النائب د. مصطفى البرغوثي يؤكد ان نتيجة مؤتمر انابوليس بعد عام على انعقاده هي الفشل الكامل ويدعو الى تشكيل قيادة وطنية موحدة وإنهاء الانقسام

 

 

رام الله: اكد النائب د. مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان النتيجة التي خرج بها مؤتمر انابوليس بعد عام على انعقاده لا توحي الا بفشل كامل ، تصريحات د. البرغوثي هذه جاءت في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مركز وطن الاعلامي بمدينة رام الله بعد مرور عام على انعقاد مؤتمر انابوليس .

وطرح سؤال د. البرغوثي بعد هذه التجارب التفاوضية من الذي سيحاسب من اخطئ في قرائته للمفاوضات وهل يوجد اليوم من يجرؤ ويقول انه كان مخطئا في التعويل على مؤتمر انابوليس ،  كما تحدث د. البرغوثي انه ومنذ انعقاد مؤتمر انابوليس بدأت عملية انفصام كاملة بين الكلام النظري عن دولة فلسطينية مستقلة وبين ما يجري على ارض الواقع من استيطان وتوسع عنصري ، كما انه بعد مؤتمر انابوليس تم تعزيز الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة وهذا بدوره ادى الى تدهور واضح في الوضع السياسي الفلسطيني وتم تعظيم الصراع على سلطة وصفها البرغوثي بالوهمية وتقع تحت الاحتلال وبالتالي هذا يعني تحطيم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها الى فكرة دولة بانتوستنات ومعازل في ظل نظام فصل عنصري ، ايضا بعد انابوليس كان واضح التدهور الاقتصادي في الاراضي الفلسطينية كما تسائل د. البرغوثي كيف تنعقد مؤتمرات الاستثمار والحديث عن استثمار في ظل ازدياد الحواجز والاجراءات الاحتلالية العنصرية وانعدام حرية الحركة والتنقل .

اما اهم ما قدمة النائب د. مصطفى البرغوثي من حقائق عما جرى بعد مؤتمر انابوليس ، فقد شمل ازدياد الهجمات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية بنسبة 300% ، حيث شن الجيش الاسرائيلي 1700 هجمة على الضفة الغربية في حين شن على قطاع غزة 1363 هجمة وهذا ادى الى سقوط 543 شهيدا منهم 65 شهيد في الضفة الغربية و 478 شهيدا في قطاع غزة من بينهم 71 طفل استشهد برصاص الاحتلال ، كما ادت الهجمات الاسرائيلية الى سقوط 2362 جريح منهم 1125 سقطوا في الضفة الغربية و 1237 جريح سقط في قطاع غزة وايضا من بينهم 138 طفل جريح.

ايضا أكد د. البرغوثي ان اسرائيل افرجت عن 770 اسير منذ مؤتمر انابوليس في مقابل اعتقالها 4945 اسير في نفس الفترة , أي ان اسرائيل اعتقلت ستة أضعاف من تم الافراج عنهم.

اما فيما يتعلق بالحواجز الاسرائيلية المنتشرة في الاراضي الفلسطينية فقد أشار              د. البرغوثي الى ان عدد الحواجز عند انعقاد مؤتمر انابوليس كان  521 حاجزا اما اليوم فعددها وصل الى 699 حاجزا بمعنى تم اضافة 178 حاجز ، ايضا عملية بناء جدار الفصل العنصري استمرت على قدم وساق مشيرا الى انه ومع انتهاء البناء في الجدار سيكون 14% فقط من هذا الجدار مقام على حدود الخط الاخضر في حين ان 84% من الجدار سيكون مقام داخل اراضي الضفة الغربية  كما  وصلت نسبة الطرق الرئيسية الفلسطينية التي تتحكم بها اسرائيل الى 74 % , فارضة نوعا من الفصل العنصري للشوارع.

كما اوضح د. الرغوثي الى ان عملية التوسع الاستيطاني زادت بعد مؤتمر انابوليس 20 مرة في الضفة الغربية و 38مرة  في القدس المحتلة  ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الحكومة الاسرائيلية تضع تحت تصرف المستوطنات ما لا يقل عن 40% من مساحة الضفة الغربية وان 55% من البناء في المستوطنات كانت تتم في المستوطنات التي تقع شرق جدار الفصل العنصري لكن الامر الاخطر كما رآه د. البرغوثي هو ان عدد العطاءات الاستيطانية التي اعلنت عنها حكومة اسرائيل بعد مؤتمر انابوليس زادت بنسبة وصلت الى 550%  رغم ان انابوليس تحدث عن وقف الاستيطان وازالة الحواجز ، وأشار د. البرغوثي الى وجود اجراءات قاسية تتبع بحق المقدسيين وبحق المدينة المقدسة فعمليات التهويد مستمرة وما جرى مؤخرا بحق عائلة الكردي بالقدس يؤكد ذلك .

اما فيما يتعلق بقطاع غزة فقد أشار د. البرغوثي الى ان الوضع المأساوي تفاقم في قطاع غزة بعد مؤتمر انابوليس حيث توفي 260 مواطن جراء استمرار فرض الحصار على القطاع وهناك فقدان  ل 190 صنفا من الادوية  هي غير متوفرة في مشافي القطاع ، كما انه يوجد خطر محدق بالقرية البدوية في منطقة ام النصر وهو ان يحدث فيضانات للمجاري  في المنطقة بسبب عدم صيانة البنية التحتية في هذه المنطقة في ظل عدم توفر مواد الاسمنت وغيره .

اما ما هو المطلوب فلسطينيا في ظل هذه المعطيات فقد أكد د. البرغوثي انه يجب وقف المفاوضات واشتراط استئنافها بوقف كامل للنشاطات الاستيطانية ، والعمل الفوري على  استعادة الوحدة الوطنية ووقف التنازع على السلطة وبناء استراتيجية وطنية واضحة وقيادة وطنية موحدة  تعمل على انهاء الاحتلال وادارة الصراع ضده  وتعزز صمود المواطن والعودة الى الالتفاف حول المبادرة العربية للسلام كاملة وان لا تجزأ كما يطالب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرز ، بالاضافة للمطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام على اساس قرارات الشرعية الدولية و المبادرة العربية للسلام ، كما وجه د. البرغوثي نداء طالب فيه بتغليب المصلحة الوطنية وانهاء حالة الانقسام التي لن يستفيد منها سوى الاحتلال الاسرائيلي .

وفي رده على اسئلة الصحفيين حول دعوة الرئيس محمود عباس لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية العام القادم في حال فشل استئاف الحوار ، فقد أكد البرغوثي ان الانتخابات هي حق لكل مواطن سواء نجح الحوار او لم ينجح وهي المخرج الوحيد للازمة الراهنة لكن ذلك يتطلب اولا توافقا وطنيا وان تكون هذه الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالاضافة الى ضمان ان تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وسليمة 100%, وأكد ان اجراء الانتخابات في الضفة وحدها او في القطاع وحدة سيمثل جريمة بحق الشعب الفلسطيني تكرس الانقسام الذي تريده اسرائيل.