رام الله: اعرب النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية عن قلقه من خطورة التصعيد الاسرائيلي الاخير في قطاع غزة وادى الى استشهاد ستة مواطنين .
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله ان هدف هذا التصعيد الخطير هو افشال وتعطيل جهود الحوار الوطني الجارية والجادة والتي سيتوجه عبرها المشاركون الى القاهرة خلال ايام.
وشكر البرغوثي كل الصحفيين الذين قاموا بتغطية رحلتنا الى غزة عبر سفينة الامل والكرامة لكسر الحصار الظالم على غزة بمشاركة 27 متضامنا بينهم ماغواير حاملة جائزة نوبل للسلام .
وقال ان الرحلة حققت خمسة اهداف هي كسر الحصار ولم تستطع البوارج الاسرائيلية التي حاولت ارهاب السفينة ان تردعنا عن مواصلة المسير نحو غزة ،وارسال رسالة تضامن الى اهلنا في القطاع وانهم ليسوا وحدهم ولن نتخلى عنهم،وجذب انتباه العالم لحقيقة المعاناة التي يعيشها القطاع ،وتجسيد اعادة بعث المشروع الوطني عبر مشاركة فلسطينيين من الوطن والشتات ومن داخل الخط الاخضر،ودعم جهود الوحدة الوطنية حيث اثمرت مناشدتنا لاسماعيل هنية ونحن في القطاع في الافراج عن كل المعتقلين السياسيين في غزة ونامل ان نرى خطوة مماثلة في الضفة الغربية.
واشار البرغوثي الى ان من معالم جهود الوحدة الوطنية التي تحققت انه ولاول مرة عقد لقاء ضم جميع القوى الفلسطينية دون استثناء وجرى بحضور الوفد المتضامن وبرعاية الاب مناويل مسلم راعي كنيسة دير اللاتين ،وهذا كان مساهمة جادة في جمع الجميع تمهيدا لانجاح الحوار الوطني.
واوضح البرغوثي اننا نجحنا في نقل طالب من غزة الى لارنكا ومن ثم الى جامعته في بروكسل مثلما نقل من قبل الطفل الجريح سائد مصلح الموجود الان في قبرص ويستعد للذهاب الى اليونان لاستكمال العلاج جراء اصابته بنيران الاحتلال في بيت حانون.
وقال البرغوثي ان لقاءات عقدها مع الجالية الفلسطينية في قبرص والمهجرين الفلسطينيين من العراق الذين يعانون من صعوبات جمة حيث وعدناهم بنقل همومهم ومطالبهم وسنسعى مع الهيئات في قبرص للتخفيف من تلك المعاناة.
واضاف ان رحلات رفع الحصار عن القطاع التي تنظمها حركة غزة حرة وحركة التضامن الاوروبية ستستمر ، وان رحلة يوم الجمعة المقبل ستنطلق الساعة الخامسة من ميناء لارنكا في قبرص وستصل صباح السبت وعلى متنها 14 نائبا بريطانيا واروبيا كانوا منعوا سابقا من دخول القطاع ومعهم طنا من الادوية.
واشار الى ان عدة سفن اخرى ستصل الى القطاع في الاشهر القادمة لتكريس خط مفتوح مع اهلنا في غزة .
وقال البرغوثي ان اربعة الاف منشاة صناعية جرى اغلاقها في القطاع فيما انضم 70 الف عامل الى عشرات الاف العمال العاطلين عن العمل ،فيما دمر الاحتلال المزارع في بيت حانون وخانيونس ،الى جانب فقر الدم والامراض المنتشرة وعدم تمكن المرضى من الخروج للعلاج في الخارج في حين توفي 266 مواطنا بسبب الاغلاق.
وحذر البرغوثي من كارثة بيئية بسبب امكانية انهيار شامل يؤدي الى فيضان المجاري وتدمير بيئي غير مسبوق مشيرا الى انه اطلع بنفسه على الاوضاع تلك خلال زيارته القرية البدوية وبيت حانون وام النصر.
وقال ان العالم مطالب الان بالاجابة على السؤال ،لماذا ما زالت المواد الاساسية اللازمة لاصلاح البنية التحتية لاتصل الى القطاع؟
واكد البرغوثي انه تمت الاستفادة من هذه الرحلة على صعيد الحوار الوطني عبر عقد لقاءات مع قيادات حماس وفتح والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية حيث صدر بيان عن هيئة العمل الوطني يشيد بالزيارة ويؤكد على ضرورة مشاركة كل قوى العمل الوطني في الحوار في القاهرة ورفض اقصاء او استثناء احد مؤكدا ان المبادرة تلقت دعوة للمشاركة في الحوار.
الحوار الوطني فرصة تاريخية لتحقيق الوحدة
وطالب البرغوثي باتخاذ عدة خطوات قبل الحوار كي يكتب له النجاح اهمها اغلاق ملف الاعتقالات السياسية بالكامل ،ووقف كل الحملات الاعلامية ورفض طرح قضايا الخلاف عبر وسائل الاعلام،والتراجع عن اغلاق الجمعيات والسماح لها بالعمل ،وان تنصب الجهود على كيفية انشاء حكومة وفاق وطني تعمل على اصلاح الاجهزة الامنية في الضفة وغزة بشكل يجعلها اجهزة قائمة على اسس وطنية ومخلصة للمشروع الوطني وان تكون خارج اطار الحزبية والمحاصصة مع مراجعة حالة التضخم فيها وان هناك افراطا في الموازنة الفلسطينية التي تخصص للزراعة سبعة اعشار بالمئة في وقت نحن نجابه فيه الجدار والاستيطان فيما يخصص للاجهزة الامنية 34%.
وقال ان المهمة الثانية لتلك الحكومة هي الاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة ،واعادة بناء منظمة التحرير على اسس ديمقراطية وفتح ابوابها لكل القوى التي مازالت خارجها مثل حماس والمبادرة الوطنية والجهاد .
وشدد البرغوثي على اهمية بناء قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني وانهاء هذا الصراع على سلطة ما زالت تحت الاحتلال .
ورحب البرغوثي بالجهود المصرية والعربية مؤكدا ان الورقة المصرية هي نقطة بداية ايجابية يجب العمل على تطويرها حتى نصل الى معالجة شمولية لكل القضايا دون استثناء وان يكون المعيار الاساسي النية الصادقة في الوصول لاتفاق وطني والارادة القوية على الصمود في وجه الضغوط الخارجية والاحتكام الى الديمقراطية ورأي الشعب كمرجع اخير لكل الخلافات.
وقال البرغوثي ان الانتخابات الاميركية والتطورات في المنطقة والانهيار الذي حصل للحكومة الاسرائيلية توفر ظروفا يمكن الاستفادة منها لانجاز الوحدة الوطنية حتى يرانا العالم واسرائيل موحدين في مواجهة الاحتلال وان لدينا قدرة على بناء قيادة موحدة.
واوضح اهمية التخلي عن المراوحة فيما ثبت فشله وعلى راسه مفاوضات انابوليس التي استغلتها اسرائيل من اجل التوسع الاستيطاني .
وناشد الشعب الفلسطيني لممارسة الضغوط على كل الفصائل لوقف الصراعات الدائرة والالتفات الى مصلحة الشعب والوحدة الوطنية.
ترحيب بانتخاب اوباما
واعرب البرغوثي عن امله في ان يكون الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الرئيس الاكثر حساسية تجاه عدم العدالة الموجود في فلسطين خاصة انه الاكثر اطلاعا على تاريخ المنطقة من بين كل الرؤساء الاميركيين وهو يمثل فرصة للتغيير لكنه لا توجد ضمانة للتغيير ما لم يواجه ثلاثة تحديات هي كيف تنتهج اميركا سياسة متوازنة ولا تواصل سياسة الانحياز المطلق لاسرائيل والتحالف مع اكثر الاجنحة تطرفا وعنصرية في اسرائيل بما في ذلك حزب الليكود اليميني ، وثانيا كيف تستطيع اميركا ان تحيد تاثير اللوبي الصهيوني المتطرف في سياسة الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط الى حد ان كثيرا من اليهود من انصار السلام انشاوا لوبي مضادا له في اميركا وثالثا كيف ينحاز لقيم العدالة في فلسطين وهي حق الشعب الفلسطيني في انهاء اطول احتلال في التاريخ الحديث وانهاء اسوأ تشرد حدث في عصرنا الحاضر وانهاء اسوا نظام فصل عنصري.
كما اعرب البرغوثي عن امله في ان يرى اوباما الرواية الفلسطينية وان يرى حقيقة ما يجري في فلسطين وان لا يقبل بان يرى ما يجري في المنطقة عبر النظارات الاسرائيلية.
وقال ان التغيير الذي حصل بانتخاب اوباما يؤكد ان اميركا قادرة على تغيير نهجها وان تصحح مسارها بعد كل الكوارث التي جرت خلال ادارة بوش .