجمع المبادرة الطلابي في جامعة النجاح الوطنية ثلاثة من مقاعد مجلس اتحاد الطلبة فيها ، و إنما يجيء هذا الانتصار كنتيجة واقعية و ترجمة فعلية للجهد و المثابرة التي بذلها أبناء التجمع متسلحين بإرادة التقدم للإمام و لم يكن على الإطلاق تحقيق هذا الانتصار لمجرد أن ينقلنا للتغني أو الاحتفال به بقدر ما أصبح الجمهور الواسع من الطلبة بحاجة ماسة للتجديد في أدوات التعبير عن تطلعاتهم بالإضافة إلى احتياجهم لمن يعبر عن حقيقة طموحاتهم بشكل يحافظ على التوازن بين النضال النقابي المطلبي ، و تعزيز الانتماء الوطني و المجتمعي بما يكفل و يضمن انخراطهم في عملية البناء الاجتماعي القويم من خلال تنمية مهاراتهم و تعزيز قدراتهم و تسخيرها للتطوع و البذل و العطاء و النأي بهم عن الأنانية و تحقيق المصلحة الذاتية بالوصولية و التسلق . لقد برهنت الانتصارات المتلاحقة التي يحققها المبادرون الوطنيون صحة النهج الوطني الذي تنتهجه المبادرة الوطنية منذ تأسيسها عبر التصاقها بهموم و قضايا الجماهير الفلسطينية سيما المصيرية منها و التي بات الابتعاد عنها يهدد نسيجها الاجتماعي و الوطني ، و يدلل انخراط قيادة و أنصار و مؤيدي المبادرة الوطنية في الكثير من أشكال النضال الجماهيري و الكفاح الشعبي و في مقدمتها مشاركتهم في الدفاع عن أرضهم و محاصيلهم الزراعية كالزيتون و الذي كما وصفه ا الأمين العام د . مصطفى البرغوثي بأنه يمثل رمز بقائنا فانه يدلل و يؤكد على عمق الأهمية لهذا النمط الكفاحي المستمد من قوة الجماهير و التي بدورها تشكل الحصن المتين و الدرع الواقي له و عليه فان هذه الجماهير أحوج ما تكون ألان و أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز صمودها بشكل حقيقي و فعلي فوق أرضها عنوان بقائها ، و تلبية تطلعاتها المستقبلية عبر تأمين العيش لها بعزة وكرامة في كنف مجتمع يصون حقوقها الإنسانية و المجتمعية في إطار سيادة قانون فلسطيني عصري يعزز من شأنها الحضاري و يضمن إعادة فرض كينونتها على خارطة الشعوب الجادة نحو تحقيق مصيرها بيدها . و اليوم فان اللغة الحقيقية التي لابد من إجادة مخاطبة الجماهير بها تتمثل في التعبير الجدي و الحقيقي عن همومها و الابتعاد قدر المستطاع عن مصوغات استغلال ظروفها القهرية لتضليلها و اتاهتها بين مصالح هذا الحزب و تلك الحركة عبر استخدامها كأداة تنفيذية لتحقيق تلك المصالح و المآرب الفئوية الضيقة دون الالتفات إلى مستقبلها و مستقبل أبنائها . و يجدر الحديث باتجاه تعاظم الحاجة الماسة لابتكار أنماطا و ابتداع آليات تضمن المحافظة على الانتماء الوطني باعتباره أساسا قويا للانطلاق في عملية الكفاح الشعبي و النضال الجماهيري ، و لعل أولويات ذلك تتمثل في صقل التكوين الوطني لشخصية الإنسان الفلسطيني الذي أثقل كاهله بمعانيات جمة ساهمت في اختزال جهده و عطائه الوطني الضروري و اللازم لاستمرار المسيرة الكفاحية .
|