رام الله:اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان ما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة ليس حربا دفاعية كما تدعي وانما جريمة حرب ومذبحة دموية سيحاكم عليها جنرالات الحرب الاسرائيليين وفي مقدمتهم باراك ورئيس اركانه.
وحذر البرغوثي من عملية برية تحضر لها اسرائيل في وقت قريب وسريع لاجتياح بري لغزة وانها تستخدم وسائل تمويه لهذه الضربة التي ستكون اكثر دمارا واجراما وستخلف اثارا خطيرة.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله ان اسرائيل اعدت لهذا الهجوم على غزة من خلال تحضير الراي العام الدولي لمجموعة من المفاهيم الخاطئة والمضللة بهدف نزع الشرعية والمصداقية عن الفلسطينيين بشكل عام وعن شعبنا في القطاع وحركة حماس وكل القوى الفلسطينية.
واضاف البرغوثي ان اسرائيل تتعمد التضليل منذ نشاتها عام 48 عندما قامت في حينه بتطهير عرقي ضد شعبنا وادعت انه دفاع عن النفس ،مثلما فعلت ايضا في عام 56 عندما شنت عدوانا على مصر وادعت ايضا انه رد على هجمات فلسطينية وعربية ودفاع عن النفس وهذا المشهد طبق ايضا على عدوان عام 67.
واكد البرغوثي ان اسرائيل دائما عندما تحضر لحروب دموية تحاول اظهار نفسها في صورة الضحية ومن يقوم برد الفعل ،مشددا على ان عدوانها على غزة ليس حربا دفاعية بل جريمة حرب ووحمام دم هو الاسوأ منذ عام 67 .
واوضح البرغوثي ان المجازر في غزة ليست هجوما على حماس فقط كما تدعي اسرائيل بل هي هجوم على كل الشعب الفلسطيني وليس هجوما على منصات اطلاق الصواريخ كما تدعي بل هو ايضا هجوم على كل المنشآت المدنية والانسانية والبنية التحتية في قطاع غزة المحاصر والمدمر .
وقال البرغوثي "عندما يسقط خلال ثمان واربعين ساعة اكثر من 320 شهيدا والف وخمسمئة جريح حتى اللحظة بينهم 180 طفلا و60 امراة بينهن خمس بنات وتجرح امهن جراحا خطيرة" فهذا يعني ان الهجوم الاسرائيلي موجه ضد جميع الشعب الفلسطيني.
واضاف البرغوثي ان الصواريخ لا تطلق من الضفة الغربية ورغم ذلك سقط شهيدان في نعلين وسلواد وجرح ثلاثة اخرون احدهم في حال الخطر اضافة الى جرح 25 متظاهرا في الضفة ،فهذه هجمة على شعبنا اينما وجد.
ودعا البرغوثي الجميع وفي مقدمتهم المسؤولين الفلسطينيين الا يتورطوا في تحميل الضحية مسؤولية الجريمة النكراء التي تقوم بها اسرائيل.
من خرق التهدئة اسرائيل وليس الفلسطينيين
وردا على ادعاءات اسرائيل بان الجانب الفلسطيني هو من خرق التهدئة قال البرغوثي :ان اسرائيل قامت بعمليات قتل واغتيال واجتياح في شمال غزة واعتقلت مواطنين هناك بهدف استفزاز رد فعل فلسطيني ،فهي من خرقت التهدئة منذ شهرين ونصف وكانت تعد بدم بارد لهذا العدوان الاجرامي متذرعة باطلاق الصواريخ .
واشار البرغوثي الى تصريحات باراك امس التي قال فيها ان اسرائيل ترفض التهدئة ووقف الحرب .
وفند البرغوثي ادعاءات اسرائيل بانها انهت احتلالها للقطاع ،وان الفلسطينيين لاحقوها باطلاق الصواريخ بعد خروجها من قطاع غزة،مؤكدا ان هذا الادعاء كاذب يجب الا ينطلي على احد ،فاسرائيل لم تنه احتلالها للقطاع الذي بقي في احسن احواله محتلا برا وبحرا وجوا ،ومارست زوارقها قصف الصيادين في البحر وطائراتها تقصف من الجو والمعابر مغلقة بما فيها معبر رفح الذي لايصل بين القطاع واسرائيل بل بين مصر والقطاع .
وقال ان التهدئة نصت على رفع الحصار عن غزة، الا ان اسرائيل لم تلتزم بذلك الى جانب ان اتفاقية المعابر نصت على دخول450 شاحنة يوميا ، في حين ان اسرائيل لم تسمح في احسن الاحوال بخول اكثر من 80 شاحنة،كما ان المعابر بقيت مغلقة قرابة 80% من الوقت خلال التهدئة.
واضاف النائب مصطفى البرغوثي ان المشكلة الجوهرية ليست هذا الطرف الفلسطيني او ذاك بل اسرائيل المستمرة في احتلالها الذي بداته قبل 41 عاما اضافة الى انه منذ ستين عاما وهي تمارس تطهيرا عرقيا ،اذ هجرت نصف الشعب الفلسطيني.
واوضح انه لدى اجتياح لبنان عام 1982 كان هدف اسرائيل طرد وتصفية منظمة التحرير التي وصفت رئيسها الراحل ياسر عرفات بالارهابي ،وان ما نتج عن هذه الاعمال هو نشوء حزب الله وحركة حماس.
وقال اننا جميعا تحت الاحتلال وليس غزة وحدها ،وان اسرائيل تبطش بشعبنا في الضفة مثل غزة.
العدوان على غزة سببه الصمت الدولي
واكد البرغوثي ان اسرائيل لم تكن لتجرؤ على هذه المجزرة لولا صمت المجتمع الدولي وتواطئه على جرائمها /مشيرا الى ان الصورة ستتغير خلال الايام القادمة على المستوى الدولي وانه مهما برعت اسرائيل فانها لن تستطيع اخفاء الحقيقة عن عيون العالم ،وان تغيرا بدا امس في الاعلام العالمي ،وسينكشف للعالم كذب الادعاءات بالدفاع عن النفس متسائلا كم اسرائيليا قتل من تلك الصواريخ قبل بدء العدوان على غزة؟مؤكدا ان اول اسرائيلية قتلت بعد بدء العدوان على غزة مقابل اكثر من 320 شهيدا والف جريح في ثمان واربعين ساعة .
واردف البرغوثي قائلا:ان اسرائيل تستخدم هذه الحرب المدمرة بهدف تحقيق غرضين الاول:ان دماء الاطفال والنساء والشباب تستخدم كوقود للحملات الانتخابية الاسرائيلية ما بين الاحزاب الاسرائيلية ،وهذه قمة المهانة والاجرام،والثاني:ان الجنرالات الاسرائيليين الذين انشاوا رابع اكبر صناعة عسكرية في العالم وجعلوا من اسرائيل رابع اكبر مصدر للسلاح في العالم يستخدمون اليوم قطاع غزة كما استخدموا الضفة الغربية من قبل كميدان لتجارب اسلحتهم ومنظومتهم الامنية ويجنون مليارات الدولارات من خلال تصدير السلاح ،وانهم يريدون اعادة الاعتبار لاسلحتهم التي تدهورت سمعتها في لبنان عام 2006 .
وقال البرغوثي ان اسرائيل ستكرر ما قامت به في الضفة خلال عملية السور الواقي عام 2002 عبر الدخول والخروج والاجتياحات والسيطرة بشكل كامل على شمال قطاع غزة ومحور فيلادلفيا وتقطيع غزة الى اجزاء .
وحول الوضع الانساني اكد مصطفى البرغوثي ان ما تقوم به اسرائيل يجري في منطقة هي الاكثر كثافة سكانية في العالم ،اذ يعيش 5 الاف شخص في الكيلومتر المربع الواحد ،وان القاء قنابل بالاطنان على مناطق بهذه الكثافة السكانية ليس الا جريمة حرب ،وان كل ذلك يجري ضد منطقة محاصرة منذ عامين ولا يوجد فيها طعام او وقود او دواء او علاج وتعاني المشافي من تعطل الاجهزة فيها.
اولوياتنا اغلاق الباب في وجه الانقسام فورا
واكد البرغوثي ان المطلوب فلسطينيا العمل الفوري على اغلاق الباب امام الانقسام ،وان ما يجري في غزة يجب ان يعيد الفلسطينيين الى الوحدة الوطنية مشددا على اننا لسنا بحاجة الى جلسات طويلة من المشاورات الفارغة على من يتولى هذا الجزء من السلطة او ذاك والنقشات ،لانه لاقيمة للسلطة لا في غزة ولا في الضفة وهي تحت الاحتلال ،ويجب الاعلان من كل الفصائل فورا عن تشكيل قيادة وطنية موحدة تتولى كل الامور والتوجه السياسي والنضالي حتى يكون لشعبنا مرجعية سياسية واحدة على الاقل بصورة مؤقتة حتى تتاح لنا فرصة اجراء انتخابات ديمقراطية .
ودعا الى عدم السماح لاسرائيل باستغلال الانقسام الفلسطيني لتبرير عدوانها ،في وقت يلعب فيه الاسرائيليون على هذا الحبل عبر الحديث عن الشرعية وغير الشرعية ،مؤكدا انه اجرى اتصالات مع الاخوة في غزة ويواصل اتصالاته مع الاخوة في الضفة للافراج عن المعتقلين السياسيين سواء في غزة او الضفة ،وتجنب أي سجال اعلامي يظهر خلافات فلسطينية داخلية.
وقال انظروا الى اسرائيل بدءا من ميرتس وصولا الى اقصى اليمين المتطرف الذين توحدوا خلف الجيش والعدوان على غزة .
وشدد البرغوثي على ضرورة الاعلان عن توجه عام للوحدة ،مناشدا الجميع الاستجابة لهذا النداء .
على السلطة وقف الاتصالات مع الطغمة المجرمة في اسرائيل
كما دعا النائب مصطفى البرغوثي الرئيس محمود عباس والسلطة الى الاعلان فورا عن وقف كل اشكال التفاوض مع هذه الطغمة المجرمة التي ترتكب المجازر في غزة التي استخدمت المفاوضات في الماضي لتبرير الاستيطان واليوم تستخدمها كغطاء لما تقوم به من جرائم ،ووقف التنسيق الامني مع اسرائيل فورا.
واضاف البرغوثي ان الطائرات الاسرائيلية التي قصفت مقرات الامن في الضفة ومخيم جنين واوقعت مئات الشهداء في الضفة هي نفسها التي تقصف غزة الان ،وان الذين ارسلوها هم نفسهم من حاصروا الرئيس عرفات واصدروا الاوامر باغتياله،وهذا العدوان كان خطوة اولى في الضفة والان يتكرر في غزة.
ودعا اجهزة الامن الى ان تكون الى جانب شعبها ،وان يبتعدوا كليا عن ان يكونوا في وجه الناس التي تخرج في تظاهرات لتعبر عن غضبها وحزنها وارادتها النضالية ،فلا يجب ان تكون الاجهزة الامنية حائلا بين الناس وقوات الاحتلال ،مشيرا ان الروح الوطنية هي السائدة الان في كل الشعب الفلسطيني في فتح وحماس والمبادرة والشعبية وكل الاطراف ،ولنستعيد هذه الروح الاصيلة في شعبنا ولنفوت على اسرائيل فرصة استخدامنا ضد بعضنا البعض.
ودعا الى تكاتف الجميع لدعم ما يجري في الضفة من انتفاضة شعبية عارمة ضد الاحتلال تعيدنا الى اجواء انتفاضة عام 87 ،وشعبنا لن يتخلى عن اهلنا في غزة ولن يقبل ان يقسم الى ضفة وغزة ،او ان يسكت على الدماء التي تراق في غزة ،وان المواجهات الجارية مع الاحتلال هي خير دليل على ذلك.
ما يجري في غزة هدفه ايضا زرع الرعب في قلوب العرب
ووجه البرغوثي رسالة الى القادة العرب اكد فيها ان العدوان الاسرائيلي على غزة لم يكن يستهدف الفلسطينيين فقط بل هدفه القاء الرعب في قلوب كل الامة العربية،وانه واهم من يعتقد ان مخططات وطموحات اسرائيل تقتصر على الضفة الغربية وغزة بل انها تريد الهيمنة على كل المنطقة ،وان اكبر قوة استعمارية في المنطقة تهدد بالخطر مصالح الشعوب الاقليمية ومقدراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي اسرائيل الساعية كي تكون قوة مهيمنة في منطقتنا .
وقال البرغوثي انني ادعو الاخوة العرب الذين نقدرهم جميعا الى اتخاذ الموقف الصحيح ليس فقط دفاعا عن شعبنا الصامد بل ايضا من اجل مصلحتهم هم ومصلحة دولهم وشعوبهم ومستقبلهم.
ودعا العرب الى اتخاذ قرار جماعي بكسر الحصار عن غزة وفتح معبر رفح فورا ،لان من شان ذلك افشال اسرائيل سياسيا في حملتها العسكرية وردع عدوانها،ولكي تعرف اسرائيل ان عدوانها سيعود بنتائج سياسية مضادة لما خططت له ،ولكي تفهم اسرائيل ان استمرار عدوانها سينهي كل العلاقات معها وكل اشكال التطبيع معها واغلاق مكاتبها وان هناك ثمنا ستدفعه عن هذه المجازر.
كما دعا العرب ومنظمة التحرير الى التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة وليس الى مجلس الامن المسيطر عليه اميركيا لاتخاذ قرار بفرض عقوبات على اسرائيل حتى توقف عدوانها مؤكدا قرارا عن الجمعية سيكون له وزن سياسي كبير لخلق راي عام مقاطع لاسرائيل، مذكرا بحالة جنوب افريقيا عندما صدر قرار عن الجمعية العامة بفرض عقوبات افلحت في كسر نظام الفصل العنصري عبر تشكيل قاعدة لحملة مقاطعة وعقوبات من العالم .
وعلى الصعيد الدولي اكد البرغوثي ان اتصالات واسعة تجرى الان رسمية وشعبية وتضامنية وعلى كل المستويات من اجل حشد دعم عالمي الى جانب قضيتنا ،مشيرا الى ان كل عواصم العالم انتفضت من باريس الى لندن الى زيورخ ومدريد وبرشلونة وجنيف واميركا،وان هناك حملة تضامن صاعدة ولن نسمح لاسرائيل اخفاء جريمتها في غزة.
واشار البرغوثي الى انه بدء بحملة تواقيع من شخصيات عالمية مؤثرة على بيان سيخرج خلال الساعات القادمة وسيكون له وقع مهم في تعرية اسرائيل الى جانب حملة لتفعيل حملة المقاطعة والعقوبات ضد اسرائيل.
ووجه مصطفى البرغوثي رسالة الى الاسرائيليين قائلا انكم فشلتم في لبنان ولم تستطيعوا كسر ارادة الشعب اللبناني وانني اؤكد ان هدفكم من عدوان غزة كسر ارادة شعبنا ومقاومته حتى يقبل بترتيبات نظام الفصل العنصري الذي تنشئه اسرائيل عبر الجدار والاستيطان وتهويد القدس ورفض التباحث في قضية اللاجئين،واننا نعرف شعبنا و مثلما فشلتم في لبنان ستفشلون في غزة ،وان شعبنا لن يسلم راية الكفاح ولن يتنازل عن حقوقه وارادته وكرامته ولن يتوقف عن النضال حتى ينهي الاحتلال والظلم.