رام الله:اعلنت عدة شخصيات وطنية عن مذكرة يجري التوقيع عليها من قبل الشخصيات الفلسطينية في الوطن والشتات وداخل الخط الاخضر في ظل الاوضاع الخطيرة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بشكل عام وما يعيشه شعبنا في قطاع غزة من مجازر بشعة بشكل خاص.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية والدكتور ممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة والدكتورة اصلاح جاد الاكاديمية والناشطة المعروفة في رام الله.
وقال البرغوثي ان ما تقوم به اسرائيل في غزة هدفه تصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها وحق شعبنا في القدس وحق العودة للاجئين وفكرة الدولة الحقيقية وتحويلها الى بانتوستانات ومعازل .
واضاف البرغوثي ان المجازر الاسرائيلية وصلت حدودا لم يعد يستطيع العقل تقبلها وانها لاتحتمل التلكؤ والتقاعس داعيا الاغلبية الصامتة الى الخروج عن صمتها وان تقف الى جانب هؤلاء المناضلين دفاعا عن حرية واستقلال شعبنا.
واكد البرغوثي ضرورة العمل الفوري لبناء قيادة وطنية موحَدة وموحِدة ،مشيرا الى ان هناك العديد من الاخطاء التي ارتكبت ،من بينها اخطاء ارتكبتها السلطة الفلسطينية مثل تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري في غزة ومثل عدم المشاركة في قمة الدوحة .
ودعا البرغوثي الى وقف كل اشكال التفاوض مع اسرائيل بما في ذلك التنسيق الامني والنهج الذي ادى الى انابوليس واهمية عدم الخلط بين فكرة الحماية الدولية وقوات دولية يمكن ان تشكل ضرارا للشعب الفلسطيني.
وقال البرغوثي تعقيبا على مذكرة التفاهم الاميركية الاسرائيلية الاخيرة ان هدف الجانبين هو توجيه اكبر قدر ممكن من الاساءات للشعب الفلسطيني وان الخطورة في الامر تكمن في احداث ترتيبات على الحدود مع مصر في الوقت الذي تجري فيه مباحثات في العالم العربي مما يؤكد استخفاف اسرائيل بالعرب وبالوسطاء وبالمفاوضات ،الامر الذي يعني ان اسرائيل تفاوض نفسها على وقف اطلاق النار .
وقال البرغوثي ان التضامن مع شعبنا اصبح قضية البشرية جمعاء ،وان فنزويلا وبوليفيا لم تنتظرا موقفا من دول أخرى لقطع علاقاتهما مع اسرائيل مذكرا باقوال مانديلا :"ان قضية فلسطين هي قضية الضمير العالمي اليوم".
وقال البرغوثي اننا ضد الصراعات الاقليمية او بين الاطراف المختلفة مؤكدا ان اكبر قوة تشكل خطرا اقليمياً في المنطقة هي اسرائيل التي تملك 400 راس نووي وخامس اكبر جيش في العالم ورابع اكبر مصدر للسلاح وتحاول فرض هيمنتها على العالم العربي.
وتلت الدكتورة اصلاح جاد المذكرة التي يجري جمع التواقيع عليها والتي جاءت تحت عنوان "كل الدعم لشعبنا الصامد في غزة الباسلة ليتوحد الجميع ضد العدوان، ولحماية الديمقراطية وحرية التعبير"
نص المذكرة
مرة أخرى تكرر إسرائيل في غزة جريمتها ضد الشعب الفلسطيني، فيما يذكر بما مارسته من تطهير عرقي ومجازر ضد الشعب الفلسطيني كما جرى عام 1948 وفي غزة عام 1956 وفي عدوان 1967 واجتياح الضفة الغربية عام 2002
إن أكاذيب إسرائيل يجب ان لاتنطلي على احد.
فإسرائيل هي التي خرقت التهدئة.
والحرب التي تشنها ليست على حركة حماس وقوى المقاومة فقط بل على كل الشعب الفلسطيني.
وهدفها كان وما زال كسر إرادة ومقاومة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك كسر التصميم على التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
في غزة يذبح الرجال والنساء والأطفال لإجبارنا على التنازل عن حقوق اللاجئين في العودة، وعن القدس كعاصمة لفلسطين، وعن أراضي الضفة التي يحتلها المستوطنون ويدمرها جدار الفصل العنصري. وبالمقابل جسدت هبة الشعب الفلسطيني، في الداخل والخارج وحدة قضية ومصير الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الداخل والشتات.
وعندما هب الناس للدفاع عن غزة، فأنهم كانوا يؤكدون التمسك بثقافة المقاومة، وإصرارهم على رفض الاستسلام والمستسلمين، وتعطشهم إلى الوحدة الوطنية الجامعة كمدخل لإعادة انبعاث المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتوحد حوله كل الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم.
إننا ومن منطلق الإخلاص الوطني نؤكد:
*وقوفنا الحازم إلى جانب شعبنا والمقاومة في قطاع غزة، واصرارانا على إسناد صمود أهلنا في وجه العدوان البربري الإسرائيلي.
* إدانتنا لكل أشكال التواطؤ والصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتاكيدنا على ان من يعمل على افناء الشعب الفلسطيني هو الاحتلال وليس نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني على مدار عقود من الزمان، ورفضنا لمحاولات تحميل الضحية مسؤولية جرائم المعتدي والمحتل والمضطهد.
* اصرارانا على مواصلة كفاحنا الوطني ومقاومتنا الشعبية لإنهاء الاحتلال والظلم وتحقيق كرامة وحرية واستقلال الشعب الفلسطيني.
* رفضنا لما قامت به أجهزة الأمن الفلسطينية من قمع للتظاهرات الشعبية في مدن الضفة الغربية بما في ذلك اعتداءها على طلبة جامعة بيرزيت والخليل ونابلس وعلى المظاهرة المركزية في مدينة رام الله واعتبار ذلك مناقض لتقاليد العمل السياسي الفلسطيني ومتعارضا مع ما ناضل من اجله الشعب الفلسطيني من قيم احترام حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية والتمسك بالوطنية الصادقة، مؤكدين على ضرورة وقف وإلغاء كل أشكال الاعتقال السياسي وقمع حرية التعبير والمس بالمجتمع المدني الفلسطيني، ونؤكد أن واجب السلطة الفلسطينية وأجهزتها حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وعن وحرياته وليس قمعه ونحن جمعيا نعيش تحت الاحتلال. اننا اذ نحمل الحكومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة لما جرى من تجاوزات لنطالبها كما نطالب الرئاسة الفلسطينية بوقف كل اشكال التعدي على المواطنين والحريات العامة وحرية الصحافة وبمحاسبة كل من قام بارتكابها.
* مطالبتنا بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة فورا للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية.
من جانبه قال الدكتور العكر ان ما يجري في غزة هدفه كسر ارادة المقاومة ومحاولة تصفية المشروع الوطني الفلسطيني وان اي فهم لما يجري في غزة خارج هذا السياق هو فهم اعمى .
واكد العكر ان ما جرى في غزة ليس ضد حماس بل ضد كل الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وشدد العكر على انه لا توجد مرحلة اصعب مما نواجه اليوم الامر الذي يتوجب التحلي بالحكمة والوحدة لمواجهة هذا العدوان متسائلا انه اذا لم نتوحد ونحن تحت النار فمتى اذن؟
وقال العكر انها لربما الفرصة الاخيرة من اجل التصالح الوطني ،مطالبا الرئيس ابو مازن بالعمل على راب الصدع في الساحة الفلسطينية وان يكون الوفد الفلسطيني الى قمة الكويت ممثلا لكل الوان الطيف السياسي الفلسطيني.
واوضح العكر اننا مطالبون الان بتشكيل حكومة انقاذ وطني لمواجهة المرحلة الدقيقة .
وقال ان ما كنا نطالب به في الماضي هو قوات دولية لحماية شعبنا من الاحتلال ،وان ما يطرح الان هو قوات دولية لحماية اسرائيل من المقاومة ،مؤكدا ان مسالة المراقبين الدوليين لدينا تجربة فيها في الخليل ولم يفعلوا شيئا ،الامر الذي يستدعي قوات حماية دولية من الاحتلال في الضفة وغزة وليس في غزة وحدها لان من شان ذلك تكريس الانقسام بين الضفة وغزة.
واشار العكر الى ان هناك مجزرة وحشية في غزة ومجزرة من نوع اخر في الضفة الغربية من خلال الاستيطان والجدار والحواجز وتهويد القدس بهدف تقطيع اوصال الاراضي المحتلة.
ودعا العكر الى فتح المعابر وتفعيل الممر الامن بين الضفة وغزة والالتزام بتنفيذ الاتفاق الخاص بذلك.
واختتم العكر بالقول ان المستشارين الذين استشاروا على الرئيس بعدم الذهاب الى قمة قطر قد اخطاوا التقدير.
من جانبها قالت الدكتورة جاد ان غياب الرئيس عباس عن قمة الدوحة كان مؤسفا وان الحضور الفلسطيني كان من شانه توحيد الصف العربي وليس عنصرا يساهم في الانقسام العربي الذي حدث.
وأشار المنظمون الى ان مئات وقعوا هذه المذكرة حتى الأن ومن بينهم شفيق الحوت, المطران عطالله حنا, سلمان ابو ستة, سليمان ابو ستة,بلال الحسن, كرمة النابلسي, زكريا محمد, محسن ابو رمضان, عبد الكريم عاشور وأخرون في الوطن والشتات.