غزة: دعا الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العامة للمبادرة الوطنية الفلسطينية جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده للخروج بمسيرات شعبية في الشوارع دعماً وتأييداً للحوار الوطني الشامل المرتقب عقده في القاهرة للمطالبة بضرورة إنجاحه على طريق إنهاء حالة الانقسام الداخلي مشدداً على أهمية أن يكون حواراً وطنياً شاملاً تشارك فيه جميع القوى والفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية بما فيها مؤسسات المجتمع المدني.
جاءت هذه الدعوة خلال المؤتمر الصحفي الهام الذي عقده د. البرغوثي في استوديوهات وكالة رامتان بغزة صباح هذا اليوم والذي استعرض فيه أهم وابرز المحطات التي واكبها طيلة فترة زيارته التضامنية مع جماهير شعبنا في قطاع غزة المحاصر حيث أكد على موقف المبادرة الوطنية المتمثل في أهمية معالجة كافة قضايا الشأن الداخلي وفي مقدمتها استعادة الوحدة الوطنية، بما يكفل المضي قدماً في مسيرة النضال الوطني لانجاز أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز صمود الناس في كافة المجالات بما يكفل تعزيز قدرتها على استكمال مشوارها الكفاحي، معتبراً أن نموذج النضال الشعبي والكفاح الجماهيري بات من أفضل الأساليب النضالية لمواجهة ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل المعطيات الإقليمية والدولية.
وأشار د. البرغوثي إلى أهمية نتائج لقاءاته مع القوى والفصائل الفلسطينية والمجلس التشريعي والوجهاء ورجال الإصلاح وشبكة المنظمات الأهلية والمثقفين الشباب وقطاعات واسعة، تلخصت في ضرورة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشه شعبنا جراء ما يعانيه من ضنك الحصار الظالم وانعكاسات الانقسام السياسي والجغرافي، لاسيما اللقاء الذي جمع كافة القوى بما فيها فتح وحماس بدعوة من الأب منويل مسلم معرباً عن سعادته لهذا اللقاء المميز داعياً في الوقت ذاته السلطة في رام الله بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين مثلما التي قامت بها الحكومة المقالة في غزة تهيئته لأجواء ومناخات جلسات الحوار بالإضافة إلى التوقف عن حملات التحريض الإعلامي وتعزيز كل ما من شأنه إنجاحه.
وتوجه د. البرغوثي بالتحية إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة على الجهود التي تبذلها لرعاية وإنجاح الحوار الوطني المزمع عقده باعتباره فرصة ثمينة لابد من استثمارها في الاتجاه الصحيح والذي يضمن تحقيق مصالحة وطنية شاملة وهذا لا يتأتى إلا بجلوس كافة الفصائل والقوى الفاعلة على مائدة الحوار الوطني.
وفي سياق متصل أعرب د. البرغوثي عن اعتزازه وافتخاره بالخطوة التي قام بها وفد المتضامنين عرباً وأجانب الذين كانوا قد قدموا عبر سفينة الأمل والكرامة قبل ثلاثة أيام والتي وصلت إلى غزة رغم التحديات والمعيقات التي واجهتهم مؤكداً أن الإرادة والتصميم الذي تمتع به أعضاء الوفد التضامني كان سبباً رئيسياً نحو ذلك داعياً في الوقت ذاته لتوسيع حركة التضامن الدولي لنصرة قضيتنا العادلة في إشارة منه إلى الاستعدادات الجارية لاستقدام سفناً تضامنية أخرى لمواصلة الطريق لكسر حصار غزة مؤكداُ على انه لا يجوز على الإطلاق أن يترك شعب غزة يعاني ويلات الحصار الجائر موضحاً حجم المعاناة الحقيقية التي شاهدها عن كثب عبر زيارته لمناطق مختلفة في قطاع غزة لاسيما مناطق التجريف شرق بيت حانون والقرية البدوية واستماعه لمناشدات المرضى الماكثين على أسرة الموت في مستشفيات قطاع غزة.
وفي نهاية المؤتمر توجه د. البرغوثي بالتحية لجماهير شعبنا الصامد في وجه المخططات الإسرائيلية داعياً إياهم إلى تعزيز ثقتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم الوطنية، وأجاب د. البرغوثي على أسئلة الصحفيين التي تركزت على الموقف السياسي المتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني مؤكداً على انه سيواصل بذل جهوده الوطنية جنباً إلى جنب كل الأصوات التي تنادي نحو التخلص من حالة الانقسام.