المبادرة الوطنية الفلسطينية تجدد دعوتها من أجل البدء بالحوار الوطني الشامل

و ضرورة التهيئة المناسبة للأجواء قبل بدئه

غزة – المبادرة- نظمت المبادرة الوطنية الفلسطينية صباح اليوم ندوة سياسية بعنوان " نعم للحوار الوطني الشامل " و ذلك في المقر الرئيسي للمبادرة في مدينة غزة ، حضرها العشرات من أعضاء و مناصري المبادرة ، بالإضافة لعدد من القياديين فيها ، و تحدث خلالها القيادي في المبادرة د. عبد الله أبو العطا و القيادي في حركة فتح أبو جودة النحال ، و أدارها القيادي في المبادرة محمد جرادة .

و في كلمته قدم د. أبو العطا استعراضاً سريعاً للأحداث على الساحة السياسية الفلسطينية بدءً من انتخابات المجلس التشريعي 2006 م و حتى اللحظة مروراً بأحداث الانقسام الداخلي السياسي و الجغرافي و تداعياته الخطيرة على القضية الفلسطينية ، و ما رافقه و يرافقه من اتهامات متبادلة و تراشق إعلامي و اعتقالات سياسية و تحلل للترابط الاجتماعي و زرع للأحقاد و حصار خانق لقطاع غزة .

          كما تحدث عن تجربة المفاوضات التي لم تحقق أي انجاز و تستغلها إسرائيل لإطالة عمر احتلالها لأراضينا و إيهام العالم بأن قضيتنا قد حلت ، في حين الوقائع على الأرض تدل على عكس ذلك بوضوح ، حيث زيادة حجم الاستيطان و بناء جدار الفصل العنصري و زيادة عدد المعتقلين و فصل الضفة عن غزة و مخططات تهويد القدس و التسويف في قضايا الحل النهائي ، و تحدث أيضاًُ و مؤتمر أنابولس الذي جاء لذر الرماد في العيون .

من جهة أخرى تحدث د. أبو العطا عن موقف المبادرة الوطنية الداعي منذ بداية الأزمة لضرورة اعتماد الحوار الوطني لحل الخلاف حيث أن ذلك هو الطريق الوحيد الممكن لتجاوز الأزمة ، كما تحدث عن الجهود التي بذلتها المبادرة منذ أكثر من عام من أجل رأب الصدع بين الإخوة الأشقاء ، و هنا جدد دعم المبادرة للجهود التي بذلتها و مازالت تبذلها مصر من أجل لم الشمل ، و تحدث د. أبو العطا عن الإخفاق الذي حدث مؤخراً في إطلاق الحوار الوطني الشامل في القاهرة ، حيث حدد وجهة نظر المبادرة لإنجاح انطلاق  الحوار الوطني و المتمثلة في التهيئة المناسبة للأجواء قبل البدء في الحوار و ذلك عبر وقف الحملات الإعلامية و الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين و إعادة فتح كافة المؤسسات التي أغلقت و ذلك في كل من الضفة الغربية و قطاع غزة ، كما اشترط أيضاً لنجاح الحوار توفر النية الصادقة لدى حركتي فتح و حماس و الإرادة للصمود في وجه الضغوط و الاملاءات الخارجية و القبول باعتماد مبدأ الديمقراطية كأساس للحكم و تداول السلطة .

و في نهاية كلمته جدد د. أبو العطا دعوة المبادرة الوطنية لضرورة الإعداد الجيد لبدء الحوار الوطني الشامل و الإسراع في ذلك عبر الخطوات التمهيدية المتبادلة التي تعزز بناء الثقة للخروج من الحالة الراهنة التي أضرت ضرراً بالغاً بالمشروع الوطني الفلسطيني ، و لنستعيد الوحدة الوطنية و لتتوحد كافة الجهود من أجل مواجهة الاحتلال و دعم صمود المواطنين و تحقيق مطالب شعبنا في الحرية و الاستقلال و العيش الكريم .

 

من جهته شكر أبو جودة المبادرة الوطنية على عقدها لمثل هذا اللقاء مما يدل على حرصها على المصلحة الوطنية ، كما أشاد بمواقف المبادرة و دورها الوطني و جهودها من أجل تحقيق المصالحة و استعادة الوحدة   الوطنية ، و عن موقف حركة فتح أكد النحال على  دعم حركته للحوار الوطني الشامل بهدف الخروج من حالة الانقسام السياسي و استعادة الوحدة الوطنية ، كما طالب بضرورة تهيئة الأجواء بشكل مناسب قبل بدء الحوار و ذلك عبر وقف الحملات الإعلامية المتبادلة و إغلاق ملف الاعتقال السياسي و الإفراج عن كافة المعتقلين لدى الطرفين .

 

كما قدم العديد من حضور الندوة مداخلات شملت مختلف القضايا و الهموم التي يعيشها أبناء شعبنا ، لتنتهي الندوة بالدعوة المجددة لضرورة الإعداد المناسب و تهيئة الظروف قبل بدء الحوار الوطني الشامل بما يضمن نجاحه